صحيفة سنغالية: النظام القطري "يجرنا" إلى بحر من الدماء

اتهمت السنغال قطر بالتواطؤ مع نجل الرئيس السنغالي السابق كريم واد، لخداع الشعب السنغالي، وعودة "واد" إلى البلاد مرة أخرى؛ تمهيداً لتوليه الحكم، وهو ما يفتح الطريق لبحر من الدماء.

أكدت ذلك صحيفة "leral" السنغالية الناطقة بالفرنسية، واصفة تصريحات كريم واد الأخيرة بادعائه بأنه في "نفي قسري" إلى الدوحة بـ"الخديعة".

وساطة "تميم"

وذكرت صحيفة "leral" أن "الشعب السنغالي لن يتسامح مع أية مناورة سياسية، يجريها النظام القطري ضد السنغال، ادعاءات كريم واد بالنفي القسري إلى الدوحة لعبة اتفق عليها مع أمير قطر؛ تمهيداً لعودته إلى السنغال، وترشحه للانتخابات الرئاسية، على الرغم من تورطه في قضايا فساد عدة، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات.

ووفق ما نقلته "بوابة العين" الإخبارية الإمارتية عن الصحيفة السنغالية فإن تصريحات كريم واد خدعة بالتنسيق مع قطر؛ للسعي إلى عودته للبلاد، محذرة من تبعات الخطوة، خاصة مع إدانته بالفساد، والإفراج عنه بوساطة أمير قطر. وقالت إن تلك الخطة ستجر البلاد إلى بحر من الدماء.

لعبة الخديعة

وتحت عنوان "صفقة أمير قطر وكريم واد.. لعبة الخديعة"، فندت الصحيفة السنغالية أكاذيب تصريحات "واد"؛ لكونه سافر إلى الدوحة طواعية بعد التوسط من أمير قطر لإطلاق سراحه، محاولة فك لغز تلك الصفقة .

178 مليون يورو

يُذكر أنه في مارس 2015، حُكم على كريم واد بالسجن لمدة ست سنوات وغرامة قدرها 210 ملايين يورو من قبل محكمة مكافحة الثراء غير المشروع، حيث اتهم بجمع ثروة قيمتها 178 مليون يورو بصورة غير مشروعة عندما كان مستشاراً لوالده ثم وزيراً.

وحصل في يونيه 2016 على عفو رئاسي من الرئيس الحالي ماكي سال بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز في داكار، ثم أطلق سراحه ليتوجه مباشرة إلى قطر حيث لا يزال يعيش.

ودللت الصحيفة على تقريرها، بإعلان "واد" ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل 2019 من مقر إقامته في قطر، مضيفاً أن عودته تشكل خطراً كبيراً على مستقبل السنغال، وسيجر البلاد إلى بحر من الدماء.

من جانبه، علّق المتحدث الرسمي باسم الحكومة السنغالية وحزب التحالف من أجل الجمهورية الحاكم سايدو جي قائلاً: إن كريم واد اختار بشكل طوعي الإقامة في قطر، مضيفاً أن نظام ماكي سال كان قد أفرج عنه في عفو رئاسي لأسباب إنسانية.

التدخل القطري

وكريم واد هو نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد الذي حكم البلاد خلال الفترة من 2000 إلى 2012، حيث اتهمته السلطات السنغالية في قضايا فساد عدة، وكسب غير مشروع.

ورغم سرية التدخل القطري في القضية، إلا أن وزير خارجية "تميم" عبدالرحمن آل ثاني، اعترف في أكتوبر الماضي خلال مقابلة مع صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، بدور قطر، مبرراً ذلك بأنه من باب الإنسانية وبموافقة حكومة السنغال".

رسالة شكر

ونشرت وكالة "أ ف ب" في شهر مايو 2017 رسالة شكر من كريم واد موجهة إلى "تميم"، مؤكداً فيها أنه لم يتوقف عن التدخل لإطلاق سراحه بحكم الصداقة التي تجمعهما، مدعياً أنه تعرض للسجن بشكل ظالم.

وقالت الوكالة نقلاً عن مسؤول في الحزب الديمقراطي السنغالي حزب نجل الرئيس السابق إن كريم واد توجه إلى قطر بعد ساعات قليلة من إطلاق سراحه.

واستعادت صحيفة "leral" تفاصيل الحدث قائلة إن "الشعب السنغالي بأكمله فوجئ بإطلاق سراح كريم واد بعد اتهامه في قضايا فساد عدة، وما يحدث الآن ما هو إلا جزء من تلك اللعبة".