الأمم المتحدة: عدد الصوماليين على شفا المجاعة ازداد عشرة أضعاف

مع انخفاض مستويات الأمطار المتوقعة لموسم الأمطار الخامس على التوالي، أطلقت الأمم المتحدة الجمعة 19 يناير 2018 نداء للحصول على 1.6 مليار دولار لتوفير المساعدات المنقذة للحياة لحوالي خمسة ملايين ونصف المليون شخص المتأثرين بالجفاف المستمر في الصومال.
 
يرد هذا النداء ضمن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018 لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الصومال.
 
ويقدر حالياً عدد الصوماليين المحتاجين إلى المساعدة بأكثر من ستة ملايين شخص - أي مايزيد عن نصف سكان البلد، من بينهم ثلاثة ملايين يحتاجون إلى التدخل العاجل، كما يعيش مليون شخص في تجمعات المشردين داخليا.
 
بيتر دي كليرك، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصومال والمنسق المقيم للشؤون الإنسانية، أشار إلى أن استمرار التوقعات المتعلقة بتراجع معدل هطول الأمطار لهذا العام يتطلب حملة كبيرة أخرى للمساعدات الإنسانية، وقال للصحفيين في مقديشو:
 
" خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018 تتطلب منا جميعا تعزيز جهودنا. بحلول شهر نوفمبر / تشرين الثاني من العام الماضي، تضاعفت احتياجات الأمن الغذائي بما يقرب من الضعف على مدى خمس سنوات، فهناك ما يقدر بنحو مليونين ونصف المليون شخص في خضم الأزمة، إضافة إلى 866 ألف حالة طوارئ، وبذلك لا يفصل الوضع في الصومال عن المجاعة سوى خطوة واحدة. وقد تضاعف عدد الصوماليين الذين هم على حافة المجاعة عشرة أضعاف منذ هذا الوقت من العام الماضي. وهذا مؤشر خطير جدا. ويحتاج أكثر من ستة ملايين شخص إلى مساعدات إنسانية، أكثر من نصفهم من الأطفال. كما يحتاج أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى مساعدة عاجلة منقذة للحياة. وكما هو الحال دائما، فإن الأطفال هم الأكثر ضعفا. ونقدر أنه بحلول نهاية هذا العام، يمكن أن يعاني أكثر من مليون طفل من سوء التغذية."
 
وقد تجنب الصومال المجاعة خلال عام 2017 بسبب الجهود المشتركة للحكومة الاتحادية والأمم المتحدة والجهات المانحة الدولية التي ساعدت معا على حشد ما يقرب من 1.3 مليار دولار كمساعدات إنسانية للبلاد.
 
وأشار جستن برادي، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الصومال إلى أن الجهود الإنسانية لهذا العام ستستهدف أيضا أعدادا كبيرة من الناس في المناطق التي يتعذر الوصول إليها في الغالب بسبب الظروف الأمنية السائدة.
 
يشار إلى أن ظروف الجفاف في الصومال استمرت طوال مواسم الأمطار الأربعة المتتالية الأخيرة، مما أدى إلى تفاقم الحالة الإنسانية المتردية أصلا في البلد. حيث بدأ موسم الأمطار العام الماضي متأخراً وأسفر عن مستويات أدنى من المتوسط السنوي. وتشير التوقعات لهذا العام 2018 إلى نمط مماثل خلال موسم الأمطار المقبل، الذي يبدأ في نيسان / أبريل وينتهي في حزيران / يونيه.