شبكة "اسيا نيوز": 800 يوم من الحرب.. اليمن يتجه نحو الانهيار الكلي

في الوقت الذي يعاني فيه اليمن الذي مزقته الحرب من مجاعة تهدد بقتل 7 ملايين شخص، ويسعى جاهدا للتصدي لمرض غير مسبوق "الكوليرا"، تكثف السعودية وحلفاؤها قصف جارتهم الفقيرة التي قتلت أكثر من 12،000 شخص ودمرت البنية التحتية للبلاد.

 

افادت الانباء ان الطائرات الحربية السعودية اصابت مركزا صحيا يعالج مرضى الكوليرا فى شمال غرب البلاد يوم السبت. ونقلت شبكة "المسيرة" التلفزيونية اليمنية عن السلطة الصحية في المحافظة قولها ان الهجوم ادى الى مقتل واصابة عدد من الاشخاص في المركز بمحافظة صعدة.

 

وجاء هذا الهجوم في وقت كانت فيه "اقل من 45 في المئة" فقط من المنشآت الطبية في اليمن تعمل وفقا لمبعوث الامم المتحدة الى اليمن.

 

وحذر اسماعيل ولد الشيخ احمد مبعوث الامم المتحدة الى اليمن في مجلس الامن في 31 ايار / مايو الماضي من ان اليمن يتجه نحو "انهيار كامل" وان كارثة لم يسبق لها مثيل ستترتب على ذلك اذا ما تعرض شريان الحياة في البلاد (ميناء ومدينة الحديدة) للهجوم.

 

ويأتي الجزء الأكبر من الإمدادات الغذائية والطبية إلى اليمن عبر هذا الميناء المهم استراتيجيا عند مدخل البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب.

 

ودعا الشيخ أحمد إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتدمير البنية التحتية الحيوية، لكنه اعترف بأن المتصارعين في الحرب كانوا بعيدين عن التوصل إلى اتفاق بسبب عدم الرغبة في التوصل إلى حل توفيقي.

 

وألقى منسق الإغاثة في حالات الطوارئ ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين اللوم على المجتمع الدولي لتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، مشيرا أنه منذ بداية مايو / أيار تضمن زيادة حادة في عدد حالات الكوليرا في البلاد.

 

ووفقا لليونيسيف، يعاني ما يقرب من 65،000 يمني الآن من هذا المرض القاتل، حيث تم الإبلاغ عن 10،000 حالة جديدة خلال الـ72 ساعة الماضية وحدها.

 

وأعرب جيرت كابيلير المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن قلقه من أن حالات الكوليرا يمكن أن تتضاعف كل أسبوعين - إلى 130،000 حالة ثم حوالي 300،000 حالة - ما لم يتم تقديم المزيد من المساعدات الطبية.

 

وقال كابيلير في مقابلة مع وكالة انباء "اسوشيتد برس" انه تم الابلاغ عن 70 الف حالة يشتبه في اصابتها بالكوليرا الشهر الماضي في 19 محافظة من اصل 22 محافظة يمنية.

 

من جانبه، قال ميريتكسل ريلانو، ممثل آخر لليونيسف في اليمن، إن الوضع في اليمن "على شفا كارثة كبرى، وأن أكثر من 27 مليون يمني على اعتاب كارثة إنسانية لا ترحم".

 

وحذر كابيلير من ان تفشي المرض قد يتجاوز "اليمن" ويزعج جميع الدول المجاورة لها، حيث دخلت الحرب السعودية على اليمن عامها الثالث.

 

وقال كابيلير إن انتشار الوباء هو اخر سلسة رعب يواجهه الأطفال اليمنيون إلى جانب الجوع المتزايد.

 

واضاف "انه امر محزن ما يجري اليوم في اليمن، لكننا نأمل ان يكون تفشي الكوليرا نقطة تحول في تحويل انتباه العالم الى اليمن".

 

وبدأت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الإقليميون، بدعم من الولايات المتحدة، حملة عسكرية وحشية ضد اليمن في مارس 2015. وقد قتلت الحرب أكثر من 12،000 مدني منذ ذلك الحين. وقد تضاعف الغزو بفعل الحصار السعودي على البلد. وفشلت محاولات وقف إطلاق النار حتى الآن نتيجة الانتهاكات السعودية المتكررة.

 

 

*المصدر: ترانز اسيا نيوز