وكالة ألمانية: السعودية بقصفها اليمن أعادته للعصر الحجري ولا نفوذ لإيران والإرهاب المستفيد الأكبر من الحرب

قالت وكالة "DW" الالمانية، الناطقة بالانجليزية، إن الصراع القبلي في اليمن، قبل عامين، اتسع إلى حرب واسعة النطاق، بعد تدخل المملكة العربية السعودية. واليوم يعاني ثلثا السكان من الجوع.

واتهمت الوكالة الالمانية السعودية - أغنى بلد في العالم العربي - بقصف أفقر بلد ليعود به إلى العصر الحجري - وهو وضع مستمر منذ عامين. مشيرة ان الدول الغربية على استعداد لتقديم المزيد من المساعدة رغم الدمار الهائل والقتلى الذين سقطوا في الحرب منذ عامين.

ولفتت الوكالة أن الولايات المتحدة تساعد فى اعادة تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود للتحالف الذى تقوده السعودية. وأكدت الوكالة الألمانية، انه ورغم ذلك الدعم الامريكي الكبير، لكنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم في اليمن. وتقوم بريطانيا والولايات المتحدة ببيع اسلحة بما فيها القنابل العنقودية المحظورة دوليا. ومنذ بداية الهجمات، باعوا السعودية بنحو خمسة مليارات دولار من الاسلحة.

واستطردت الوكالة بالقول، في الواقع إن القنابل التي تحصد أرواح المدنيين لا تثير قلق الشركاء العسكريين. على العكس تماما: أعلنت الولايات المتحدة الآن عن خطط لتعزيز تعاونها مع السعودية في الصراع اليمني. والهدف المفترض هو قمع نفوذ إيران في اليمن. لكن نفوذ طهران على الحوثيين ليس بنفس القدر الذي تبرزه لنا الدعاية السعودية.

وأوضحت انه لا يمكن مقارنة الحوثيين في اليمن مع حزب الله في لبنان؛ فهم ليسوا هناك لتنفيذ اجندة طهران. وإذا كان ذلك صحيحا كما يُزعم، فإنهم كانوا قد احترموا تحذير طهران للبقاء خارج العاصمة صنعاء، بدلا من الدخول في المدينة والاستيلاء عليها. واضافت الوكالة أن الحوثيين لم يحصلوا سوى على دعم بلاغي من إيران.

واكدت ان الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح ليسوا في حاجة إلى شحنات أسلحة من إيران، ولا ينقصهم الأسلحة، كما أنها ليست ممكنة حتى الآن، بسبب الحظر الذي يفرضه التحالف السعودي على الموانئ.

موضحة ان أحد الادلة على ان ايران لم تزود الحوثيين بالاسلحة، وفقا لمعلومات الأمم المتحدة، حوالي 7 ملايين يمني لا يعرفون من أين تأتي وجباتهم القادمة، بسبب الحظر والحصار. ويعاني نصف مليون طفل من سوء التغذية الحاد. ويعتمد أكثر من ثلثي السكان على المعونة الغذائية.

وأوضحت ان الحوثيين تمكنوا من مساعدة أنفسهم على التسليح، بفضل تحالفهم، مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي حكم البلاد لمدة عقدين من الزمن، ولا يزال صالح على اتصال جيد، ولديه الكثير من الأصدقاء في الجيش الذين انضموا إلى التحالف الحوثي/صالح.

وقالت الوكالة الألمانية، إن التصعيد العسكري الحالي لن يؤدي إلى تحول في الحرب، ولن يحقق السلام. وقد أظهرت تجربة العامين الماضيين أنه باستثناء صناعة الأسلحة، فإن المجموعات الوحيدة التي تستفيد من الفوضى في البلاد هي القاعدة وما يسمى بـ"الدولة الإسلامية". ومرة أخرى، يبدو أن السياسة الغربية تولد الإرهابيين بدلا من القضاء عليهم.

وخلصت الوكالة بالقول: إن ما يحتاج إليه البلد هو مؤتمر للمصالحة الوطنية - بدون شروط مسبقة، ولا تدخل خارجي. وما تحتاجه المنطقة هو بنية أمنية تلبي احتياجات كل من المملكة العربية السعودية وإيران. وهذا قد يفسح المجال لتخفيف حدة سجن السياسيين السعوديين - المتاخم للهوس - فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني المفترض المتنامي في المنطقة.