ارقام صادمة رصدتها المنظمات الدولية والامم المتحدة بشأن وضع الحصار على اليمن

طالبت مندوبة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في اليمن التحالف السعودي برفع الحظر على الموانئ والمطارات والسماح للمعونات الإنسانية بالتدفق لليمن.

وقالت ميريتسيل ريلانو مندوبة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في اليمن يوم الجمعة إن مخزونات البلاد من الوقود واللقاح ستنفد خلال شهر إذا لم يسمح التحالف العسكري بقيادة السعودية بدخول مساعدات عبر ميناء الحديدة ومطار صنعاء المغلقين.

وفي حديث عبر الهاتف إلى صحفيين في جنيف قالت ميريتسيل ريلانو إن أسعار الوقود زادت 60 في المئة وإن هناك مخاوف ملحة من تفشي الدفتريا ومن نقص الغذاء بسبب إغلاق الميناء.

وقالت ريلانو "الوضع الذي كان كارثيا أصلا يزداد سوءا... الأثر لا يمكن تصوره فيما يتعلق بالصحة والأمراض".

واضافت: "مالم يتم فتح المنافذ على الفور والسماح باستيراد الوقود، ستتعرض نظم المياه والصرف الصحي للتوقف مما قد يتسبب في كوارث صحية لا يمكن تخيلها."

وحذرت ريلانو من انه "في حال منع وصول اللقاحات إلى اليمن جراء إغلاق المنافذ، سيكون قرابة مليون طفل تحت عمر سنة واحدة عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض الطفولة القاتلة كشلل الأطفال والحصبة".

وقالت ريلانو إن منع وصول التغذية العلاجية للأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد يجعل قرابة 380 ألف طفل تحت سن الخامسة عرضة للموت.

وفي حديث لبي بي سي، قال نائب ممثل اليونيسف في اليمن شيرين فاركي إن الحصار المستمر لليمن - الذي يعاني وضعا إنسانيا مزريا - سيزيد الوضع سوءا.

ونقل فاركي ما رآه في صنعاء؛ حيث مر بأرتال طويلة من الناس المنتظرين دورهم للحصول على الوقود ورأى محطات وقود مغلقة بعد ارتفاع الأسعار أكثر من 60 مرة خلال اليومين الماضين.

وتشير اليونيسف إلى أن نحو 80 بالمئة من العائلات اليمنية عليها ديون متراكمة، كان معظمها لشراء الطعام.

ويستورد اليمن 90 بالمئة من حاجته إلى القمح من الخارج، وبقي من هذا المحصول ما يكفي لنحو شهرين ونصف فقط، وفقا لليونيسف. وإن استمر الحصار - كما تقول اليونيسف - فإن كل الجهود التي بذلت لاحتواء وباء الكوليرا ستذهب هباء.

ويحذر فاركي من التأثير بعيد الأمد للصراع الذي يزداد سوءا، قائلا: "سيحمل الأطفال ندوب هذا الصراع لأجل طويل في المستقبل. ولن يكون تأثير هذا الأمر مقتصرا على اليمن، بل إنه سيشمل المنطقة بأكملها".

في السياق، حذرت منظمة "أوكسفام" من استمر حصار التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن وإغلاق كافة المعابر البرية والبحرية والجوية في هذا البلد، وسط مطالبات أمريكية برفع الحصار وإدانات أممية له.

وقال مدير منظمة أوكسفام باليمن إن هذا البلد يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم، مؤكدا وجود أكثر من 21 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة.

واعتبر شين ستيفنسون أن من الحتمي ألا تتأخر المعونة أو تُعرقل ساعة واحدة أخرى، وذلك لمنع المزيد من ضياع ومعاناة الملايين من الأرواح.

وأضاف أنه يتعين على التحالف بقيادة السعودية الإيضاح بصورة عاجلة للتدابير التي اتخذها لرفع هذا الحصار، وضمان ألا تتأثر عمليات إيصال المعونة والعمليات الإنسانية بأي شكل من الأشكال لأن "اليمن قاب قوسين أو أدنى من مجاعة".

وقالت دينا المأمون مديرة السياسات والمناصرة لدى أوكسفام باليمن إن الوضع هناك حاليا كارثي جدا، وازداد سوءا عما كان عليه قبل إغلاق التحالف للمنافذ الاثنين الماضي.

وتحدثت المسؤولة في أوكسفام التي تتخذ لندن مقرا لها - لوسائل اعلام عربية - عن مظاهر المعاناة التي يعانيها اليمنيون والارتباك في صفوفهم، مشيرة إلى أنهم يصطفون في طوابير طويلة جدا للحصول على الوقود الذي ارتفع سعره أضعافا، داعية إلى تسهيل حركة عمال الإغاثة لتخفيف المعاناة.

وحثت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، على فتح الموانئ اليمنية لإدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات. وقالت نويرت "اليمن مصدر قلق، فالوضع هناك قد يتطور إلى مجاعة. نحن قريبون من ذلك، والأمن الغذائي منعدم بشكل كبير الآن. بعض الناس يصف الوضع هناك بأنه أكبر أزمة إنسانية".

ويقول متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه ينظر الآن فيما إذا كان الحصار يمكن أن يعتبر شكلا من أشكال العقاب الجماعي، وهو إجراء ممنوع وفقا للقانون الدولي الإنساني.

وبعد اكثر من عامين ونصف من الحرب بات سبعة ملايين شخص في اليمن على شفا مجاعة وظهرت 900 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في الشهور الستة الماضية.

وأفادت بيانات لمنظمة الصحة العالمية أن معدل ظهور حالات جديدة من الإصابة بالكوليرا شهد تراجعا مستمرا في الأسابيع الثمانية الماضية.

وقالت فضيلة شايب المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في إفادة دورية بالأمم المتحدة في جنيف إن التقدم الذي تحقق في مكافحة مرض الكوليرا، الذي أدى إلى مقتل 2196 شخصا، قد يتبدد بسبب الحصار.

وأضافت "إذا لم يتم إنهاء عملية الإغلاق في الأيام المقبلة فقد نرى التقدم وقد توقف... قد نرى حتى حالات أكثر ووفيات أكثر نتيجة عدم تمكننا من الوصول إلى الناس".

وبحسب وكالة "رويترز"، تسبب إغلاق ميناء الحديدة في منع سفينة تحمل 250 طنا من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية من الإبحار من جيبوتي يوم الأربعاء.

وقالت شايب "إذا استمر القتال وظلت الموانئ مغلقة لن نتمكن من إجراء عمليات جراحية لازمة لإنقاذ حياة المرضى أو توفير الرعاية الصحية الأساسية".

وبعد احتجاج الامم المتحدة، أعاد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن فتح ميناء عدن ومعبر بري‭‭ ‬‬حدودي مما يخفف حصارا فرض على اليمن في وقت سابق من الأسبوع الجاري لكن وكالات إغاثة حذرت من مجاعة وكوارث صحية إذا ظلت موانئ مغلقة.

وقال مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة يوم الأربعاء إنه إذا لم يسمح التحالف بوصول المساعدات الإنسانية لليمن فإنه سيتسبب في ”أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود عديدة سيكون ضحاياها بالملايين“.

وقالت متحدثة باسم وزارة التنمية يوم الجمعة إن ألمانيا ستضاعف مساعداتها ليونيسيف من أجل اليمن إلى 20 مليون يورو هذا العام للمساعدة في التعامل مع المجاعة الوشيكة بما يرفع مساهمتها السنوية الإجمالية من المساعدات إلى اليمن إلى 70 مليون يورو.

وقال جيرد مولر وزير التنمية لصحيفة باساور نويه برسه "معاناة شعب اليمن لا يمكن تصورها وتنذر بأن تتدهور أكثر... علينا التحرك الآن للحيلولة دون موت ملايين النساء والأطفال والرجال جوعا.

ويوم الجمعة، أكد ناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن التحالف الذي تقوده السعودية لا يزال يمنع دخول مساعدات الأمم المتحدة لليمن رغم إعادة فتح الميناء والمنفذ البري.

وقال روسيل جيكي إن "إعادة فتح ميناء عدن ليس كافيا. نحتاج إلى رفع الحصار عن كل الموانئ خصوصا ميناء الحديدة من اجل الواردات الانسانية والتجارية على حد سواء".

وقبل فرض الحصار، كانت وكالات الامم المتحدة تنقل المساعدات للداخل اليمني عبر موانئ الحديدة، والصليف، وعدن.

وأكد جيكي أنه "لا يمكن أن يكون هناك بديل لعمل جميع هذه الموانئ بشكل كامل ووصول الشحنات التجارية والإنسانية إليها".