كبير محللي "جيمس تاون" الامريكية: القاعدة المستفيد الرئيس من حرب السعودية على اليمن

أكد كبير محللي الشئون العربية في مؤسسة "جيمس تاون" الاستخباراتية الأمريكية، مايكل هورتون، في تقرير نشرته صحيفة "ذي أميريكان كونسيرفيتف"، أن الحرب التي تقودها السعودية والتي بدأت قبل اكثر من عامين لم تحقق شيئاً، سوى قتل الآلاف من المدنيين، وتدمير الكثير من البنية التحتية في اليمن، وتمكين القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ودفع الملايين من اليمنيين إلى حافة المجاعة، وخلقت أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

 

وقال هورتن إن المستفيد الرئيس من الحرب السعودية على اليمن هو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

 

وأضاف: بينما قصفت الطائرات السعودية كل شيء من المنازل والمستشفيات والمزارع إلى مخيمات اللاجئين في اليمن، فإنها نادرا ما تستهدف معاقل تنظيم القاعدة. واحتل تنظيم القاعدة مدينة المكلا الساحلية اليمنية لمدة عام دون أن يقلق من استهداف القوات السعودية. مشددا في الوقت ذاته ان تنظيم القاعدة والمملكة العربية السعودية يقاتلان نفس العدو: الحوثيين وحلفاءهم من الجيش اليمني.

واعتبر هورتن أن الحرب على اليمن اظهرت حدود السياسة الخارجية السعودية، واظهرت ضعف القوات المسلحة السعودية التي تفشل دائما في الدفاع عن اراضيها ضد هجمات وغارات قوات الحوثيين والجيش اليمني الانتقامية.

 

وشدد الخبير الامريكي على ان الحرب في اليمن يجب ان تدق ناقوس الخطر لدى صناع السياسة الامريكية حيال مخاطر السماح للسعودية بأن تستمر بالانتقال من نشر قوة ناعمة إلى قوة صلبة، مؤكدا أن هذا التحول بالفعل ادى الى تقوية تنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات الارهابية. وهذا وحده ينبغي أن يكون سببا كبيرا للقلق.

 

وأكد هورتن أن السعودية قامت بنشر الاسلام المتطرف اكثر من أي بلد آخر، ونشر هذا الفكر هو الاسلوب الاساس الذي تعتمده السعودية لكسب النفوذ في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي، مشيرا ان هذه الاستراتيجية حققت نجاحا كبيرا حتى الان، وبتواطؤ امريكي.

 

واوضح أن نموذج الاسلام الوهابي الذي تقوم بنشره الرياض لا يختلف كثيرا عن معتقدات داعش والقاعدة.

 

واتهم هورتن الحكومة الامريكية تجاهلها دور السعودية في نشر الفكر المتطرف، على الرغم من ان خمسة عشر شخصا من أصل التسعة عشر الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من ايلول كانوا سعوديين.

 

وقال إن الولايات المتحدة لم تتجاهل دور السعودية في دعم التطرف في العالم الاسلامي فحسب، بل أصبحت تساعد الرياض في مغامراتها في دول مثل اليمن وسوريا.

 

وأضاف: في العراق وسوريا واليمن، تقوم المملكة العربية السعودية بتمويل علني وبصورة سرية مجموعة من الجماعات المسلحة التي، إذا لم تكن متحالفة علنا ​​مع جماعات مثل القاعدة، فانها مكرسة إلى حد كبير لتحقيق نفس الأهداف، أي إنشاء نوع من الدولة يحكمها تفسير جذري للاسلام الوهابي المتطرف.

 

وحذر الخبير الامريكي مايكل هورتن، انه في حال عدم تدخل الولايات المتحدة، فإن تحرك السعودية من القوة الناعمة إلى القوة الصلبة يهدد بتحويل المنطقة إلى فوضى عارمة.