مقديشو.. مدينة غارقة في الدماء

نشرت صحيفة الصانداي تليغراف البريطانية تقريرا لمراسلها رولاند اوليفانت من العاصمة الصومالية مقديشو بعنوان "مدينة غارقة في الدماء تنتظر بعض الرحمة".

يبدأ اوليفانت مقاله بوصف جانب من الاحداث التي تلت تفجير سيارة مفخخة في مقديشو قبل نحو 3 أشهر مشيرا إلى أن الدخان ملأ أجواء المنطقة بينما كانت فرق الإنقاذ تسابق الزمن لنقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وينقل اوليفانت عن عبد القادر عبد الرحمن ادان الطبيب المتطوع لأعمال الإغاثة قوله إنه عرف ان هذا اليوم سيكون الأسوأ في حياته من النظرة الأولى، موضحا أن عدد القتلى في ذلك الوقت كان قد تعدى 512 قتيلا بينما تمكنت فرق الإنقاذ من نقل نحو 250 مصابا فقط لقلة سيارات الإسعاف.

ويقول اوليفانت إن التفجير الذي يعد الأسوأ على الإطلاق في تاريخ أفريقيا ككل يوضح كذب التصريحات التي صدرت عن ساسة عالميين وأفارقة عن انتهاء الحرب ضد حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة قد انتهت وأن أعضاءه رهن عمليات تعقب مستمرة.

ويقول اولفانت إن مقديشو بموقعها على الساحل المطل على بحر العرب وطقسها الرائع كانت تسمي نفسها لؤلؤة المحيط الهندي اما اليوم فإنه وبعد نحو 30 سنة من الحرب الاهلية فإن المدينة لايمكن أبدا ان تسمى إلا مدينة في حرب فهي تحت سيطرة حكومة معترف بها دوليا ومدعومة من فرق حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي إلا ان عناصر الشباب المتغلغلين في المدينة يقومون بزرع الالغام الأرضية وإطلاق النار بشكل متكرر على الجنود الاجانب.

ويؤكد أوليفانت ان حركة الشباب تظهر قدرة كبيرة على المناورة رغم الجهود الدولية المتزايدة لسحقه إلا أن مقاتليه يعودون للظهور عبر الهجمات المباغتة في قلب مقديشو مشيرا إلى أن المدينة التي يقطنها أكثر من 3 ملايين شخص لايوجد فيها إلا 20 عنصرا من رجال الإنقاذ يعاونهم 10 سائقين ما يعني أن هناك فقط 10 سيارات إنقاذ في المدينة بأسرها.