"ذا نيشن": ليس هناك أسوأ من الجيش الأمريكى الذي يشارك السعودية في تدمير اليمن

تزداد الأزمة الإنسانية في اليمن خطورة مع مرور كل ساعة. في 3 مايو، كتب الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي جان إيغلاند، الذي عاد لتوه من رحلة لتقصي الحقائق في اليمن: "إن العالم يسمح لسبعة ملايين من الرجال والنساء والأطفال ببطء يحاصرون بالمجاعة التي لم يسبق لها مثيل. ما رأيته هنا في اليمن هو صدمة حقا، بل هو أبعد من المعتقد".
 
وقال إيغلاند "إن الخوف واليأس بين المدنيين أصبح الآن كبيرا لدرجة أن الأمهات اللواتي يعاني أطفالهن من نقص التغذية الحاد يلتقطن أطفالهن من أسرة المستشفيات عندما يسمعون الطائرات الحربية تحلق فوقهم".
 
في الواقع، وفقا لتقرير صدر مؤخرا في صحيفة واشنطن بوست، "اتهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان السعوديين بالقصف العشوائي في حملتهم، قائلين إن السعوديين قتلوا آلاف المدنيين ودمروا الكثير من البنية التحتية الحيوية في اليمن".
 
ومع ذلك، اقترح وزير الدفاع جيمس ماتيس المزيد من الدعم الأمريكي للحرب الوحشية السعودية على اليمن. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" مؤخرا أن ماتيس اقترح دعما مباشرا لهجوم بقيادة السعودية على ميناء الحديدة اليمني. وأضافت الصحيفة أنه خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية، أشار وزير الدفاع إلى "الدعم المباشر من الجيش الأميركي والمخابرات للتحالف الذي تقوده السعودية والذي يسعى إلى طرد الحوثيين من صنعاء ومناطق أخرى في اليمن".
 
لكن في الكونغرس كما تقول صحيفة "ذا نيشن" الأمريكية، تزداد معارضة الإدارة التي تخطط لمواصلة مساعدة المملكة العربية السعودية في الدمار الشامل لليمن.
 
من جهتها، قالت باربرا لي الديموقراطية من كاليفورنيا لصحيفة "ذا نيشن": "بدلا من السماح لإدارة ترامب بتصعيد حربها دون أي إشراف من الكونغرس أو تفويض محدد، يجب على الكونغرس أن يطالب بوقف مبيعات الأسلحة الأمريكية غير الأخلاقية إلى السعودية، وفرض حل إنساني للشعب اليمني".
 
وفي أعقاب رسالة مؤرخة 10 أبريل موجهة إلى الرئيس ترامب، طالب فيها 55 من أعضاء مجلس النواب "بإنهاء المساعدة اللوجستية الأمريكية للقصف الذي تقوده السعودية في اليمن، بدلا من زيادته". طالبت مجموعة من الحزبين تتألف من 16 عضوا من أعضاء مجلس النواب برئاسة مارك بوكان وجستن اماش الى وزير الدفاع ماتيس للتعبير عن "قلقهما من ان المسؤولين في البنتاغون يواصلون تقديم" الدعم اللوجستي والمخابراتي "لهجوم التحالف السعودي الكارثي على الحديدة".
 
ويوم الخميس، قال عضو الكونغرس بوكان لصحيفة "ذا نيشن": "قبل الحرب التى قادتها السعودية، كان اليمن بالفعل أفقر دولة فى المنطقة. وبعد عامين من التفجيرات العشوائية التي خلفت الآلاف من القتلى والحصار السعودي المدمر الذي يقتل طفلا يمنيا كل 10 دقائق، فإن البلاد ببساطة لا يمكن أن تصمد أمام هجوم عسكري ضد الميناء الذي يدخل منه 70٪ من واردات اليمن الغذائية".
 
و"في لحظات من هذا القبيل،" يتابع بوكان قوله "من الضروري على الكونغرس أن يؤكد سلطته الدستورية للإشراف والمناقشة، وإعلان الحرب قبل أن تتورط الولايات المتحدة في عمل عسكري كارثي في ​​الخارج". مشيرا إلى الطبيعة المروعة للأزمة الإنسانية في اليمن "ليس هناك اي شيء أسوأ من الجيش الأمريكى الذي يشارك جنبا الى جنب مع الجيش السعودي فى تدمير شريان الحياة الذي يعتمد عليه 7 ملايين شخص هم على حافة المجاعة بالفعل".
 
وفي الرسالة، يقول أعضاء مجلس النواب لماتيس انهم "يشعرون بانزعاج عميق من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي حذر من أننا نشهد في اليمن جوعا وشللا لجيل كامل، ومع أن الأطفال يموتون في أكبر أزمة للجوع في العالم، فقد كان من الممكن منع كل هذه الوفيات".
 
وتختتم الرسالة بالتحذير من أن الموقعين "ملتزمون" باستخدام "سلطتهم الدستورية لتأكيد الرقابة الأكبر على تورط الولايات المتحدة في الحرب"، ويهددون "بمتابعة التشريعات التي تحظر صراحة تورط الولايات المتحدة في أي اعتداء من هذا القبيل".
واعتبرت الصحيفة بأن هذا يبدو تهديدا جديا.
 
وقال بوكان لصحيفة "ذا نيشن"، إن كل أعمال ترامب في اليمن لم يأذن بها الكونغرس، ومع ذلك يريد البيت الأبيض أن يصعد مباشرة من المشاركة العسكرية الأمريكية".
 
وقال مصدر في الكونغرس شارك في جهود مجلس النواب لإحباط خطط ترامب وماتيس في اليمن لصحيفة "ذا نيشن" إن "العديد من الموظفين" يعملون مع المستشار التشريعي لاستخدام قانون القوى الحربية لعام 1973 من أجل إصدار قرار متميز لسحب القوات الأمريكية من الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، مع وضع الحديدة "كخط أحمر" في الكونغرس.
 
وسيمثل النجاح في إصدار مثل هذا القرار عقبة كبيرة أمام خطط الإدارة لتقديم مزيد من الدعم للحرب الوحشية التي تشنها السعودية على اليمن.