"ذي ايكونوميست" البريطانية: بعد عامين من حربها الوحشية.. السعودية بدون استراتيجية خروج من مستنقعها في اليمن

 اعتبرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية في تقرير نشرته هذا الاسبوع، حرب المملكة العربية السعودية على اليمن، بأنها هدف بلا جدوى.

 

وأشارت المجلة البريطانية الى أن الحرب في اليمن دخلت عامها الدموي الثالث، لكن السعودية لم تحقق أي نصر يذكر، بل على العكس جلب لها تداعيات عكسية وأذت نفسها.

 

وقالت المجلة إن المملكة العربية السعودية تصر على أن الدمار والقتل الذي لحق بالشعب اليمني وبنيته التحتية، ثمن يستحق دفعه لإعادة الرئيس الذي طرده الحوثيون من العاصمة في عام 2015. مشيرة ان السعوديين لديهم ما يدعو للقلق. بعد سقوط صنعاء، تفاخرت إيران بأن الشيعة فازوا بالعاصمة العربية الرابعة (جنبا إلى جنب مع بغداد وبيروت ودمشق). لكن المجلة اوضحت انه حتى لو كان التشخيص دقيقا، فإن استجابة الأمير بن سلمان لتلك الحرب المدمرة كانت معيبة تماما. فلقد أدت الحرب إلى تفاقم التهديد الذي يمكن التحكم به والذي واجهته السعودية في البداية.

 

وأوضحت انه وبغض النظر عن مدى التقدم الذي حققته "التقارير الصحافية الموالية للحكومة السعودية"، فإن الخطوط الأمامية لم تتغير في الواقع. بل على العكس تبدو المملكة العربية السعودية الآن أكثر ضعفا، وإيران تلوح في الأفق أكبر من أي وقت مضى.

وأكدت "ذي ايكونوميست" أن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، يقومون بغارات منتظمة على بعد عشرات الكيلومترات إلى السعودية. الصواريخ تصل إلى أقصى الشمال مثل الرياض، ومؤخرا ضرب صاروخ قاعدة جوية هناك في 18 مارس. وقد تم ضرب عشرات الدبابات السعودية والإماراتية.

 

وكما هو الحال دائما، فإن تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية يملأان الأماكن غير الخاضعة للرقابة، وربما يقدمان ملاذا للمقاتلين الفارين من العراق وسوريا.

 

ولفتت المجلة الى انه باعتبارها حربا، توقعت أن ينتهي سريعا وها هي في عامها الثالث، يبدو أن المملكة العربية السعودية بدون استراتيجية خروج من المستنقع الذي وقعت فيه. وقالت إن الإمارات العربية المتحدة، التي استولت على عدن بهجوم بحري في أغسطس 2015، وتعهدت لجعل المدينة نموذجا لبقية البلاد. لكن وبعد مرور عام ونصف رفضت السماح للصحفيين بدخول المدينة، فمن الصعب قياس نجاحها. ويقول السكان المحليون، انهم يفتقرون الى المؤسسات الحاكمة إلى حد كبير. ويؤكد اللاجئون من عدن الذين يصلون الى جيبوتي للمجلة، انهم لم يروا اي دليل كما تدعي الامارات انها تستثمر مليارات الدولارات لاعادة اعمار المدينة.

 

وأضافت المجلة في سياق تقريرها، انه في المناطق التي تم الاستيلاء عليها، تتقاتل قوات التحالف مع بعضها على الغنائم. ورجال القبائل في الجنوب الموالون لهادي هم فقط واحد من أربع قوى تسعى للسيطرة على الميناء والمطار. وتنظيم القاعدة شيء اخر.

وقال مسؤول سابق في الامم المتحدة يعمل في اليمن للمجلة البريطانية "ان جميع الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي يعارضون الحرب لكنهم جميعا مستعدون لبيع اليمن مقابل الاسلحة". وفي ليلة وضحاها، اطلقت السعودية طائرات بدون طيار من طراز ريبر الأمريكية من قاعدة أمريكية في جيبوتي.

 

واختتمت المجلة تقريرها بالقول: من أجل شراء الصمت، وعد الملك سلمان في زيارة للصين هذا الشهر بـ65 مليار دولار للاستثمار. فبدلا من ذلك كان على المملكة العربية انفاق تلك الاموال على شعبها، الذي سئم من تدابير التقشف التي وضعت للمساعدة في العجز في ميزانيات بلاده.