"داعش" الخطر القادم في اليمن

نشر فرع تنظيم (داعش) في اليمن، ألبوم صور فتوغرافية يوثق مشاركة عناصره رسمياً في المعارك، ضد وحدات الجيش اليمني واللجان الشعبية في احدى مناطق "قيفة" بمحافظة البيضاء وسط اليمن.

 

وتزامنت مجاهرة تنظيم داعش، بانخراطه في العمليات المسلحة ضد الجيش اليمني، مع وصول مقاتلين من جنسيات أجنبية عدة إلى محافظة البيضاء، عبر محافظة أبين المجاورة، وتمدد التنظيم المتشدد وتوسيع خراطة تواجده.

 

وبث تنظيم داعش، الثلاثاء 1 أغسطس / اب 2017، صوراً على حسابات تابعة ومناصرة له، في موقع التغريد العالمي "تويتر"، تظهر مقاتلين متطرفين ينفذون عمليات قتالية ضد مواقع الجيش اليمني واللجان الشعبية في البيضاء.

 

ووصف "داعش"، مقاتلي الجيش اليمني وحركة أنصار الله بـ"المشركين"، في حين قال إنه استهدف مواقع بالأسلحة الثقيلة بمنطقة الظهرة ببلدة "قيفة" برداع.

 

ويتضح من الصور أنها التقطت نهاية الشهر الماضي، في حين توثق عناصر التنظيم وهم يستخدمون أسلحة ثقيلة ورشاشات حديثة خلال الاشتباكات. وشن مقاتلو التنظيم الإرهابي، هجوما بأسلحة رشاشة استهدف مدرسة للتعليم الحكومي في المنطقة إضافة إلى عربة عسكرية نوع "بي إم بي" في المنطقة نفسها.

 

اقرأ المزيد: معسكر ضخم على تخوم "منابع النفط" بقيادة سعودية.. داعش يستنسخ سيناريو العراق في اليمن

 

وهذه هي المرة الأولى التي يستعرض فيها تنظيم "داعش"، مشاركته في القتال بمحافظة البيضاء، بعد أن ظلت عناصره تتخفى خلف عباءه ما تسمى "المقاومة الشعبية"، الموالية لحكومة المنفى وجماعة الإخوان في اليمن.

 

وعكس إعلان التنظيم الإرهابي الانخراط في العمليات القتالية المناهضة لقوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، تطورا خطيرا في مسار تواجده بمحافظة البيضاء، حيث اقتصر نشاط "داعش" العلني، خلال العامين الماضيين، على تدريبات قتالية في معسكرات تدريب سرية يوثقها بتسجيلات مصورة.

 

في وقت ذكرت مصادر أمنية رفيعة، لوكالة "خبر"، ان تنظيم داعش وسع تمدده الآونة الأخيرة، في مناطق يكلا والنقعة والعرار و عقبة زعج بالبيضاء. ولفتت المصادر إلى وصول المزيد من المسلحين المتشددين الأجانب مع اسرهم الى البيضاء، تدفقوا إلى اليمن عبر البحر العربي، وصولا إلى سواحل محافظة أبين الجنوبية.

 

وكانت مصادر قبلية وسكان محليون، أفادوا وكالة "خبر"، في وقت سابق، بمعلومات عن وصول عناصر أجنبية من تنظيم "داعش"، إلى منطقة قبلية تتوسط محافظتي مأرب والبيضاء شرق اليمن. وأوضحت المصادر أن عناصر من جنسيات عربية وأجنبية، تتدفق مع عوائلها إلى منطقة يكلا بمحافظة البيضاء، عبر محافظة أبين المجاورة.

 

اقرأ المزيد: داعش يبث صوراً لتدريبات عناصره في البيضاء

 

في حين أكدت مصادر أمنية واستخباراتية رفيعة المستوى لوكالة "خبر"، أن أبرز معسكرات مقاتلي داعش في اليمن، يقع في منطقة (ولد ربيع) الرابطة بين محافظتي البيضاء ومأرب، وهو محاذ لمعسكر خاص بتنظيم القاعدة في منطقة يكلا.

 

ووجد داعش في البيضاء البيئة المواتية لتمدده، نظرا لعامل الطبيعة الجغرافية المعقدة، إضافة إلى البيئة القبلية التي لا تتوافر فيها نسب تعليم مرتفعة، ولديناميتها الخاصة المساعدة للتمدد مكانياً في هذه التضاريس الوعرة والقاسية، فضلا عن حاضنة شعبية تتمثل بالعناصر الموالية لجماعة الإخوان.

 

ويتنافس تنظيما "داعش" و"القاعدة" في تجنيد العدد الأكبر من الشباب والعناصر العربية والأجنبية الى صفوفهما بعد ان استفادا من الحرب التي شنتها دول التحالف بقيادة السعودية على اليمن في 26 مارس/ أيار 2015 لتعزيز نفوذهما، وأعطى استمرارها للتنظيمين المناخ المناسب لاقامة معسكرات التدريب والتمدد جغرافيا وتوظيف الأوضاع المضطربة التي شهدتها محافظات يمنية جنوب وشرق ووسط البلاد خلال الثلاثة الاعوام الماضية في تنامي نفوذها ووجودها والسيطرة وعلى وجه الخصوص محافظة البيضاء.

 

ويرأى مراقبون أن استمرار الحرب على اليمن مكن داعش من العمل بهدوء وأريحية بعد إنشاء معسكرات خاصة بعناصره وضاعفت قوته وعدم تعرضه لاي غارات بعكس ما تعرض له "القاعدة" واحتمال استعداده لشن هجمات مباغتة على مدن يمنية مستغلاً استنزاف وضعف طرفي الصراع في الداخل بسبب الحرب المتواصلة والضربات الجوية منذ 3 سنوات كما حدث في اجتياح مدينة الموصل في العراق.

 

وحذروا من احتمال أن يسعى "داعش" للزحف صوب مديرية رادع واعلانها امارة في المستقبل القريب نظرا لموقعها المهم وبعد استكمال التنظيم بناء قدراته العسكرية.

 

وأشاروا أن الأمر مختلف بشأن تنظيم القاعدة الذي خفض سقف طموحاته وتحقيق أهدافه كتنظيم جهادي عالمي هو الابرز، خاصة بعد الضربات المتتالية التي تلقاها من طائرات بدون طيار الامريكية والتي أدت الى مصرع العديد من قياداته في اليمن إذ ستقتصر المرحلة المقبلة على استراتيجية الحفاظ على الذات وإعادة تجميع قواه.

 

يسعى تنظيم "داعش" إلى إطالة أمد الحرب السعودية على اليمن واجتناب الصراع والحرب مع "القاعدة" التي يبدو انه سيتمكن من سحب بساط تصدر المشهد اليمني جراء تزيد نشاطه وعملياته خلال العامين الماضيين وانحسار العمليات التي يقوم بها تنظيم القاعدة أمام ما يقوم به "داعش".

 

وكان تحليل أجرته مجموعة الأزمات الدولية مؤخرا قال إن الحرب في اليمن مكنت المتطرفين من بناء قاعدة قوية في قلب الشرق الأوسط.