هل ستشعل كوريا الشمالية الحرب النووية ضد الولايات المتحدة؟

أورد أليكسي فوكين، في مقاله بـ "كمسومولسكايا برافدا"، إجابات الخبراء عن الأسئلة "الساذجة" حول النزاع بين واشنطن وبيونغ يانغ، الذي قد يتحول إلى حرب بينهما.

 

كتب فوكين:

ينتشر الحديث هذه الأيام في العالم عن النزاع بين الدولتين - الكبرى الولايات المتحدة والصغرى كوريا الشمالية، اللتين تتصرفان كضيوف سكارى في حفل زواج ريفي، بتبادل التهديدات الشديدة. ولكن، للأسف في هذه الحالة، ستستخدم الأسلحة النووية بدل القبضات. فما مدى واقعية استخدام هذا السلاح؟ وهل ستبدأ كوريا الشمالية الحرب النووية ضد الولايات المتحدة؟

 

في هذا الصدد، توجهت الصحيفة إلى عدد من الخبراء، وطلبت منهم إبداء رأيهم في هذه المسألة.

 

- من أين لكوريا الشمالية صواريخ بالستية عابرة للقارات؟

 

يقول الخبير في مجال برامج الصواريخ النووية فلاديمير خروستالوف في رده: من الصبر والعمل. لقد بدأت كوريا الشمالية برنامج الصواريخ في ستينيات القرن الماضي، وبرنامج الصواريخ البالستية في السبعينيات منه.

 

وسارت خطوة خطوة في هذا المجال، من استنساخ كامل للصواريخ السوفياتية الصنع، التي حصلت عليها من بلدان ثالثة، إلى إدخال تعديلات عليها، ثم إنتاج نسختها الخاصة.

 

- كم عدد الرؤوس النووية التي تملكها كوريا الشمالية؟

 

يرد نائب رئيس مركز الدراسات الدفاعية في معهد الدراسات الاستراتيجية فلاديمير نوفيكوف إن كوريا الشمالية لم تعلن حتى رقما قريبا من عددها الفعلي. بيد أن تقديرات المحللين الغربيين مختلفة تماما، حيث إن أقل تقدير هو 10، وبحسب خبراء كوريا الجنوبية 22-45. أما وفق وزارة الدفاع الأمريكية، فهو 60 رأسا. ولكن جميع هذه الرؤوس لا تصلح لتثبيتها في الصواريخ البالستية لأن حجمها مختلف. وباستثناء القيادة الكورية الشمالية والعلماء، لا أحد يعرف كم عدد الرؤوس النووية التي تملكها. وجميع المعلومات التي تنشرها الولايات المتحدة بما فيها تلك، التي تستند إلى معلومات الأجهزة الاستخبارية، ليست سوى أداة تضليل لـ "نشر الرعب". لذلك اعتقد أن رقم 60 هو كبير جدا، لأن بيونغ يانغ لا تملك كمية الخامات اللازمة لإنتاج هذا العدد.

 

- هل يمكن أن تشن الولايات المتحدة الهجوم؟

 

يمكن، لكن عواقبه ستكون وخيمة على واشنطن. وعلى الرغم من استبعاد أن تتعرض اراضيها للخطر، فإن حليفيها الرئيسين في المنطقة – كوريا الجنوبية واليابان سيكونان الضحية. سيئول عاصمة كوريا الجنوبية، التي يعيش فيها 10 ملايين شخص هي تحت مرمى المدفعية، علاوة على وجود زهاء 300 ألف أمريكي في البلدين. لذلك قال ترامب، إذا لم نوقف كوريا الشمالية الآن فبعد سنتين أو ثلاث ستنتج صواريخ بالستية تصل إلى السواحل الغربية إلى الولايات المتحدة.

 

- وهل يستطيع الأمريكيون إسقاط الصواريخ الكورية؟

 

يستطيعون. ولكن لا أحد يعرف في بيونغ يانغ وواشنطن مدى نجاحهم، لأن الأمريكيين لا يعرفون مواصفات الصواريخ الكورية أو عددها. كما أن فعالية منظومة الدرع الصاروخية مشكوك فيها، على الرغم من أن البنتاغون يعلن عن نجاح التجارب الصاروخية. ومع ذلك، فإن وصول صاروخ واحد برأس نووي إلى هدفه (مدينة كبيرة مثلا)، سيؤدي إلى كارثة.

 

وعموما، من مصلحة جميع الدول المجاورة لكوريا الشمالية وحتى من مصلحتها هي نفسها تسوية الأزمة من دون هزات. وروسيا والصين لا ترغبان بحدوث "تشرنوبل" جديدة بالقرب من حدودهما، واليابانيون ذاقوا هذه المرارة في هيروشيما وفوكوشيما. لذلك، حتى لو نشبت الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية فسوف تكون محدودة. بحسب مدير معهد التطوير الآمن للطاقة الذرية ليونيد بولشوف.