أسماء وكيانات ملوثة بـ«الإرهاب» خارج قائمة الـ59.. إخوان اليمن «قاعدة القاعدة» (3)

خلت قائمة الـ 59 إرهابياً، التي أعلنها البيان المشترك لكل من دول السعودية والإمارات ومصر والبحرين، من أسماء شخصيات يمنية على ارتباط وثيق بالجماعات المتطرفة والإرهابية، في وقت تحظى برعاية كاملة من جانب السعودية وتقيم فيها.

 

وأصدرت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قائمة بالشخصيات والكيانات القطرية أو التي تؤويها وتدعمها قطر وتشكل خطراً على الأمن والسلم في الدول الأربع والمنطقة بنشاطاتها الإرهابية، ومنها شخصيات مطلوبة دوليا أو من دول عدة وبعضها مفروض عليه عقوبات لدعمه الإرهاب.

 

وكان لافتا خلو البيان الرباعي بشأن قائمة الشخصيات الإرهابية والجهات الممولة للتطرف، من أسماء وكيانات يمنية ثبت تورطها في تمويل ودعم الإرهاب، بل إنها تشكل "قاعدة القاعدة"، كما هو الحال بالنسبة لجماعة "الإخوان".

 

ومن ضمن الشخصيات المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي لم ترد ضمن القائمة، رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي، والأمين العام عبد الوهاب الانسي، إلى جانب أمين العكيمي، وسلطان العرادة، الذي أدرجت قبل أيام وزارة الخزانة الأمريكية، شقيقه على لائحة ممولي الإرهاب.

 

 

"قاعدة" القاعدة

 

وتجدر الإشارة إلى أن التعاون بين الجماعات الإرهابية وتنظيم الإخوان لم يعد مخفياً في اليمن، حتى طرق الدعم والتمويل أصبحت مكشوفة بعد تورط جمعيات خيرية تابعة للإخوان في تحركات مشبوهة هدفها تقديم الدعم والمساندة للجماعات الإرهابية التي تنشط حالياً في محافظات الجنوب والوسط والشرق.

 

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا عقب عملية الانزال الجوي الامريكي في منطقة يكلا بمحافظة البيضاء، تضمن معلومات تكررت فيها الإشارة إلى أن الوثائق التي جرى تحليلها أظهرت بأن القاعدة يرتبط مع الإخوان المسلمين في اليمن وفي مقراتهم بالدوحة وتركيا بوصفها الجناح العسكري والأمني لهم في البلاد.

 

وبدا التنسيق بين جماعة "الإخوان" وتنظيم "القاعدة" واضحاً، الآونة الأخيرة، وهناك دلائل أشارت إلى وجود ترابط كبير بين الجماعة والتنظيم، الذي يعد امتداداً عقدياً لفكر الإخوان وأيدولوجيتهم، فضلاً عن وثائق ضبطت في غير بقعة يمنية تؤكد التنسيق بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة.

 

اقرأ المزيد:  أسماء يمنية ملوثة بـ«الإرهاب» خارج قائمة الـ59.. لسان «القاعدة» وصندوقه المالي (2)

 

ولعل انتهازية الإخوان كانت مكشوفة خلال الصراع الحالي، إذ لم يتورعوا عن التعاون والتنسيق مع القاعدة والإرهاب، وهو موقف تكرر في العديد من الساحات العربية الأخرى، وفق تعبير وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش.

 

وقد تضاعفت حالة الإجهار لدى الإصلاح على مدى شهور العدوان على اليمن، علماً بأنه على مدى تاريخ الإخوان ووجود "القاعدة" في اليمن، كان ينظر للثاني باعتباره الجناح العسكري للأول.

 

وفي واحد من مظاهر انكشاف العلاقة بين الطرفين، ظهر عناصر من حزب الإصلاح، في تسجيلات مصورة لـ"القاعدة"، لأكثر من مرة، وقد تقلدوا مراكز قيادية في التنظيم، وهم من ناشطي الحزب الذين برزوا في "ساحة التغيير" في العاصمة عام 2011، بينهم حارث النظاري، الذي ارتبط اسمه بعملية ذبح الجنود اليمنيين في حضرموت، وزعمت الولايات المتحدة لاحقاً أنها قتلته بغارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار.

 

وترى أطراف سياسية في حضرموت، أن الإخوان يدعمون الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، لتحقيق أهدافها الوصولية، وما يدل على تخبطها ونيتها المبيتة، ما كشفه نشطاء يمنيون في الآونة الأخيرة من أن جماعة الإخوان جندت أكثر من 100 شخص لمصلحة التنظيمات الإرهابية.

 

وتتداخل ارتباطات جماعة الإخوان بالتنظيمات الإرهابية، ومنها "القاعدة"، حتى إن عدداً من التنظيمات المفرخة في تعز، لها ارتباطات تنظيمية بجماعة الإخوان وتستخدمها لفرض مشاريعها، حيث يوجد في المدينة العديد من التنظيمات والفصائل الدينية، بعضها مرتبط بتنظيم "القاعدة"، والآخر بـ"داعش"، لكن ما يجمعها هو ارتباطها بجماعة الإخوان، وقادة هذه الجماعات يتوزعون بين اليمن ودول خارجية، من أبرزها تركيا.

 

وفي أعقاب التوتر بين الإمارات وسلطة الفار عبدربه منصور هادي، كشف موقع “إنتلجنس أون لاين” عن تسليم حكومة أبو ظبي وثائق تؤكد ارتباط نحو 14 مسؤولاً في حركة الإصلاح مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

 

اقرأ المزيد:  أسماء يمنية ملوثة بـ«الإرهاب» خارج قائمة الـ59.. وسيط الدوحة لدى القاعدة ودينامو «التنظيم الخاص» (1)

 

ويعزز ذلك رفض الإخوان الحرب التي خاضها الجيش ضد القاعدة في ابين وصولا الى قتالهم المشترك للجيش في الرضمة وأرحب وحضرموت وغيرها، كما ان الإصلاح يستخدم المتطرفين في تصفية خصومه السياسيين بالاغتيالات التي طالت كوادر في الجيش والامن وأخرى من المؤتمر الشعبي وحركة أنصار الله.

 

على أن المذابح التي نفذتها جماعات إرهابية ضد جنود الجيش في حضرموت وشبوة وأبين جاءت عقب تهديدات أطلقها اليدومي في يوليو 2014، عقب سقوط عمران بيد الحوثيين.

 

وإلى جانب ذلك، دمج الجنرال علي محسن الأحمر، العديد من الجهاديين العائدين من أفغانستان في قوات الفرقة الأولى "مدرع" التي كانت تشكل الجناح العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين.

 

وتؤكد المعلومات أن الأحمر، منح العناصر الجهادية رتباً عسكرية ودمجهم في الفرقة الأولى مدرع والحرس واستفاد منهم في الحروب الأخيرة ضد وحدات الجيش اليمني الأخرى.

 

وكان منتسبو معسكر فرقة الأحمر، الذي يقع في الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء، وفي جواره جامعة الإيمان التي يرأسها رجل الدين المتطرف عبد المجيد الزنداني، يتلقون دائماً محاضرات دينية في الجامعة التي ظلت محرمة على الإعلام من دخولها أو كشف ما فيها من تفاصيل سرية.

 

وقدمت قطر دعماً عسكرياً ومالياً لعناصر من تنظيم القاعدة، في بلدة أرحب شمال العاصمة صنعاء في 2011، حيث خاض الجيش اليمني حينها معارك عنيفة مع الإرهابيين استمرت لأسابيع قبل أن يتمكن الجيش من سحق تلك العناصر.

 

وتشير المعلومات إلى أن قطر مولت تنظيم القاعدة في المنطقة، بالتنسيق المباشر مع علي محسن الأحمر وحميد الأحمر، وعبد المجيد الزنداني.

 

وبجانب المعلومات الاستخباراتية التي توثق علاقة إخوان اليمن بتنظيم القاعدة، ثمة دلائل إضافية، فقد تساءل الكثير من المراقبين والمحللين عن السر الذي يجعل عناصر القاعدة لا يستهدفون قيادات الإصلاح ولا مؤسساته بالاغتيال أو التفجير.

 

وفي كل مرة كان يرتكب فيها القاعدة جرائم في اليمن كان قادة الإصلاح يرفضون إدانة التنظيم على نحو علني.

 

كما أن المدن التي يدخلها تنظيم القاعدة بقوة السلاح تمثل مركز ثقل حزب الإصلاح الذي لم يعرف عنه أنه قد اختلف معهم أو دخل في مواجهة عسكرية ضدهم. وبهذا الاتجاه، يقول المراقون، إن إخوان اليمن يتعاملون مع عناصر القاعدة كخزان احتياطي يلجأون إليه عند الضرورة من ذلك مواجهة الخصوم الاستراتيجيين للإصلاح.

 

واعتمد حزب الإصلاح على أنصار القاعدة في فرض سيطرته على عدة مدن، وأشركهم في اللجان الأهلية التي كونها للسيطرة على الوضع.

 

 

جلال بلعيدي من جذور إخوانية

 

وإلى قبل مقتله، كان جلال بلعيدي زعيم جماعة "أنصار الشريعة"، الامتداد اليمني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، يقود مجموعات القاعدة، في جنوب اليمن جنباً إلى جنب مع مسلحي الإصلاح، وكانت تحركاتهم منسجمة تماماً مع المشروع السعودي.

 

وهنا يبدو الحديث عن القاعدة كأنه حديث عن الإصلاح وكذلك العكس، مع الإشارة إلى أن القاعدي الصريع "بلعيدي"، كان عضواً في حزب الإصلاح، وأحد ناشطيه قبل أن يتزعم التنظيم مثله مثل كثيرين من العناصر الذين نشطوا في أروقة الإخوان وتخرجوا ليصبحوا من رموز القاعدة في اليمن.

 

ويمثل حزب "الاصلاح" حاضنا سياسيا واعلاميا لتنظيم القاعدة، ففي كل الاحداث التي تجري في البلاد والتي يكون طرفها القاعدة تخرج بيانات ومواقف وتصريحات قيادات الإخوان تدافع عن التنظيم وتبرر جرائمه، الى ان اثبتت احداث السنوات الاربع الماضية، وجود علاقة مباشرة وارتباط بين القاعدة والحزب الذي ظهر منسقا ومقاتلا مع القاعدة ومدافعا عن جرائمه بحق الجيش والامن.

 

وكما مثل "الإصلاح"، الغطاء السياسي والإعلامي لتنظيم القاعدة في اليمن، فإن الأخير استمات للدفاع عن الإصلاح في مواجهة ما اعتقده خطراً على وجوده التاريخي في محافظة البيضاء وسط اليمن.

 

ويغطي إعلام الإصلاح أخبار المعركة مفاخراً على نحو علني بمشاركة مسلحي القاعدة في مساندة ما يسميه الإخوان "مسلحي القبائل"، تعبيراً عن مسلحيه.

 

في المقابل شن قادة الإخوان حملة إعلامية ضد الجيش اليمني اثناء خوضه الحرب ضد القاعدة في شبوة وابين، حيث قال عبدالوهاب الديلمي عضو الامانة العامة لحزب الاصلاح ورئيس دائرته التعليمية انه ليس من الحكمة الدخول في حرب مع تنظيم القاعدة ووصف حرب الجيش ضده بانها محاولة لإيجاد ما وصفها "الثورة المضادة ضد ثورة الشباب".

 

كما رفض علماء الإخوان اصدار بيان ضد القاعدة وخرج القيادي في الاصلاح عبدالرحمن برمان بقوله "ان الجيش ينفذ اجندة خارجية وان هادي اهدر فرصة تاريخية بعدم المصالحة مع تنظيم القاعدة".

 

واتسعت علاقة اخوان اليمن بتنظيم القاعدة، إلى ما وراء الحدود وتحديداً إلى سوريا، حيث أرسل الحزب المئات من الشبان الإصلاحيين الذين التحقوا بصفوف القاعدة وداعش في سوريا برعاية تركية، كما أن الحزب استغل فترة استحواذه على السلطة بين عامي 2011 و2014 وحوّل عدن إلى معسكر لتدريب المقاتلين من مختلف الجنسيات وإرسالهم إلى سوريا عبر تركيا وبواسطة طائرات تركية.