خبير يمني: اليمن سقطت بعد الربيع العربي وابرز الاسباب التدخل الاجنبي

قال مصطفى نصر الخبير الإقتصادي ورئيس مركز دراسات الإقتصاد والإعلام باليمن، إن مستقبل الوطن العربي بات صعبا، لما تشهده المنطقة من أحداث وانعكاسها على بعض الدول، مؤكدا أن بعض الدول خرجت من أزماتها والبعض لم يستطع الخروج من الازمات مثل اليمن وسوريا والعراق.

وأضاف خلال فاعليات الحلقة النقاشية "مستقبل الوطن العربي "، والتي تنظمها مكتبة الإسكندرية، أن هناك ترابط كبير بين الوضع السياسي والإنساني، وتطرق إلى وضع اليمن الذي سقطت بالفعل بعد أحداث الربيع العربي ولم تستطع النهوض مرة أخرى كغيرها من الدول، مشيرا إلى أن ظاهرة تفشي الفساد صنعت حالة ما يسمى بإختطاف الدولة، وظهر بعد أن تحولت الدولة من أن المؤسسات هي التي تحكم الدولة، إلى أن الفساد هو الذي يحكمها وهو ما يسمى بالإختطاف.

وأوضح"نصر، أن اليمن كانت بصدد أن تمثل نموذج ناجح في تجربتها بعد 2011 ولكن التدخل الاجنبي تسبب في فشل هذه التجربة، مشيرا إلى أن الوضع أصبح مأساوي، مشيرا إلى أن تدخل دول التحالف العربي دخلت اليمن في حرب كبيرة وحتى الآن تعيش الحرب، موضحا أن هذا انعكس على الوضع الإقتصادي لليمن.

وأضاف أن هناك عجز في الموزانة العامة في اليمن بنسبة 120% و110 % في عام 2016 وحصل توقف في صادرات النفط بشكل نهائي، وتراجع الانفاق إلى ما يقرب من 5 تريليون ريال، وتراجع في العملات الاجنبية وإرتفع مستوى التضخم ل 120 % بعد الحرب، مؤكدا أن التقديرات تشير إلى 12 مليار دور خسائر في قطاع السياحة، بالإضافة إلى الخسائر في الانهيارات المتعددة في المجالات المختلفة منها الكهرباء والنفط ، وهذا تسبب في حالة من الانهيار وظهور مصطلح إقتصاد الحرب والسوق السوداء ، مما أدى إلى ظهور عمليات غسيل الاموال وإنشاء العديد من الشركات التي تصبح وجه للحرب وليس لإقتصاد الدولة.

وقال الدكتور قدري إسماعيل عميد كلية الدرسات الإقتصادية وأستاذ العلوم السياسية، إن هناك بعض الدول تتمتع بنظام قوى ولكن مجتمعها ضعيف وأخرى تتمتع بإقتصاد قوى ولكن مجتمعها ضعيف، مشيرا إلى ضرورة إعادة هيكلة الدول العربية من جديد.

وأضاف "قدري"، أن هناك بعض الفترات مرت بها الدول العربية مثل الحروب والثورات أضعفت من قوتها، مشيرا إلى ضرورة تنمية الإنسان لكي يصبح إنسان متحضر، لكي يواجه الهجمات التي تواجهنا من الخارج لإضعاف الوطن العربي، وشدد على ضرورة التنمية المجتمعية والثقافية الإقتصادية والسياسية، لكي يفرز من داخله العوامل الأساسية للتقدم، مشيرا إلى أن الدولة هي أساس المجتمع، قائلا "إذا كانت الدولة متخلفة يصبح المجتمع متخلف وإذا كانت متقدمة يصبح المجتمع متقدم".

وأوضح أن الهجمة التي تواجهها المنطقة العربية تؤثر علينا جميعا، مشيرا إلى أن الاقتصاد لا يبني دولة ولكن بناء الإنسان هو الذي يبني دولة حقيقية لها دور مؤثر، مؤكدا أن هناك علاقة بين التنمية الإقتصادية والديموقراطية، لأن المجتمعات القوية إقتصاديا تتمتع بالديموقراطية، موضحا ضرورة إعادة صياغة الإنسان.