سوريا والعراق واليمن.. الأكثر تأثرا بـ«الإرهاب»: تعرَّف على ترتيب بلدك

صدر التقرير السنوي الخامس لمؤشر الإرهاب العالمي 2017، والذي يشرح وضع الإرهاب في العالم خلال عام 2016، فضلًا عن تقديمه موجزًا شاملًا للاتجاهات، والأنماط العالمية الرئيسة في مجال الإرهاب منذ عام 2000. ويقوم بتصنيف الدول على أساس عدة معايير؛ ينتج من خلالها مجموع من الدرجات التي تشير إلى وضع كل دولة، وتأثير الإرهاب عليها.
 
ويعتبر المؤشر محاولة لترتيب وتصنيف دول العالم بشكلٍ منهجيّ وفقًا للنشاط الإرهابي داخلها، كما أنه استند على أكثر من جهة للحصول على البيانات، والقيام بالتحليلات التي تؤدي إلى تصنيف الدول.
 
من يصدر التقرير؟ وما هي معايير التصنيف؟
 
يصدر مؤشر الإرهاب العالمي سنويًا عن طريق معهد الاقتصاد والسلام، وقد طُوِرَ من قبل الخبير في تكنولوجيا المعلومات ومؤسس المعهد، ستيف كيليليا. ويعتبر معهد الاقتصاد والسلام أحد أبرز مراكز الأبحاث العالمية، والذي يقع مقره الرئيس في مدينة سيدني بأستراليا، مع وجود مراكز أخرى له في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، ومدينة مكسيكو، العاصمة الفيدرالية للمكسيك، بالإضافة إلى مدينة لاهاي الهولندية.
 
ويكرِّس المعهد أبحاثه وتحليلاته وتقاريره من أجل تحقيق هدف واحد رئيس، وهو نشر السلام حول العالم، وجعله شيئًا قابلًا للتحقيق يساعد على تقدم الإنسان ورفاهيته؛ فهو يقوم بتطوير مؤشرات السلام العالمية، وحساب التكلفة الاقتصادية للعنف، وتحليل المخاطر على المستوى الدولي والقُطري للدول، وفهم الظروف التي تتحلى بها المجتمعات التي تصنَّف باعتبارها مجتمعاتٍ سلمية، وتحديد العلاقة بين السلام والاقتصاد، ودور العوامل الثقافية والسياسية والاقتصادية في نشر السلام حول العالم. كما أن المعهد يعمل على تأطير تعريف السلام والإرهاب، وجعلهما مفهومين يمكن قياسهما.
 
وبالنسبة لمؤشر الإرهاب العالمي لهذا العام، فإنه يوجز الاتجاهات العالمية للإرهاب وطرق تنفيذه، ويستند على أرقام المجمَّع الوطني لدراسة الإرهاب والاستجابة له بإشراف جامعة ميريلاند، ومساهمة وزارة الأمن الداخلي الأمريكية.
 
وتستند التصنيف في المؤشر على المعلومات الموجودة في قاعدة بيانات الإرهاب العالمية، والتي تصنف 163 بلدًا استنادًا على أربعة مؤشرات فرعية هي:
 
1- عدد الحوادث الإرهابية خلال العام.
 
2- عدد القتلى من حوادث إرهابية في نفس العام.
 
3- عدد الإصابات الناجمة عن الحوادث الإرهابية خلال العام.
 
4- مجموع الأضرار التي لحقت بالممتلكات جراء الحوادث الإرهابية خلال العام.
 
وعلى مدار سنوات، صدر للمؤشر أربعة تقارير فقط، بدايةً من عام 2012؛ ليصبح تقرير هذا العام هو التقرير الخامس له.
 
الإرهاب في 2016: هجمات أكثر وضحايا أقل
 
من ضمن 132 دولة دُرست وصُنفت في المؤشر.. يوجد 106 دولة شهدت حوادث إرهابية خلال عام 2016، حتى ولو كان حادثًا واحدًا على الأقل.
 
تنوعت النتائج الصادرة عن تقرير مؤشر الإرهاب العالمي لهذا العام؛ إذ إنه أبرز بوضوح أن العدد الإجمالي للوفيات الناجمة على الإرهاب في العالم قد انخفض للعام الثاني على التوالي، وذلك بالرغم من اعتبار عام 2016 ثالث أكثر الأعوام دموية خلال الألفية الجارية؛ فقد أورد المؤشر أن عدد ضحايا الاعتداءات الإرهابية العام الماضي وصل إلى 25 ألف و673 قتيلًا، أي أنه تراجع بنسبة 10% عن وفيات عام 2015 الناتجة عن الحوادث الإرهابية، و22% قياسًا بعام 2014 الذي اعتبره الباحثون العام الأكثر دمويةً منذ عام 2000.
 
ووصلت أعداد القتلى في عام 2015 نتيجة الحوادث الإرهابية على مستوى العالم إلى حوالي 26 ألف قتيل، غير أن عام 2014، الذي يعتبر الأكثر دموية، وصل فيه عدد القتلى إلى 29 ألف و376 قتيلًا. وأوضح التقرير أن أعداد القتلى تراجع بشكل عام في أربع دول، وهي سوريا وباكستان وأفغانستان ونيجيريا؛ مما يُشكِّل تحوُّلًا مهمًا وإشارة جيدة؛ وذلك نظرًا لأنَّ هذه الدول الأربع هي من بين الدول الخمس الأكثر تعرضًا للإرهاب؛ ففي نيجيريا وحدها تراجع عدد الضحايا بنسبة 80% عام 2016.
 
ولم يخف المؤشر القلق حول ارتفاع عدد الدول التي شهدت اعتداءات إرهابية، وسُجل فيها مقتل شخص واحد على الأقل، مشيرًا إلى أن ثلثي الدول التي تمت دراسة أوضاعها شهدت اعتداءً إرهابيًا واحدًا على الأقل، أي أن هناك 106 دولة من ضمن 132 دولة – دُرست وصُنفت في المؤشر – شهدت حوادث إرهابية خلال عام 2016.
 
بالرغم من أن إجمالي أعداد الوفيات الناتجة عن الحوادث الإرهابية حول العالم قد انخفض، إلا أن عدد الاعتداءات نفسها ارتفع بدرجة كبيرة.
 
وفيما يتعلق بالدول الأوروبية وغيرها من الدول المتقدمة، مثل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الاقتصادية، يشير الباحثون في معهد الاقتصاد والسلام إلى أن عام 2016 كان أكثر الأعوام دموية منذ عام 1988، وذلك باستثناء ضحايا أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 فقط. وبالرغم من أن إجمالي أعداد الوفيات الناتجة عن الحوادث الإرهابية حول العالم قد انخفض، إلا أن عدد الاعتداءات نفسها ارتفع بدرجة كبيرة؛ إذ سُجلت زيادة في الاعتداءات الإرهابية حتى عام 2016 نسبتها 67% عما كان عليه الوضع عام 1988، بالإضافة إلى زيادة في أعداد الضحايا بنسبة 600% منذ عام 1988 وحتى عام 2014.
 
التقرير الصادر عن المؤشر أشار أيضًا إلى أن هناك عددًا قليلًا من الحوادث والهجمات الإرهابية أدت إلى مقتل نسبة كبيرة من إجمالي أعداد القتلى من الحوادث الإرهابية خلال عام 2016؛ إذ إن هناك ثلاث هجمات إرهابية فقط أدت إلى مقتل حوالي 44% من إجمالي ضحايا الإرهاب خلال العام.
 
الأكثر إرهابًا في العالم: دول الشرق الأوسط تتصدر
 
يقوم مؤشر الإرهاب العالمي بتصنيف الدول وإعطاء كل دولة درجة بين 0 و10، بحيث أن درجة 0 تعبِّر عن الدول التي لا يؤثر عليها الإرهاب مطلقًا، بينما الدول التي تحصل على 10 هي الدول الأكثر تأثرًا وعرضةً للإرهاب.
وبالنسبة لترتيب الدول الأكثر عرضةً وتأثرًا بالإرهاب في عام 2016، نجد أن دول الشرق الأوسط هي الأكثر عرضةً للإرهاب؛ إذ إن هناك ثماني دول من العشر الأوائل في تصنيف مؤشر الإرهاب العالمي من دول الشرق الأوسط، من ضمنها خمس دول عربية؛ إذ تصدرت العراق ترتيب دول المؤشر الأكثر عرضةً للإرهاب خلال عام 2016، وذلك بحصولها على تقييم 10 في المؤشر، أي أنها تتأثر بالإرهاب بنسبة 100%.
 
وعلى المستوى الميداني، ما زالت العراق تشهد بشكل متواصل تزايدًا في الاعتداءات ضد المدنيين، ويقوم بها «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، والذي يخسر تدريجيًا المناطق التي كان مسيطرًا عليها من قبل، سواء في العراق، أو حتى في جارتها سوريا. ففي عام 2016 سجلت العراق مقتل 9 آلاف و765 شخصًا بعمليات إرهابية، أي بنسبة 38% من العدد الإجمالي لضحايا العمليات الإرهابية في العالم.
 
ووردت أفغانستان في المركز الثاني عالميًا بعد العراق كأكثر الدول المعرضة للإرهاب، ويليها نيجيريا في المركز الثالث، ثم سوريا في المركز الرابع، وباكستان في المركز الخامس.
 
بينما حلت اليمن في المركز السادس كأكثر الدول تعرضًا للإرهاب خلال عام 2016، ويليها في المركز السابع الصومال، ثم تحل الهند في المركز الثامن عالميًا، وتركيا في المركز التاسع عالميًا، ويليها ليبيا في المركز العاشر.
هل هناك دول لم يمسّها الإرهاب؟
 
بالطبع هناك! في ذيل قائمة الدول الأكثر تعرضًا للإرهاب خلال عام 2016، يوجد 34 دولة لم تتعرض لأي حوادث إرهابية خلال العام بأكمله، وبالتالي فقد حصلت على تقييم 0 من المؤشر، أي أن الإرهاب لم يؤثر عليها بأي شكل من الأشكال خلال عام 2016.
 
أبرز هذه الدول التي لم تتعرض مطلقًا للإرهاب خلال عام 2016 هي: كوستاريكا، وكمبوديا، وكرواتيا، وبوليفيا، وكوبا، والنرويج، وكوريا الشمالية، والبرتغال، ورومانيا، وسنغافورة، والسلفادور، وسلوفينيا، وسويسرا، وفيتنام، وغيرها.
 
الجدير بالذكر أن هناك عددًا كبيرًا من الدول الإفريقية لم تتعرض لأي حوادث إرهابية خلال عام 2016؛ مما يمحو المزاعم المنتشرة حول القارة الإفريقية وانتشار الجماعات الإرهابية فيها بأكملها. ومن الدول الإفريقية التي لم تتعرض لأية حوادث إرهابية: بتسوانا، وإريتريا، والجابون، وجامبيا، وغينيا بيساو، وبنين، ومورشيوس، ومالاوي، وناميبيا، وتوجو، وزامبيا، وغيرها.
 
ولم تخل قائمة الدول التي لم يمسها الإرهاب من الدول العربية أيضًا؛ فقد جاءت أربع دول عربية ضمن قائمة الدول الأقل عرضةً للإرهاب، وهي: عُمان، وموريتانيا، والمغرب، وقطر.
 
تعرَّف على تصنيف دولتك عربيًا ودوليًا في المؤشر
 
تصدَّرت الدول العربية ودول الشرق الأوسط مؤشر الإرهاب العالمي 2017، والذي يقوم بتصنيف الدول بحسب الأحداث الإرهابية التي شهدها عام 2016؛ فكما ذكرنا، هناك ثماني دول من العشر الأوائل في تصنيف مؤشر الإرهاب العالمي هي من دول الشرق الأوسط، من ضمنهم خمس دول عربية، وبالتالي يمكن ترتيب الدول العربية في مؤشر الإرهاب العالمي، من الأكثر تعرضًا للإرهاب إلى الأقل كالآتي، مع ملاحظة غياب جزر القمر عن التصنيف:
 
1- العراق – المركز الأول عربيًا، والأول دوليًا.
 
2- سوريا – المركز الثاني عربيًا، والرابع دوليًا.
 
3- اليمن – المركز الثالث عربيًا، والسادس دوليًا.
 
4- الصومال – المركز الرابع عربيًا، والسابع دوليًا.
 
5- ليبيا – المركز الخامس عربيًا، والعاشر دوليًا.
 
6- مصر – المركز السادس عربيًا، والحادي عشر دوليًا.
 
7- السودان – المركز السابع عربيًا، والثامن عشر دوليًا.
 
8- المملكة العربية السعودية – المركز الثامن عربيًا، والـسادس والعشرون دوليًا.
 
9- لبنان – المركز التاسع عربيًا، والسابع والعشرون دوليًا.
 
10- فلسطين – المركز العاشر عربيًا، والثلاثون دوليًا.
 
11- تونس – المركز الحادي عشر عربيًا، والحادي والأربعون دوليًا.
 
12- الجزائر – المركز الثاني عشر عربيًا، والتاسع والأربعون دوليًا.
 
13- الكويت – المركز الثالث عشر عربيًا، والخمسون دوليًا.
 
14- الأردن – المركز الرابع عشر عربيًا، والحادي والخمسون دوليًا.
 
15- البحرين – المركز الخامس عشر عربيًا، والخامس والخمسون دوليًا.
 
16- جيبوتي – المركز السادس عشر عربيًا، والخامس والتسعون دوليًا.
 
17- الإمارات العربية المتحدة – المركز السابع عشر عربيًا، والثاني عشر بعد المئة دوليًا.
 
18- قطر – المركز الثامن عشر عربيًا، والثاني والعشرون بعد المئة دوليًا.
 
19- المغرب – المركز التاسع عشر عربيًا، والثاني والعشرون بعد المئة دوليًا أيضًا.
 
20- عُمان – المركز العشرون عربيًا، والثلاثون بعد المئة دوليًا.
 
21- موريتانيا – المركز الحادي والعشرون عربيًا، والثلاثون بعد المئة دوليًا أيضًا.