لماذا يستمر السعوديون وحلفاؤهم في حملتهم الحمقاء على اليمن رغم الفشل؟

لا يزال السعوديون يحملون ايران اللوم بعرقلة جهود السلام واستمرار الحرب على اليمن التي بدؤوا بها واختاروا الاستمرار فيها وعدم ايجاد حل لوقفها.

وقد بدأ السعوديون وحلفاؤهم تدخلا طائشا قبل عامين ونصف على افتراض أنهم سينتصرون بسرعة، وهم يسعون لتحقيق أهداف غير واقعية منذ البداية. وبعد ثلاثة وثلاثين شهرا، لا يزالون متورطين في حرب لا يستطيعون الفوز بها، والأسوأ من ذلك انهم ما زالوا يرفضون التوقف وايجاد مخرج للحرب التي قتلت وشوهت الالالف من المدنيين في اليمن وتسببت في مجاعة كبرى بالاضافة الى توسيع تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية والاستيلاء على اراض يمنية ساشعة.

ولا يزال التحالف ملتزما بمجموعة من الظروف السياسية التي لن يقبلها أعداؤه. صحيح أن جميع أطراف النزاع مسؤولة عن إبقاء الصراع قائما، ولكن الحكومات الخارجية التي تدخلت في اليمن تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية تصعيد الحرب وإطالة أمدها. والنتيجة هي بلد دمره القصف وقتل نساءه واطفاله وجوع الحصار سكانه الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ولم تشعر قوات التحالف والقوات الغربية التي تدعمها بالحرج من خلال العديد من التقارير على جرائم الحرب التي ارتكبوها في اليمن ولم تؤد تلك التقارير الى جعلهم يوقفون الحرب. كما لم تشعر بالخجل جراء دورها في خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم ولم تجعلهم يرفعون الحصار الجوي والبحري المفروض على الشعب اليمني.

إن السعوديين حريصون على إنكار المسؤولية عن الكارثة التي تسببوا فيها، لكن محاولاتهم اليائسة لإلقاء اللوم على الآخرين بسبب مخالفاتهم لن تصمد في وجه التدقيق. ومن بين العقبات الرئيسية أمام وقف إطلاق النار وإيجاد تسوية سياسية محتملة هو تصميم التحالف الذي تقوده السعودية على الاستمرار في حملته الحمقاء.

وقد أكد ولي العهد السعودي مجددا هذا التصميم بطريقته الوهمية المعتادة. أما عن اتهام السعوديين فليس له مصداقية. إن دور إيران ونفوذها في اليمن ضئيل جدا، لذا فمن المشكوك فيه أن تكون حكومتها قادرة على منع الحوثيين من قبول حل توفيقي إذا اعتقدوا أن ذلك كان في مصلحتهم.

وأفادت التقارير أن إيران نصحت الحوثيين بعدم الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، لكنهم تجاهلوا تلك النصيحة. والمشكلة هي أنه لا يوجد حل توفيقي، لأن التحالف لا يزال يتصور أنه يمكن أن يفوز على الرغم من ان جميع الأدلة تثبت عكس ذلك.

وتظل الولايات المتحدة والداعمون الغربيون الآخرون في التحالف ينغمسون في هذا الخيال من خلال دعمهم المتواصل للحملة. ومن المتوقع أن يحاول السعوديون إلقاء اللوم في استمرار الحرب على الجميع باستثناء أنفسهم وحلفائهم، ولكن لا ينبغي لأحد أن يأخذ ادعاءاتهم الزائفة على محمل الجد.

وما لم تؤمن حكومات التحالف أن علاقتها مع الولايات المتحدة تتعرض للخطر بسبب استمرار الحرب، فإنها ستستمر في حملتها الفاشلة. إن الدعم الأمريكي للحرب على اليمن كارثي، وأحد الطرق لإنهاء ذلك هو التركيز على الحرب وعواقبها المروعة أكثر بكثير مما شهدناه على مدى العامين والنصف الماضية.

دانيال لاريسون
صحيفة "اميركان كونزرفيتف"