أدلة جديدة على تعايش "أشباه البشر" مع الإنسان في أفريقيا قبل 300 ألف سنة

كشفت دراسة علمية الثلاثاء عن وجود أدلة للتعايش بين البشر القدامى و"أشباه البشر" المعروفين علميا باسم "هومو ناليدي" في أفريقيا قبل 300 ألف سنة. وتساءل مدير المشروع المسؤول عن الدراسة عما إذا كان الإنسان هو المسؤول عن انقراض "هومو ناليدي" وعن افتراضية حدوث تزاوج بين الإنسان العاقل وهذا النوع من أشباه البشر.

كشف علماء اليوم الثلاثاء عن أول أدلة على أن البشر القدامى تعايشوا في أفريقيا قبل 300 ألف سنة مع نوع من أشباه البشر له مخ صغير وكان يعتقد أنه انقرض في القارة آنذاك. ونشرت النتائج في ثلاث أوراق وتثير أسئلة جديدة بشأن التطور البشري بما في ذلك احتمال تطوير أشباه البشر وهم أسلاف الإنسان العاقل لسلوكيات كانت تنسب في السابق للبشر.

وقال لي بيرجر مدير المشروع في جامعة ويتواترزراند بجوهانسبرج "لم يظن أحد أن أشباه البشر البدائيين ذوي المخ الصغير يستطيعون البقاء طوال هذه الفترة وهذه تحديدا هي المرحلة التي نعتقد أن الإنسان الحديث ظهر فيها هنا في أفريقيا". وأضاف أنه لم يتضح بعد موعد انقراض "هومو ناليدي" على وجه الدقة ولا السبب في ذلك. وربما ظل أشباه البشر هؤلاء موجودين حتى 200 ألف عام أو قبل ذلك حتى لأن الحفريات التي تم العثور عليها لا تشير إلى "حادثة انقراض".

وقد يكون الإنسان العاقل هو السبب إذ يعتقد بعض العلماء إن الإنسان العاقل الحديث دفع أقاربه من أشباه البشر إلى الانقراض مثل إنسان النياندرتال في أوروبا. وقال بيرجر "كل ما نعرفه هو أن هومو ناليدي انقرض. هل من الممكن أن يكون الإنسان العاقل هو من دفع به إلى الانقراض؟ نعم".

وتوصل العلماء من خلال أدلة بالحمض النووي الوراثي إلى أن الإنسان العاقل تزاوج مع النياندرتال فمن الممكن أن يكون قد تزاوج أيضا مع هومو ناليدي حتى وإن كان شبيها أكثر بدائية بالبشر. وقال بيرجر "هل حدث تبادل في الجينات بين هومو ناليدي والإنسان العاقل الأول؟ هذا محتمل تماما". وأشار إلى أن إحدى الخطوات المقبلة في هذا المسعى هي الحصول على الحمض النووي الوراثي لهومو ناليدي وهو أمر لا يزال مستعصيا لكن الباحثين يحاولون تحقيق ذلك.

وأشباه البشر هم مجموعة منقرضة من الجنس البشري الذي يعتبر الإنسان هو النوع الوحيد المتبقي منه حتى اليوم. وأشباه البشر أقرب بيولوجيا إلى الإنسان العاقل من الشمبانزي والغوريلا وهي الحيوانات المتبقية الأقرب للإنسان. والاسم العلمي لأشباه البشر هو "هومو ناليدي" وأطلق عليه هذا الاسم في 2015 بعد اكتشاف مخبأ كبير من الحفريات الخاصة به قرب موقعي ستيركفونتين وسوارتكرانس بجنوب أفريقيا.

وتقع هذه الكنوز على بعد نحو 50 كيلومترا شمال غربي جوهانسبرج واحتوت على أجزاء من لغز التطور البشري لعقود.

وكان يعتقد العلماء في بادئ الأمر أن تشريح "هومو ناليدي" يشير إلى أن عمر الحفريات ربما يكون 2,5 مليون سنة واندهشوا عندما عثروا على أدلة تشير إلى أن هذا النوع كان يدفن موتاه وهي صفة ارتبطت لوقت طويل بالإنسان.

لكن عمر الرواسب التي عثر على الحفريات بها وعينات أسنان أظهرت أن هذا النوع كان يجوب الغابات الأفريقية بين 236 ألف سنة و335 ألف سنة أي في نفس وقت نشوء الإنسان الحديث تقريبا