"كونتر بونش" الأمريكية: من المفارقات أن البلدان التي تعهدت بتقديم الدعم ساهمت بقوة في خراب اليمن

قال انطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إن المانحين الدوليين تعهدوا بتقديم مساعدات قيمتها 1.1 مليار دولار لليمن. وبدلا من العمل الإنساني، فإن هذا التعهد يؤكد فقط المسؤولية التي تتحملها القوى الكبرى في الأزمة التي دمرت كل ذلك البلد. ومن المفارقات أن من البلدان التي تعهدت بتقديم الدعم الآن ساهمت بقوة في خراب اليمن.

 

ووفقا لليونيسيف، يموت طفل واحد على الأقل كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، وهي الأسباب الأكثر شيوعا للوفاة بين الأطفال. ونتيجة للحرب الدائرة في اليمن، يعاني 462،000 طفل من سوء التغذية الحاد، وما يقرب من 2.2 مليون طفل بحاجة إلى رعاية عاجلة.

 

وقالت ميريتكسل ريلانو، ممثلة باليونيسيف في ديسمبر الماضي: "لم تكن حالة صحة الأطفال في أفقر دول الشرق الأوسط كارثية كما هي اليوم". وقالت منظمة أطباء بلا حدود، وهي إحدى المنظمات الخيرية الطبية العاملة في البلاد، إن الوضع "صعب للغاية". ووفقا لهذه المنظمة، تعرضت المستشفيات مرارا لقصف وغارات جوية وإطلاق نار.

 

ونتيجة للحرب، قتل أكثر من 000 10 شخص، ونزح الملايين من ديارهم. وبالإضافة إلى القتلى والجرحى - كثير منهم من الأطفال - فقد أدى النزاع إلى خسائر مدمرة على نظام الرعاية الصحية. ولا يستطيع نحو 15 مليون شخص الحصول على الرعاية الصحية في اليمن، بما في ذلك 8.8 مليون شخص يعيشون في مناطق تعاني من نقص شديد في الخدمات. وهناك نقص في الإمدادات الطبية الأساسية ولا يعمل سوى 45 في المائة من المرافق الصحية.

 

ويقدر أن 8 ملايين يمني فقدوا سبل عيشهم أو يعيشون في مجتمعات مضيفة تحمل أعباء طائلة على الخدمات الأساسية. وتحتاج المجتمعات المحلية إلى المساعدة في إزالة الألغام والأصناف المتفجرة الأخرى في 15 محافظة. ويحتاج شعب اليمن - وخاصة أطفاله - المعرضين للخطر بسبب الحرب إلى دعم نفسي وإرشادي.

 

وكان للحرب أثر ضار خطير على تعليم الأطفال والشباب. وهناك مليونا طفل غير ملتحقين بالمدارس، مما أدى إلى جعل أكثر من 1600 مدرسة غير صالحة للاستخدام. وتحتل الآن العديد من المدارس مجموعات مسلحة أو تستضيف المشردين داخليا.

ووفقا لتقديرات البنك الدولي، تضاعف معدل الفقر إلى 62 في المائة منذ بداية الحرب. أما رواتب القطاع العام، التي يعتمد عليها نحو 30 في المائة من السكان، فهي تدفع فقط بصورة غير منتظمة.

 

لدى المرء انطباع مؤلم بأن المدنيين، ومعظمهم من الأطفال، أصبحوا بيادق في لعبة الشطرنج القاتلة بين الفصائل المتحاربة. وقال جيرت كابيلير، مدير اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوكالة أسوشييتد برس: "ليس هناك بلد واحد في العالم يعاني فيه الأطفال اليوم أكثر مما يعاني منه في اليمن".

 

إن التعهد الذي قدمته الجهات المانحة الدولية مؤخرا بمبلغ 1.1 بليون دولار لليمن الذي مزقته الحرب يثير تساؤلات هامة: هل يمكن لأي شخص أن يتصور كم كان هذا البلد سيستفيد من هذا المبلغ قبل الحرب؟ كم من المدارس وملاعب الأطفال والمراكز الصحية والمستشفيات والطرق كان يمكن بناؤها؟ وبدلا من ذلك، ترك التدخل الأجنبي اليمن بلدا ممزقا.

 

المصدر: مجلة "كونتر بونش" الأمريكية