نيويورك تايمز: السعوديون فشلوا عسكرياً في اليمن ويبحثون عن وسيلة لحفظ ماء الوجه

دعا وزير الدفاع جيم ماتيس الاربعاء الى التوصل الى حل سياسي في اليمن بين العرب السنة بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية، والحوثيين وحلفائهم اليمنيين، لكنه لم يحذر علناً حلفاء الولايات المتحدة السنة من شن حملة قصف تستهدف مدينة وميناء الحديدة.

 

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز"، حذر مسؤولو حقوق الإنسان من أن قصف الحديدة قد يؤدي إلى أزمة إنسانية في اليمن، وأن تصريحات السيد ماتيس تتماشى مع تصريحات العديد من المسؤولين في المنطقة بأن حرب التحالف السعودي ضد الحوثيين وحلفائهم، التي بدأت قبل عامين، لا يمكن ان تفوز عسكرياً.

 

وأشار مسؤولون أمريكيون إلى دعم عسكري واستخباراتي إضافي للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن. وزعموا ان "حملة عسكرية مكثفة ضد مقاتلى الحوثيين وحلفائهم قد تكون ضرورية لاجبار الجماعة وحليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح العودة الى طاولة المفاوضات".

 

وقال ماتيس خلال مؤتمر صحفي قصير: "في اليمن، هدفنا هو دفع هذا الصراع عن طريق مفاوضات بوساطة الأمم المتحدة للتأكد من أنه ينتهي في أقرب وقت ممكن".

 

ولفتت "نيويورك تايمز" أن زيارة ماتيس التي تستغرق يومين، وهي بداية جولة تستمر أسبوعاً في المنطقة، تمهد الطريق لزيارة الرئيس ترامب الأولى كرئيس الى الدولة الغنية بالنفط. وفي الوقت الذي لم يعلن فيه عن موعد، طرح مسؤولون سعوديون زاروا واشنطن الشهر الماضي فكرة الزيارة مع نظرائهم في ادارة ترامب، والتي تلقت استقبالاً إيجابياً من الرئيس وفريقه.

 

ومن المؤكد أن ترامب سيكون موضع ترحيب أكبر من أوباما الذي وضع اتفاقا نوويا مع إيران عارضته المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الخليجيون السنة، وانتقدت إدارته علنا ارتفاع عدد القتلى المدنيين جراء غارات السعودية في اليمن. وكان أحد الإجراءات النهائية لإدارة أوباما هو منع نقل الذخائر الدقيقة إلى المملكة العربية السعودية في ديسمبر / كانون الأول بسبب المخاوف بشأن إصابات المدنيين التي نسبها المسؤولون الإداريون إلى سوء الاستهداف.

 

وقالت الصحيفة انه سيكون على ترامب أن يقرر ما إذا كان سيستأنف مبيعات الأسلحة للسعوديين، وما إذا كانت البنتاغون، التي ساعدت في الحرب ضد الحوثيين، سوف تقدم المزيد من المعلومات الاستخبارية، وغيرها من المساعدات العسكرية.

 

ولقي اكثر من 10 الاف شخص مصرعهم وتشريد اكثر من ثلاثة ملايين في اليمن والبلاد تتغلغل على حافة المجاعة. وحذرت الصحيفة ان الأوضاع ستزداد سوءاً إذا ما شن التحالف بقيادة السعودية هجمات على الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم، كما هو متوقع على نطاق واسع.

 

وتعرضت الحديدة، لعدد من الغارات الجوية سقط خلالها العديد من الضحايا المدنيين. ويدعي مسؤولون سعوديون أن العديد من الصواريخ التي أطلقت على الحدود المشتركة بين البلدين جاءت من شحنات إيرانية.

 

ويدخل العديد من شحنات المواد الغذائية الى اليمن أيضا عبر الحديدة، وحذر مسؤولون إنسانيون دوليون من أن القصف المستمر للمدينة سيعمق النقص الحاد بالفعل في الأغذية. وحتى لو كانت الضربات الجوية السعودية دقيقة، فمن المحتمل أن تشل البنية التحتية للحديدة وستعرقل الغذاء من الدخول الى البلاد.

 

 

 

واعترف المسؤولون الامريكيون بالقلق ازاء اثار حملة القصف المستمرة، بيد انهم قالوا ايضا ان الجانبين سيكونان اكثر عرضة للتوصل الى تسوية بعد حرب عسكرية اخرى. لن يعود الحوثيون إلى طاولة التفاوض إلا إذا كانوا أضعف عسكريا، ويحتاج السعوديون إلى وسيلة تحفظ ماء الوجه لتبرير حرب استمرت عامين أدت إلى تشويه صورتهم في الخارج، حيث كشفت الأخطاء العسكرية عن نقاط ضعف في القوات المسلحة السعودية.

 

وفي حين يقول المسؤولون إن الولايات المتحدة تتعاطف مع الرأي الإماراتي بأن الضغط العسكري قد يجبر الحوثيين وحلفاءهم على العودة إلى طاولة المفاوضات، يقول خبراء الشرق الأوسط والدبلوماسيون الغربيون في المنطقة إن الهدف الحقيقي للسعوديين هو إجبار الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح على الاستسلام.

 

وقال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن للصحيفة: "إن مشكلة السعوديين هي أن هجماتهم كثيرا ما تضر بالصور العامة السعودية دون إضعاف الحوثيين وحلفائهم".

 

وأضاف ألترمان، "حتى لو تمكنت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها العرب الاستيلاء على الحديدة، يبدو من المرجح أن الحوثيين قد يفقدون الميناء لكنهم سيجعلونه غير آمن".

 

وشدد ألترمان "في هذه الحالة، سيكون من الصعب الحصول على المساعدات للسبعة ملايين اليمنيين المعرضين لخطر المجاعة". "أظن أن أي كارثة إنسانية ستلقى باللائمة على السعوديين والإماراتيين، وليس الحوثيين وحلفائهم".