أمريكان كونسرفيتف: على واشنطن وقف الحرب المشينة ورفع الحصار المفروض على اليمن

اتهمت مجلة "أميركان كونسرفيتف"، حكومة بلادها بتمكينها السعودية في حربها المشينة ضد اليمن.

 

وقالت المجلة الأمريكية إن اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بينما عشرات الملايين معرضون لخطر الموت من المجاعة والأمراض التي يمكن الوقاية منها. ولاشك أن ذلك بسبب فشل الدبلوماسية الدولية والمؤسسات الدولية في هذه الحالة، ولكن الأزمة هي نتيجة للجهود المتعمدة لكثير من الحكومات، بما في ذلك حكوماتنا، التي جوعت وارهبت شعبا فقيرا.

 

ووصف الأمين العام للمجلس النرويجي يان ايجلاند الأربعاء 3 مايو 2017 الوضع فى اليمن بانه "فشل في الدبلوماسية الدولية".

 

وقال ايجلاند: "اننا لسنا على يقين من أن شريان الحياة الإنساني الرئيس عبر ميناء الحديدة سيبقى مفتوحا". "هذا يجعل اليمن أكبر أزمة للأمن الغذائي في العالم".

 

ولفتت المجلة أن خلق مجاعة كبرى من صنع الإنسان في اليمن ليس مجرد حادث غير متوقع. بل هي في الغالب نتيجة متوقعة لسلسلة من القرارات السياسية الرهيبة التي اتخذتها حكومات التحالف ومؤيدوها الغربيون.

 

أولا، تدخل التحالف وصعد نزاعا قائما حتى أصبح أكثر تدميرا وأكثر خطرا مما كان عليه، ثم حاصروا البلاد ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلاد، ثم دمرت حملاتهم القصفية بشكل منهجي البنية التحتية للبلاد، والاقتصاد، وجلب نظام الرعاية الصحية في اليمن إلى نقطة الانهيار. وقد تم كل ذلك بدعم كامل ومساعدة نشطة من الولايات المتحدة وبريطانيا.

 

مشيرة أن الحكومات الأكثر مسؤولية عن هذه الكارثة هي أيضا تلك التي لديها الوسائل لمنعها من أن تزداد سوءا، ولكن حتى الآن لم تظهر تلك الحكومات اهتماما كبيرا في القيام بذلك.

 

واستخدمت جميع أطراف النزاع الغذاء كسلاح، لكن الحصار الجوي والبحري الذي فرضه التحالف كان له أثر كبير على بلد يعتمد اعتمادا كبيرا على الأغذية والأدوية المستوردة. إنها حملة القصف التي دمرت الرافعات في الحديدة، ومنعت الشحنات من الدخول عبر الميناء. كما زادت حكومة هادي المشكلة من خلال نقل البنك المركزي اليمني إلى عدن، مما جعل من الصعب على المستوردين التعامل مع التمويل في المقام الأول. فالغذاء الذي يدخل البلاد أصبح الآن باهظ التكلفة بالنسبة لمعظم الناس لشرائه، كما أن توزيع المساعدات يعيقه النزاع الجاري.

 

وفي تقرير آخر، قال إيجلاند مرة أخرى: "عندما لا يكون لدى الناس دخل وعندما ترتفع أسعار الغذاء في السوق إلى ثلاثة أمثالها لا يملك الجوعى سوى النظر إلى الغذاء المعروض في السوق، لا شراءه" مشيراً إلى عدم وجود مخزونات غذائية في اليمن.

 

ويضيف: "لا يوجد احتياطي ولا توجد مخازن هناك كما هو الحال في كثير من مناطق الحروب الأخرى التي زرتها. كل شيء يذهب مباشرة إلى أفواه الجوعى."

 

ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن اليمن يواجه خسائر هائلة في الأرواح بسبب المجاعة والمرض ما لم يتم معالجة السياسات الحالية بسرعة. يمكن للولايات المتحدة بل ويجب عليها أن تسحب كل الدعم لهذه الحرب الفظيعة. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن تصر واشنطن أيضا على إنهاء الحصار الذي تفرضه قوات التحالف، وأن تضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دونما قيد أو شرط حيثما دعت الحاجة إلى ذلك بغض النظر عن الجهة التي تسيطر عليها. هذا هو أقل ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة بعد عامين من تمكين التحالف بقيادة السعودية المشين لهذه الكارثة.