ليتوانيا تحضِّر مواطنيها لـ "غزو" روسي

ليست القواعد العسكرية لحلف الناتو في ليتوانيا وحدها من تمثل هدفاً للقوات الروسية، بحسب السلطات الحكومية التي تحدث تعليماتها للمواطنيين حول كيفية التعامل مع غزو روسي للبلاد.

تواظب ليتوانيا على تحفيز وتحضير مواطنيها لغزو روسي محتمل تقول إن موسكو لن تتردد في الإقدام عليه واستخدام القوة العسكرية ضد جيرانها.

وتقول موسكو، إن نشر جنود مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" في النرويج يعتبر بمثابة حلقة جديدة ضمن سلسلة حلقات وتجهيزات في شرق أوروبا وتحضير عسكري يستهدف روسيا.

القلق الذي يبديه حلف الناتو حول نشر صواريخ إسكندر الروسية في مقاطعة كالينينغراد مرده التخوف من أن هذه الصواريخ قادرة على ضرب أهداف ومنشآت عسكرية تابعة للحلف في أراضي ليتوانيا ولاتفيا وبولندا انطلاقاً من كالينينغراد.

ولكن الأمر أخطر من ذلك بالنسبة إلى ليتوانيا، الجمهورية السوفييتية السابقة، التي يحاذيها إقليم كالينينغراد، حيث تتوخى غزواً عسكرياً روسياً، وتخبر مواطنيها بصورة دورية أن موسكو لن تتردد في إرسال قواتها لاجتياح البلاد.

وكانت ليتوانيا ولاتفيا واستونيا لغاية 1991 جزءاً من الاتحاد السوفييتي، ولكنها انضمت في عام 2004 إلى حلف شمال الأطلسي "الناسو"، الأمر الذي اعتبرته موسكو تهديداً مباشراً لمصالحها باعتماد الناتو على الزحف والتوسع شرقياً إلى مناطق متاخمة للأراضي الروسية.

ومنذ 2014 تدهورت علاقات روسيا مع جاراتها في منطقة البلطيق، ليتوانيا واستونيا ولاتفيا عندما ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.

ومع زيادة التوتر بين روسيا والدول الغربية على خلفية أزمة القرم وحرب أوكرانيا والتدخل في سوريا وغيرها من الملفات المتأزمة بين الجانبين، فإن ليتوانيا تجد نفسها، وبدافع من التجربة في شبه جزيرة القرم، متحفزة أكثر لترقب غزو روسي يرى مراقبون بشأنه أن السلطات الليتوانية تبالغ في التخوف وتخويف مواطنيها.

وفقاً لوكالات ووسائل إعلام روسية في أوقات سابقة، كان قائد عسكري روسي (الجنرال ميخائيل ماتفييفسكي) قد قال في عام 2015 إن لواء الصواريخ الموجود في مقاطعة كالينينغراد سيحصل على منظومات "إسكندر-إم" الصاروخية التكتيكية قبل عام 2018 مثله في ذلك مثل سائر ألوية الصواريخ الأخرى بالجيش الروسي.

وبحسب محطة "بي بي سي" البريطانية، حدثت الحكومة الليتوانية كتيب الدفاع المدني الذي توزعه على مواطنيها بإضافة تعليمات بخصوص ما ينبغي عليهم عمله إذا تعرضت البلاد لغزو روسي.

ويتضمن الكتيب المحدث فقرات مطولة حول اساليب البقاء على قيد الحياة، ويحذر الليتوانيون من أن روسيا لن تتردد في استخدام القوة المسلحة ضد جيرانها.

ووزعت من الكتيب المحدث الذي يقع في 75 صفحة عشرات الآلاف من النسخ. كما أطلقت الحكومة الليتوانية خطاً هاتفياً خاصاً لاستخدام المواطنين الذين يرغبون في الإخبار عن أي شخص يشكون بقيامه بنشاطات تجسسية.

وقال داريوس جاونيسكس رئيس دائرة الأمن الوطني الليتوانية بهذا الصدد: "إن كل مواطن ليتواني قد يصبح هدفاً للتجسس".

والكتيب المذكور، حسبما تشير "بي بي سي"، هو الثالث من نوعه الذي تصدره وزارة الدفاع الليتوانية منذ ذلك الحين، ولكن النسخة الأخيرة تتبنى نبرة أكثر جدية بكثير من سابقتيها.

ويحتوي الكتيب على معلومات تساعد القارئ على التعرف على الدروع والطلقات والألغام الروسية، إضافة إلى نصائح حول كيفية البقاء على قيد الحية في البرية.

وينص الكتيب على أنه "من المهم جداً أن يكون المدنيون واعين، وأن يتحلوا بإرادة المقاومة. فعندما تكون هذه العناصر قوية، سيكون صعباً على المعتدي أن يخلق البيئة الملائمة للقيام بغزو عسكري".