القوات العراقية تقاتل داعش داخل الموصل

من ستيفن كالين ودومينيك إيفانز
 
حاربت القوات العراقية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية عند الطرف الشرقي لمدينة الموصل يوم الثلاثاء مع دخول الحملة المستمرة منذ أسبوعين لاستعادة آخر معقل رئيسي للمتشددين في العراق مرحلة جديدة من حرب المدن.
 
وقصفت المدفعية والضربات الجوية المدينة التي ما زال يقطنها 1.5 مليون نسمة وقال سكان في حي القدس بشرق المدينة إن التنظيم المتشدد لجأ إلى أسلوب حرب الشوارع في محاولة لوقف تقدم الجيش.
 
وقال الفريق الركن طالب شغاتي قائد جهاز مكافحة الإرهاب إن قواته دخلت محطة التلفزيون الحكومية في الموصل يوم الثلاثاء لتسيطر بذلك على أول مبنى مهم منذ بداية الحملة على المدينة.
 
وقال شغاتي إن هذه إشارة طيبة لأهل الموصل على أن معركة تحرير المدينة قد بدأت بالفعل.
 
وتتقدم قوات الجيش وقوات الأمن العراقية ومقاتلون شيعة وقوات البشمركة الكردية على عدة جبهات باتجاه الموصل مدعومة بقوات وضربات جوية تقودها الولايات المتحدة. وحققت قوات خاصة زحفت صوب المدينة من جهة الشرق أسرع تقدم.
 
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب "حاليا نخوض معارك على الأحياء الشرقية لمدينة الموصل."
 
علم العراق بصورة ألتقطت شرقي الموصل يوم الثلاثاء. تصوير: زهرة بنسمرة - رويترز
علم العراق بصورة ألتقطت شرقي الموصل يوم الثلاثاء. تصوير: زهرة بنسمرة - رويترز
 
وأضاف "يكون الضغط من جميع الاتجاهات وبذلك تسهل عملية الدخول إلى المدينة."
 
وأضاف أن قوات الجهاز أخرجت مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من أغلب حي كوجالي في شرق الموصل قرب حي القدس يوم الثلاثاء ولذلك فإن القوات العراقية الآن داخل الموصل.
 
وقال مراسل لرويترز قرب بزواية على مسافة نحو خمسة كيلومترات شرقي الموصل إن أعمدة دخان تصاعدت في الهواء شرقي معقل المتشددين وسُمعت أصوات نيران المدفعية بانتظام.
 
وداخل المدينة قال سكان تحدثوا مع رويترز عبر الهاتف إنهم يسمعون أصوات اشتباكات عنيفة منذ الفجر.
 
وقال أحد سكان حي القدس عند المدخل الشرقي للمدينة إن الرصاصات تمرق وتصيب جدران المنازل ووصف الانفجارات بأنها "مفزعة وتصم الآذان". وبقي كثير من سكان المنطقة داخل منازلهم خلال اليومين الماضيين.
 
وأضاف "يمكننا رؤية مقاتلي داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وهم يطلقون النار باتجاه القوات العراقية ويتحركون في سيارات بين أزقة الحي. إنها حرب شوارع."
 
يلوح احدهما براية بيضاء ومعهما ماشيتهما عند نقطة تفتيش شرق الموصل يوم الثلاثاء. تصوير : زهرة بنسمرة -رويترز
يلوح احدهما براية بيضاء ومعهما ماشيتهما عند نقطة تفتيش شرق الموصل يوم الثلاثاء. تصوير : زهرة بنسمرة -رويترز
 
وقال شاهد إنه رأى تسع سيارات محملة بأسر وأثاث متجهة من القطاع الشرقي إلى الضفة الغربية لنهر دجلة هربا من القتال.
 
لكن بعيدا عن الأطراف الشرقية للمدينة بدت حركة المرور طبيعية نسبيا والأسواق مفتوحة وكان مقاتلو الدولة الإسلامية يقومون بدوريات كالمعتاد.
 
*"قطع رأس الأفعى"
 
والموصل أكبر بكثير من أي مدينة أخرى تحت سيطرة الدولة الإسلامية سواء في العراق أو في سوريا. وتعني استعادتها انهيار الجناح العراقي لدولة الخلافة التي أعلنها التنظيم المتشدد في أنحاء من البلدين قبل نحو عامين على الرغم من تعافي المتشددين من انتكاسات أخرى في العراق.
 
ارتفاع الدخان المتصاعد من آبار النفط، أشعلها مسلحو داعش قبل أن يلوذوا بالفرار. REUTERS/Alaa Al-Marjani
ارتفاع الدخان المتصاعد من آبار النفط، أشعلها مسلحو داعش قبل أن يلوذوا بالفرار. REUTERS/Alaa Al-Marjani
 
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الاثنين إن القوات العراقية تحاول سد كافة طرق الفرار أمام عدة آلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية داخل الموصل.
 
وقال العبادي وهو يرتدى الزي العسكري للتلفزيون الرسمي "إن شاء الله سنقطع رأس الأفعى.. ليس لهم مخرج ليس لهم مفر ما عليهم إلا الاستسلام إما يموتون أو يستسلمون."
 
وحذر قادة عسكريون من أن القتال من أجل استعادة الموصل والذي قد يكون الأشد صعوبة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 للإطاحة بصدام حسين سيستمر شهورا على الأرجح.
 
وقالت الأمم المتحدة إن هجوم الموصل قد يتسبب أيضا في أزمة إنسانية ونزوح جماعي محتمل إذا سعى المدنيون داخل الموصل للهرب وتوقعت فرار ما يصل إلى مليون شخص في أسوأ التصورات.
 
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 18 ألف شخص نزحوا منذ بدء الهجوم يوم 17 أكتوبر تشرين الأول باستبعاد آلاف القرويين الذين أجبرهم المتشددون المنسحبون على التراجع إلى الموصل لاستخدامهم كدروع بشرية.
 
 October 31, 2016. REUTERS/Stringer
October 31, 2016. REUTERS/Stringer
 
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني إن التنظيم المتشدد حاول نقل نحو 25 ألف مدني من بلدة حمام العليل التي تقع إلى الجنوب من الموصل في شاحنات وحافلات صغيرة تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
 
وأضافت أنه تمت إعادة معظم الشاحنات تحت ضغط الطائرات التي حلقت في المنطقة.
 
لكن سكانا بالموصل يقولون إنه ليس كل العائدين يقومون بذلك مكرهين وإن هناك أناسا يتدفقون على المدينة قادمين من الجنوب مع اقتراب العمليات العسكرية منها.
 
وقالوا إن أغلبهم جاء دون أي أمتعة لكن بعضهم أحضر خرافا وبعض الجمال إلى المدينة.
 
وفي بزواية قال جنود من جهاز مكافحة الإرهاب لرويترز إن انتحاريا يقود سيارة ملغومة حاول الهجوم على موقعهم في وقت مبكر يوم الثلاثاء لكنهم أوقفوه بنيران المدافع الرشاشة. وشوهد حطام وأشلاء جسد المهاجم بمكان قريب.
 
وإلى جانب الهجمات الانتحارية أبطأ متشددو الدولة الإسلامية تقدم الجيش أيضا بالقناصة وقذائف المورتر والقنابل المزروعة على الطرق والشراك الخداعية داخل المباني المهجورة.
 
وفي بزواية التي استعادتها القوات العراقية قبل يوم شوهد ما يزيد على عشرة مدنيين يخرجون من القرية ويلوحون برايات بيضاء ومعهم ماشيتهم المكونة من 200 شاه تقريبا وعدد قليل من الأبقار والحمير.
 
وقال الساعدي إن 500 مدني نقلوا بالفعل من بزواية إلى مخيم للنازحين بعيدا عن الخطوط الأمامية للقتال.
 
وأضاف "نحن نتوقع أن نصادف المزيد من المدنيين أثناء توغلنا داخل المدينة."