الجيش العراقي يدخل مبنى محطة تلفزيون الموصل

قال قائد بجهاز مكافحة الإرهاب العراقي إن قوات الجهاز دخلت يوم الثلاثاء محطة التلفزيون الرسمية في الموصل لتسيطر بذلك على أول مبنى مهم منذ بداية الحملة على المدينة الخاضعة لتنظيم داعش قبل نحو أسبوعين، بحسب وكالة رويترز.
 
واحرزت قوات مكافحة الإرهاب تقدما كبيراً صباح الثلاثاء، إذ وصلت إلى مشارف مدينة الموصل، لكنها جوبهت بمقاومة عنيفة من مسلحي التنظيم في كوكجلي، وتعرضت كذلك إلى هجوم من الخطوط الخلفية.
 
ويستخدم مسلحو التنظيم في القتال قذائف صاروخية ومدافع الهاون وأسلحة خفيفة، كما يشنون هجمات انتحارية بسيارات ملغومة.
 
وشنت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي الحربية، الذي تقوده الولايات المتحدة، أربع أو خمس غارات جوية على المباني دعما لتقدم القوات العراقية.
 
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد حث مسلحي تنظيم داعش، على الاستسلام، وإلا واجهوا الموت.
 
وقال العبادي، الذي كان يتحدث في قاعدة جوية في شمال العراق، وهو يرتدي الزي العسكري، إن القوات التابعة للحكومة تقترب من الموصل من جميع الزوايا، وستقطع - بحسب ما قاله - "رأس الحية".
 
وكانت القوات الخاصة قد تقدمت الاثنين إلى مسافة نحو كيلومتر واحد من المدينة.
 
وأكد قائد قوات النخبة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب، اللواء الركن معن السعدي، في اتصال هاتفي مع بي بي سي أن القوات اقتحمت فجر الثلاثاء منطقة كوكجلي شرق الموصل، وتفتش الآن المنازل، أنها رفعت ما تركه مسلحو تنظيم داعش من عبوات ناسفة ومنازل وسيارات مفخخة.
 
وأضاف السعدي أن "القوات الأمنية تقف على بعد 900 متر من حي الكرامة، أول أحياء الموصل من الجهة الشرقية، وهي في انتظار تقدم باقي القوات من المحاور الأخرى للوقوف على مسافة واحدة من مركز المدينة".
 
وجاء القتال بعد أسبوعين من تقدم القوات العراقية وإخلاء المناطق المحيطة بالموصل من المتشددين في المراحل المبكرة من أكبر عملية عسكرية في العراق منذ الغزو الذي أطاح بالرئيس صدام حسين في 2003.
 
وكان قادة قد قالوا إن معركة استعادة المدينة، آخر معقل للتنظيم المتشدد في العراق، قد تستغرق أشهرا.
 
ونقلت وكالة رويترز عن مراسلها في قرية بزواية أنه شاهد أعمدة من الدخان ترتفع من منطقة مشيدة على بعد بضعة كيلومترات، قال أحد القادة إنها نتيجة الاشتباكات الدائرة داخل حي الكرامة.
 
وأفادت أنباء بأن قوات البيشمركة تلقت تقريرا يقول إن سبعة من مسلحي داعش قتلوا في حي عدن المقابل للكرامة، ودمرت مركبتان.
 
وذكر التلفزيون العراقي الرسمي أن هناك اشتباكات أيضا داخل المدينة بين مسلحي التنظيم وسكان المدينة الذين انتفضوا عليهم.
 
وتأمل الحكومة وحلفاؤها الأمريكيون في أن تساعد انتفاضة داخل المدينة في تخفيف قبضة المسلحين على المدينة التي احتلوها في 2014 وأعلنوا منها ما سموه بدولة الخلافة.
 
ولايزال في الموصل نحو 1.5 مليون شخص، ويؤدي وجودهم إلى تعقيد استعادة السيطرة عليها، بخلاف القرى والبلدات الواقعة خارج المدينة، والتي تكاد تخلو من السكان.
 
وحذرت الأمم المتحدة من أنه في أسوأ الحالات فإن مليونا من سكانها قد ينزحون بشكل مفاجئ الأمر الذي سيستلزم أكبر عملية إغاثة إنسانية.
 
وكانت قوات الأمن العراقية ومقاتلو البيشمركة قد بدأوا الهجوم في 17 أكتوبر/تشرين الأول بدعم جوي وبري من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش المتشدد.
 
وستكون السيطرة على الموصل هزيمة فعلية للمتشددين في الجانب الذي يقع في الأراضي العراقية من دولة "الخلافة" التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل عامين.