الزعيم صالح: اليمنيون قادرون على حل مشاكلهم بعيدا عن العدوان السعودي

ألتقى الثلاثاء 8 اغسطس/ اب 2017 الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام، ومعه الأخ عارف عوض الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، السيدة ماريا انتونا سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى بلادنا والسيد ريمون بليكوا نائب السفيرة، اللذين يزوران صنعاء حالياً للإطلاع على حقيقة الأوضاع الإنسانية التي يعاني منها اليمنيون في كل محافظات الجمهورية، نتيجة العدوان الذي تشنه السعودية بالتحالف مع 16 دولة وبدعم لوجستي مباشر من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، والوقوف على ما دمّره العدوان في مختلف المجالات وما قام به من قتل واستهداف للمدنيين الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء وطلاب المدارس والعجزة والمرضى وذوي الإحتياجات الخاصة.. والصيادين، والمسافرين في الطرق العامة، والعمال والمزارعين والعاملين في المصانع والمزارع العامة والخاصة، إلى جانب ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية من خلال إستهداف المساكن وتدميرها على رؤوس ساكنيها، والتجمُّعات البشرية في الميادين والأسواق العامة وصالات المناسبات الإجتماعية المكتظة بالرجال والنساء والتي تمثل مجزرة إستهداف الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء ومجلس العزاء النسائي في أرحب وغيرهما أبشع تلك المجازر والإستهدافات التي تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، وتخالف -وبشكل فج- القوانين الدولية الإنسانية وقواعد الإشتباك في الحروب، من حيث التركيز على المساكن الخاصة والمنشآت المدنية التي لا دخل لها بمجريات العدوان على اليمن والصراع العبثي في الوطن وما تتعرّض له اليمن أرضاً وإنساناً من عدوان.

 

وقد رحّب الزعيم علي عبدالله صالح بالسفيرة ونائبها، معبِّراً عن آمله بأن هذه الزيارة ستمكنهما من الوقوف عن قرب على النتائج الكارثية للعدوان على بلادنا الذي ليس له أي مبرّر أو مسوّغ قانوني أو أخلاقي، وكذلك على حقيقة معاناة اليمنيين جراء تفشّي الأوبئة وفي مقدمتها وباء الكوليرا ومرض السحايا وحمى الضنك، وكذلك شبح المجاعة التي تهدّد غالبية السكان والتي ستكون الأكبر كارثية وسوءاً على مستوى العالم.

 

وجرى خلال اللقاء استعراض العديد من القضايا وأهمها ضرورة بذل الجهود من أجل إيقاف العدوان على بلادنا والضغط من قِبل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار مُلزم بإيقاف العدوان مثلما أصدر القرار رقم 2216 بطلب من السعودية وهو القرار الذي شرعن للحرب ومنح النظام السعودي والدول المتحالفة معه الضوء الأخضر للإستمرار فيه وإرتكاب الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.

 

وأشار الزعيم علي عبدالله صالح في اللقاء إلى أن اليمنيين مهما اختلفوا.. فإنهم الأقدر على حل مشاكلهم بأنفسهم، بعيداً عن أي تدخّل خارجي، غير أن المشكل الرئيس هو أن اليمن تتعرّض لعدوان خارجي، وحصار جائر، وإصرار على إشعال الفتن وأعمال الحروب الداخلية وتمويلها بالمال والسلاح، إلى جانب دعم انتشار الإرهاب وتمكين التنظيمات الإرهابية من السيطرة على كثير من المناطق وممارسة أعمال العنف والإرهاب فيها، بهدف تحويل اليمن إلى بؤرة للإرهاب سيستعصي القضاء عليها فيما لو استمرت دول العدوان في تمويله ورعايته وتدعمه بالمال والسلاح، في الوقت الذي تدّعي فيه أنها ضد الإرهاب، بينما تعمل على تشجيعه في اليمن، وهو ما نأمل من دول الإتحاد الأوروبي التي عانت من الإرهاب كما عانت منه بلادنا، أن يكون لها موقف حازم لإرغام دول العدوان -وبالذات السعودية- بالكف عن دعم وتشجيع الإرهاب، وأن تطبّق بالفعل ما تعلنه من أنها ضد الإرهاب.

 

وأضاف الأخ الزعيم بأن من الضروري أن يكون واضحاً بأن قرار وقف العدوان والحرب ليس بيد اليمنيين.. وإنما بيد من يقومون بالعدوان وبالذات السعودية وأمريكا، وأنه في حال توقف العدوان سيتمكن اليمنيون من الحوار فيما بينهم والوصول إلى حلول مُرضية للجميع.

 

مؤكداً بأنه بقدر رفضنا للعدوان وإستعداد الشعب اليمني للتصدّي له ومواجهته، فإننا ننشد السلام.. لأننا دُعاة سلام وليس لنا هدف سوى السلام، وأن الشعب اليمني يرفض الإستسلام أو الخنوع أو الإملاءات مهما تحمّل من التضحيات.

 

وأشار إلى أنه سبق وأن قدّم المؤتمر الشعبي العام وحلفائه -وهو شخصياً- عِدّة مبادرات لإيقاف العدوان وإحلال السلام, وآخرها مبادرة قُدّمت للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الإتحادية، وأُحيطت بها علماً الأمم المتحدة، وأخيراً المبادرة التي قدّمها مجلس النواب السلطة التشريعية في البلاد، والتي يمكن للإتحاد الأوروبي الإستفادة منها جميعاً في جهوده المطلوب القيام بها من أجل إنهاء معاناة اليمنيين وإيقاف العدوان عليهم من نواحي إنسانية.

 

وثمّن عالياً.. جهود السفيرة السيدة ماريا انتونا ونائبها السيد ريمون بليكوا وتعاطفهما مع الشعب اليمني، وإصرارهما على القيام بهذه الزيارة، خاصة وأن اليمنيين يعلّقون آمالاً كبيرة على دور الإتحاد الأوروبي الذي لاشك أن نتائج هذه الزيارة ستمكّن الإتحاد من معرفة طبيعة الأوضاع على حقيقتها وستجعله يتحرّك بشكل أكثر فاعلية وإيجابية ويمارس الضغط على السعودية من خلال الأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لتكف عن غطرستها وتجبّرها على الشعب اليمني المسالم.

 

موضحاً بأنه لا توجد أي خلافات أو مشاكل لليمن مع الآخرين وبالذات مع الأشقاء في الأردن أو في مصر أو في السودان، أو الكويت والسعودية والإمارات، أو مع قطر أو جيبوتي وإرتيريا والسنغال حتى يتحالفوا للعدوان علينا بهذه الوحشية التي لا تنم إلّا عن حقد دفين ونزعة إنتقام من شعبنا الذي يكنْ لهم كل الإحترام والتقدير.. والمودة.

 

موضحاً بأن تبرير النظام السعودي ومن تحالف معه أنهم يعتدون على اليمن أرضاً وإنساناً تحت مبرّر إعادة الشرعية فهو تبرير خاطئ وغير منطقي، لأن من يدّعي الشرعية انتهت شرعيته في 21فبراير 2014م، وحتى لو افترضنا أن ماسُمّي بمؤتمر حوار موفنبيك قد مدّد له سنة أخرى، فقد انتهت تلك الشرعية يوم الواحد والعشرين من فبراير عام 2015م وهو اليوم الذي ترك هادي السلطة وفرّ هارباً من العاصمة صنعاء.. واتخذ النظام السعودي من هادي ومن معه مطيّة للعدوان.

 

هذا.. وقدّم الأخ الزعيم علي عبدالله صالح للسيدة السفيرة ونائبها، ثلاث صور لنماذج من ضحايا العدوان البربري، مخاطباً إياهم:

 

 

هذه هدية ضحايا الحرب هذا ضحية من ضحايا الحرب في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء هذه من جرائم الحرب خرجوا هذه المرأة من بين الأنقاض.

 

هذا طفل هذا صعدة آخر ضحية من أربعة أيام في محافظة صعدة..

هذه الفتاة في محافظة صنعاء بمديرية نهم..

 

هذا بس نموذج لكن آلاف الضحايا آلاف الضحايا الذي ارتكبها العدوان نحن نخاطب الإنسانية في العالم الذي يتحدث عن الإنسانية وما الإنسانية، أين الإنسانية من قتل الأطفال والنساء قابلين بالحرب دمّرتم مساكن السياسيين ومعسكرات الجيش ومعسكرات الأمن ما فيه مشكلة، ليش تعتدوا على المواطنين؟ ليش تقتلوا مواطنين عُزّل وأطفال في المدارس؟؟ هذه جرائم لا يمكن أن يسكت عليها القانون الدولي ولا نسكت نحن الموجودين على قيد الحياة وأبنائنا وأبناء أبنائنا لا يمكن، سنقاضي من قتلوا أطفالنا ونسائنا مدى الحياة.

إن شاء الله، نبقى على تواصل، وإن شاء الله نسمع كلام إيجابي وسيكون الفضل أولاً لكِ ولزميلك وكذلك الإتحاد الأوروبي إذا استطاعوا إيقاف الحرب وهذه المجازر والحرب في اليمن.

 

من جانبها عبّرت سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى بلادنا السيدة ماريا انتونا عن سعادتها بهذه الزيارة، وفي نفس الوقت عن حزنها العميق لما شاهدته من مظاهر التدمير والقتل الذي أحدثه العدوان، خاصة وأنها قد سبق لها وأن قامت بزيارة اليمن في عام 2003 وعام 2006م، وهو ما مكّنها من تقييم حجم الكارثة التي تتعرّض لها اليمن، معبّرة عن تقديرها بما لمسته من مواقف إيجابية للمؤتمر الشعبي العام بقيادة زعيمه الرئيس علي عبدالله صالح.. والتي ستنقلها إلى الإتحاد الأوروبي، مؤكدة بأن الإتحاد لن يدّخر جهداً في السعي للحدّ من معاناة اليمنيين وإيقاف العدوان عليهم، ومن ثم العمل على مساعدة الشعب اليمني في الجوانب الإنسانية المُلحّة، وفي المجالات الأخرى.

 

مشيرة إلى أن موقف الإتحاد الأوروبي واضح وجليّ بالنسبة لما يتعلّق بوضع ميناء الحديدة كميناء حيوي وهام، وضرورة الإلتزام بعدم المساس به مهما كانت المبررات، لأنه المنفذ الهام والرئيسي لوصول الإمدادات الإنسانية وغيرها للشعب اليمني كافة، وكذلك موقف الإتحاد حول ضرورة فتح مطار صنعاء، وإيقاف العدوان بكل أشكاله ورفع الحصار.. وأن هذا الموقف سنبلّغه كل الدول المعنية.. وكذلك المسئولين المتواجدين في الرياض.

 

وفي ختام اللقاء تم تبادل الهدايا بين الزعيم علي عبدالله صالح.. والسيدة ماريا انتونا سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى بلادنا.