وزراء دول ابيك يفشلون في التوافق على بيان حول التجارة الحرة

سعى وزراء دول منطقة آسيا-المحيط الهادئ الخميس بصعوبة للاتفاق على بيان مشترك حول التجارة الحرة في خلاف نادر على وثيقة روتينية فيما انهمك المفاوضون الاميركيون في مناقشة إجراءات الحمائية.
 
ويلتقي قادة منطقة الهادئ في مدينة دانانغ الفيتنامية هذا الاسبوع للمشاركة في قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) السنوية.
 
والرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب والصيني شي جينبينغ، من بين كبار القادة المشاركين في القمة التي تضم 21 عضوا، ويلقي ترامب وشي الجمعة كلمات يحتمل ان تحمل رؤى مختلفة لمستقبل التجارة العالمية.
 
وقبيل وصول القادة يجتمع وزراء التجارة والخارجية لاصدار بيان مشترك يحدد اهدافهم المشتركة، وهو في العادة إجراء شكلي.
 
لكن هذا العام يواجه الوزراء عقبة ولا يمكنهم التوصل لاجماع قبل وصول القادة.
 
وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية على اطلاع بالمحادثات، ان السبب هو ان المفاوضين الاميركيين مصرون على البقاء ضمن خطوط الشعار "أميركا اولا" ويضغطون لمزيد من الكلمات التي تضمن الحمائية.
 
وينتقد ترامب اتفاقات التجارة الحرة ويقول انها سيئة للوظائف الاميركية، ويفضل عليها نظاما تجاريا "عادلا" متوازنا.
 
واُلغي مؤتمر صحافي في ساعة متأخرة الاربعاء لمناقشة البيان وواصل المفاوضون العمل حتى ساعة مبكرة من الخميس في مناقشات حامية سعيا لتحقيق اختراق.
 
وقال مصدر مطلع لوكالة فرانس برس "نشعر الان بتأثير ترامب في منتدى ابيك".
 
واضاف مصدر ثان طالبا عدم الكشف عن اسمه "لدى الولايات المتحدة مخاوف بشأن المسائل المتعلقة بالتجارة الحرة والحمائية".
 
وقال مصدر ثالثا "الامر مشابه لما حصل في مجموعة العشرين"، في اشارة الى الاجتماع في آذار/مارس الماضي عندما تخلى قادة المنتدى الاقتصادي العالمي للمرة الاولى عن تعهد روتيني لابقاء التجارة العالمية حرة ومفتوحة، تحت ضغط اميركي.
 
وقلل وزير التجارة الاسترالي ستيفن كيوبو من اهمية تقارير عن عدم الاتفاق.
 
وقال لوكالة فرانس برس "واضح ان لدينا مناقشات مستمرة بشأن البيان، كل دولة تريد ان يعكس البيان قيمها".
 
واضاف "انا على ثقة أنه سيكون لدينا بيانا جيدا".
 
وساهم وصول ترامب الى البيت الابيض في تعزيز المحاولات بقيادة اميركية المستمرة منذ سنوات، لتحقيق تجارة عالمية اكثر انفتاحا وخفض الرسوم.
 
واحدى خطواته الاولى بعد توليه منصبه كانت سحب الدعم الاميركي لاتفاقية الشراكة عبر الهادئ (تي بي بي)، وهي مبادرة بقيادة اميركية تشمل 12 دولة في المحيط الهادئ تستثني عمدا الصين المنافس الاقليمي الاكبر لواشنطن.
 
والدول ال11 المتبقية تسعى منذ ذلك الحين لاعادة احياء الاتفاق، فيما الصين تبرز نفسها كقائد للتجارة الحرة في العالم، وتدفع باتجاه صيغتها من الاتفاقية التجارية.