نيويورك تايمز: ضرب اقتصاد اليمن أحد أهداف الحرب السعودية المدعومة أمريكياً

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته (الاثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2016)، إن هناك بصمات على دور أمريكي في الغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية ضد اليمن، مؤكدة أن أحد أهداف تلك الهجمات هو تدمير اقتصاد البلاد.

وأشارت الصحيفة، أن العملية الجوية التي تقودها السعودية، تُركّز على ضرب ركائز الاقتصاد اليمني، وأهداف مدنية، مثل مصانع، وجسور، ومحطات طاقة، من دون أن تكون هناك أي أدلة على استخدام تلك المنشآت من قبل "الحوثيين" لأغراض عسكرية.

ولفتت "نيويورك تايمز"، أن المصنع المملوك لعائلة "العاقل"، كان منذ عقود ينتج الأغذية الخفيفة، أشهرها "بطاطس نعمان" المفضلة لدى الأطفال اليمنيين، لكن هجوماً شنه التحالف على هذا المصنع الواقع في صنعاء الصيف الماضي، دمره بالكامل، وأدى إلى مقتل 10 من العمال.

وذكرت الصحيفة، أن الولايات المتحدة، التي حاولت علناً النأي بنفسها عن الحملة العسكرية السعودية في اليمن، قد تركت بصماتها على تلك الغارات، وذلك بعدما زوّدت الرياض بالأسلحة في صفقات قيمتها عشرات مليارات الدولارات.

وكشفت الصحيفة، أن طيارين تلقوا تدريبات في الولايات المتحدة، ينفذون العديد من تلك الهجمات، من مقاتلات أميركية الصنع، ويتزودون بالوقود في الجو من طائرات صهاريج أميركية.

Sana’s Old City. Credit Tyler Hicks/The New York Times

ونقلت الصحيفة عن منسق الشؤون الإنسانية بشأن اليمن في الأمم المتحدة جامي ماك غولدريك قوله إن "البعد الاقتصادي في هذه الحرب تحول إلى أسلوب تكتيكي. إنه جزء من استراتيجية متماسكة: الميناء، والجسور، والمعامل. يجري تدميرها من أجل الضغط على السياسيين".

وقالت الصحيفة، إن الغارات السعودية المستمرة منذ 19 شهراً، لم تنجح في إلحاق الهزيمة بالحوثيين وأنصار الرئيس علي عبدالله صالح، حتى الآن.. لكنها باتت تركز على ضرب ركائز الاقتصاد اليمني، إذ يشير منتقدو تلك الحملة إلى أن الغارات قد دمرت عدداً كبيراً من الأهداف المدنية، في الوقت الذي لم تكن فيه أي دلائل على استخدامها من قبل الحوثيين.

وأشارت، إلى أنه عادة ما يتم العثور على "آثار ذخائر وقنابل أميركية الصنع في أعقاب ضربات جوية، إذ تم العثور على بقايا تلك القنابل إثر الضربة التي قتلت أكثر من 100 شخص باستهداف مجلس عزاء الشهر الماضي.

The cultural center in Hajjah was destroyed from the air last year. Credit Tyler Hicks/The New York Times

واضافت الصحيفة، أن الاستهداف المتواصل للبنية التحتية في اليمن، دفعت المحليين وموظفي الإغاثة إلى استنتاج أن الاقتصاد اليمني أصبح جزءاً من استراتيجية الغارات السعودية.

وتقول الصحيفة: "على سبيل المثال، استهدفت الغارات السعودية مستشفيات، ومدارس، وجسوراً، ومحطات طاقة، ومزارع دوجن، وميناءً بحرياً استراتيجياً، ومصانع زبادي وشاي ومناديل ورقية، وكوكا كولا، ورقائق بطاطس مقلية، بالإضافة إلى استهداف حفلات زفاف وجنازات".

وذكرت الصحيفة، أن تلك الغارات أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، في ظل تفشي مرض الكوليرا، وتزايد أعداد الناس المحتاجين إلى المساعدات الغذائية بصورة ماسة، فيما امتلأت المستشفيات بأطفال يعانون من سوء التغذية.

The ancient hilltop town of Kawkaban, a draw for tourists and Yemeni families before it was bombed. Credit Tyler Hicks/The New York Times

واضطر الملايين لترك بيوتهم، فيما بقيت السلطات منذ أغسطس/آب الماضي، عاجزة عن دفع الرواتب لمعظم الموظفين المدنيين الذين يبلغ عددهم 1.2 مليون شخص.

ولفتت الصحيفة، إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لم يعلن بعد موقفه من مستقبل الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن، لكنه وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى السعودية، باعتبار أن "السعودية لن تبقى بدوننا".

وفي كلمة ألقاها في يناير الماضي أمام أنصاره قال ترامب، إن "إيران تزحف إلى اليمن"، و"ستستولي على كل شيء في المنطقة"، لكنه لم يوضح خياراته للرد على المطامع الإيرانية.