تفشي وباء "الحصبة" في صعدة

كشفت مصادر طبية في صعدة (شمال اليمن)، عن انتشار وباء مرض "الحصبة" بشكل كبير بين أوساط السكان وفي عدد من مديريات المحافظة المنسية التي تعرضت لقصف هو الأكبر من قبل العدوان منذ بدء الحرب على اليمن.

وأشارت المصادر لوكالة "خبر"، أن مستشفيات المحافظة تعج بالكثير من الأطفال المصابين بالحصبة والتي لوحظ انتشارها في الفترات الأخيرة بشكل لافت حتى في المديريات القريبة من مركز المحافظة، ناهيك عن المديريات البعيدة والحدودية.

وأكدت المصادر الطبية المتطابقة، أن مستشفى الجمهوري بصعدة استقبل خلال شهري (سبتمبر وأكتوبر) الماضيين أكثر من 60 حالة، فيما يقدر عدد الحالات التي استقبلتها مستشفى السلام والمستشفيات والمراكز الصحية الأخرى بألاضعاف.

وقال مصدر طبي رسمي بالمحافظة في اتصال مقتضب لوكالة"خبر"، إن نحو 103 حالات اشتباه بالإصابة بمرض "الحصبة" سجلت على مستوى المحافظة.

وأضاف، أنه تم تأكيد إصابة 13 حالة بمرض "الحصبة" بينما مازالت بقية الحالات بين جارٍ معاينتها وفحصها ومن لم تستكمل إجراءات الفحص.

Khabar Agency
Khabar Agency

وقال مدير التحصين بمكتب الصحة في صعدة الدكتورعبدالله حامد، في اتصال بوكالة "خبر"، إن مرض "الحصبة" في محافظة صعدة في الفترة الأخيرة تراجع وخفت نسبة انتشاره خاصة بعد الحملة التي قام بها مكتب الصحة في شهر أغسطس 2015 في أوج العدوان رغم الصعوبات.

وأوضح، أن مكتب الصحة والعاملين فيه شكل فرقاً ميدانية نفذت حملات شملت عدة مديريات منها منبه وغمر ومجز ولقت العديد من الصعوبات والمعوقات، حيث استشهد أحد العاملين في الحملة خلال أدائه عمله الإنساني جراء قصف طيران العدوان السعودي.

وبين حامد، أن الفرق الطبية لقيت صعوبات في الميدان جراء تواصل القصف الجوي على المحافظة وإعلانها منطقة عسكرية من قبل العدوان السعودي، وعدم القدرة على الوصول إلى كافة المناطق بالمحافظة، والتنقل من مكان إلى آخر خاصة في المناطق الحدودية.

وتابع، أن الفرق الطبية الميدانية تقوم بالنزول لمعالجة الحالات الثابتة والمؤكد إصابتها بمرض "الحصبة" وإعطائها فيتمين a والأطفال غير المصابين يتم تطعيمهم.

وكشف مدير التحصين بالمحافظة أن 45 مركزاً صحياً تعرضت للتدمير الكلي والجزئي جراء غارات التحالف السعودي، وأن مرافق صحية أخرى أغلقت بسبب الاستهداف الجوي الذي لايفرق بين منشأة خدمية ومنزل ومشفى ومستوصف صحي ومعسكر.

وناشد مكتب الصحة بصعدة، وزارة الصحة، وكل الجهات المختصة، والمنظمات الدولية الإغاثية المانحة، للمساعدة ومد يد العون في الجانبين الوقائي والعلاجي، والحد من انتشار مرض "الحصبة" في مناطق المحافظة التي تعاني من شحة الإمكانات وانعدام الأدوية.

وتسبب الحصار الذي تفرضه دول التحالف الذي تقوده السعودية براً وبحراً وجواً على اليمن، وشمل منع دخول الأدوية والاحتياجات الطبية، في توسيع دائرة الفقر وانتشار الأمراض والأوبئة من ضمنها "الحصبة والكوليرا " بين المواطنين وخاصة المرضى من الأسر الفقيرة الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة، ويقفون عاجزين عن دفع تكاليف العلاج، مع استمرار تفاقم الوضع منذ بدء الحرب في الـ 26 من مارس من العام الماضي.