بريطانيا تبحث عن صانع قنابل محتمل وشركاء بعد هجوم مانشستر

بعد أن فجر سلمان عبيدي قنبلة معبأة بالبراغي المعدنية وسط جمهور كان خارجا من حفل في مدينة مانشستر تبحث الشرطة البريطانية عن شركاء ربما ساعدوه في صنع القنبلة وربما يكونون على استعداد للقتل مجددا.

 

وفي الوقت الذي حاولت فيه الشرطة جمع معلومات عن ماضي عبيدي المولود في بريطانيا اجتمعت رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع مسؤولي أمن قالوا إنهم سيرفعون تقييمهم للخطر على بريطانيا إلى مستوى "حرج" مما يعني أن هجوما على وشك أن يقع.

 

ومن بين أسباب هذا التقييم الخوف من أن عبيدي ربما كان ضمن مجموعة شركاء يحتمل أن لهم صلات بجماعات متشددة ولديهم الكفاءة لتخطيط وتنفيذ تفجيرات انتحارية.

 

وقال المصدر المطلع على التحقيقات لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "السؤال هو: هل كان يعمل بشكل منفرد أم كان جزءا من شبكة تضم آخرين يرغبون في القتل. هذا ما يتركز عليه التحقيق."

 

وأضاف المصدر "القلق من أن يكون آخرون ساعدوه في صنع القنبلة مازالوا طلقاء. صنع قنبلة من هذا النوع يتطلب مستوى معينا من الخبرة والمهارة".

 

وأبلغ قائد شرطة مانشستر إيان هوبكنز الصحفيين في وقت لاحق أن من الواضح أن الشرطة تحقق في أمر ما وصفه بشبكة. ورفض الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بالتحقيق.

 

وأعلنت الشرطة حتى الآن اعتقال أربعة أشخاص كما داهمت قوات خاصة بالفعل منزل عبيدي بعد نحو 12 ساعة من وقوع الهجوم. وجرى اعتقال شقيقه إسماعيل.

 

وتحاول أجهزة الأمن البريطانية الآن تحديد السبب وراء تحول عبيدي الشاب الطويل النحيل ابن رجل مسلم متدين كان يعارض الزعيم الليبي السابق معمر القذافي إلى قاتل.

 

وولد عبيدي في مانشستر عام 1994 لأبوين من أصول ليبية وتربى في بريطانيا. وهاجر والداه من ليبيا إلى لندن قبل الانتقال إلى فالوفيلد في جنوب مانشستر حيث عاشا لعشر سنوات على الأقل.

 

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد إن عبيدي عاد في الآونة الأخيرة إلى ليبيا وإن نظيرها الفرنسي جيرار كولوم قال إن عبيدي لديه صلات "مثبتة" بتنظيم داعش وإنه زار سوريا على الأرجح.

 

ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صلات عبيدي بالدولة الإسلامية أو سوريا.

 

 

* من ابن إلى قاتل

 

وفقا لمؤسسة كالام البحثية التي لها مكتب في طرابلس فقد غادر أبو إسماعيل والد عبيدي السعودية إلى لندن في 1992 وانضم إلى الجماعة الليبية المقاتلة الإسلامية في عام 1994.

 

ويقول أحد القائمين على مسجد ديسبوري ويدعى فوزي حفار إن والد عبيدي وشقيقه الأكبر إسماعيل كانا نشطين في المسجد بجنوب مانشستر.

 

وذكر عبد الله يوسف وهو متحدث باسم المسجد أن والد عبيدي وباقي أفراد الأسرة باستثناء الابنين عادوا إلى ليبيا في 2011 بعد مقتل القذافي.

 

واعتقلت الشرطة إسماعيل في تشورلتون بجنوب مانشستر.