الرضيع-الذئب: خبر كاذب يروج في العالم كله

صور وفيديو يظهر فيهما كائن بلا شعر تقريبا وبأربع أرجل وذيل وأسنان صغيرة ومسننة...هذا ما راج بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في إندونيسيا وماليزيا والبرازيل. منذ عشرة أيام تقريبا، تحمس مستخدمو الإنترنت عند رؤية "رضيع-ذئب" أو "كائن نصفه بشر ونصفه حيوان". غير أن هذا اللغز ليس من الخوارق...وأصل هذه الحكاية في إيطاليا.
 
تم تداول صور هذا الكائن في إندونيسيا في 11 تشرين الأول/أكتوبر على صفحة فيس بوك "AKU CINTA ALLAH" (أحب الله) مع تعليق يقول: "عثر على هذا الرضيع وهو ثمرة علاقة جنسية بين لبؤة وإنسان..إن الساعة ستقوم...اكتبوا آمين وتشاركوا المنشور"، وقد تمت مشاركة هذا المنشور أكثر من 40000 مرة.
ويقول فيانت لايوك أحد مراقبي فرانس 24 في إندونيسيا:
 
هنا لدينا طريقة كلاسيكية للحصول على النقرات. فالصفحات تنشر صورا لمشاهد محزنة أو مروعة يظهر عليها رضيع أو شخص مسن مثلا ويطلب من المتابعين أن يكتبوا "آمين" أو "حظ موفق" أو "بالشفاء" أو تسجيل الإعجاب بالصفحة أو مشاركة الصور. والكثير من الناس يصدقون هذه القصص.
 
وفي البرازيل، تداولت مستخدمة إنترنت إحدى هذه الصور في 12 تشرين الأول/أكتوبر عبر فيس بوك وكتبت: "يا إلهي! كنت أظن أنني رأيت كل شيء في حياتي.."، وتمت مشاركة منشورها أكثر من 29000 مرة.
 
تكذيب من الشرطة في ماليزيا
 
أما في ماليزيا، فقد راج فيديو يظهر نفس الكائن في 13 تشرين الأول/أكتوبر على قناة يوتيوب الخاصة بمستخدم الإنترنت "Shah R"، وهذا هو الفيديو الوحيد. ويؤكد هذا المستخدم: "عثر على كائنات غريبة في غابة باهانغ [هيئة التحرير: إحدى ولايات البلد الـ13]. عندما وجدنا هذا الكائن كان ما يزال حيا. والآن هذا الكائن موجود في مختبر سري." ولم يعط هذا الشخص أي مصدر أو دليل لإثبات ما يقول، لكن الفيديو شوهد 40000 مرة.
وقد تم تداولها عبر مختلف صفحات فيس بوك الماليزية هنا أو هنا وهي مرفقة دائما بتوضيحات.
 
هذه الصور راجت كثيرا في البلد لدرجة أنها دفعت السلطات إلى التحرك. وحسب الإعلام المحلي، فقد صرح رئيس الشرطة في ولاية باهانغ بأنها ليس حقيقية وأنها وجدت على الإنترنت، ثم تشاركها بعض مستخدمي الإنترنت مؤكدين أن الكائن وجد في ولاية باهانغ. وأشار إلى أن الشرطة لم تتوصل بأي معلومات عن هذا الاكتشاف في المنطقة وحث الناس على الكف عن تداول هذه القصة.
 
دمية من السيليكون صنعت في إيطاليا
 
عند البحث في الإنترنت يتضح أن هذا الكائن ما هو إلا دمية من السيليكون صنعتها الإيطالية لايرا ماغانوكو التي تقدم نفسها على فيس بوك على أنها "فنانة عصامية تصنع دمى وأشياء واقعية جدا من السيليكون الليّن". وعلى صفحتها الفيس بوكية وموقعها الرسمي تعرض دمى أخرى من هذا النوع.
 
وهي التي نشرت فيديو وصورا لهذه الدمية في 5 تشرين الأول/أكتوبر وكتبت: "رضيع-ذئب من مادة السيليكون البلاتين متوفر ابتداء من اليوم". وهذا الفيديو الذي نشر مرتين شوهد 5,3 مليون مرة عبر صفحتها.
هذه الدمية معروضة للبيع على موقعها الشبكي بـ 200€ وتشير إلى أنه يمكن صنعها تحت الطلب وإرسالها إلى كل أنحاء العالم.
وفي 28 أيلول/سبتمبر نشرت لايرا ماغانوكو أيضا صورا لهذه الدمية وكانت لم تنته بعد من صناعتها.
"بعض الناس في العالم صدقوا أن هذه الدمية كائن حي: وهذا يدل على أن دميتي مصنوعة بمهارة"
 
قسم التحرير في "مراقبون" بفرانس24 اتصل بهذه السيدة فقالت:
 
انتشار صور دميتي بهذا الشكل أزعجني في البداية، خاصة أن الناس قالت إنها غير حقيقية، ناهيك عن أن هذا خوفهم بدون أي داع. وفي نفس الوقت فرحت عندما رأيت أشخاصا في العالم كله وقد صدقوا أنها كائن حي، فهذا يدل على أنني صنعتها بمهارة. أنا فخورة لأن هذا الكائن الذي "خلقته" أثار هذا الاهتمام كله لأن الفن يجب أن يحرك الأذهان.
 
وعموما، أنا أعشق الواقعية المفرطة والسريالية. أنا أصنع أشياء من وحي خيالي بمواد مختلفة من بينها السيليكون. وأجرب وأبتكر تقنيات مختلفة. وزبائني متنوعون، فهناك مثلا أصحاب المعارض الفنية الذين طلبوا مني عرض أعمالي في معارضهم.
 
 
لكن الكثير من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي لم يصدقوا. فهناك تعليقات تحت الصور يقول أصحابها إنهم لاحظوا أن الكائن له نفس تعبير الوجه في كل الصور. والعديد من الصفحات الفيسبوكية التي تداولت هذه الصور أوضحت بأنها دمية من السيليكون وهذا منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، كما فعل القسان الإنجيليان المقيمان في البرازيل (ماريو سانتانا وفالادير سواريس).
 
ترجمة: عائشة علون