ميشال عون في طريقه إلى قصر "بعبدا" وكرسي رئاسة لبنان

حكاية الرئاسة الشاغرة في لبنان من عامين ونصف يبدو أنها، أخيراً، على موعد مع نهاية يصعب معرفة ما إذا كانت سعيدة أم لا بالنسبة إلى جميع فرقاء ألوان الطيف السياسي والطائفي وحتى إلى أولئك الذين وافقوا أخيرا "لا مفر" على خيار لطالما وقفوا ضده.

العماد ميشال عون، حليف ومرشح حزب الله لرئاسة لبنان بات أيضا مرشح تيار المستقبل والحريري، المعسكر الضد من حزب الله وحلفائه.

بإعلان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري يوم الخميس 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 عن دعمه ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية يكون أقطاب تحالف 14 آذار قد ضمنوا للعماد عون مرشح حلفاء 8 آذار توافقا نادرا يجمع جبهتي الضد. كما ضمن العماد عون أغلبية برلمانية كفيلة هذه المرة أن تضع نهاية لمسلسل طويل ومحبط في البرلمان اللبناني عبر جولات تصويت فاشلة بالعشرات لانتخاب رئيس يخلف السابق ميشال سليمان.

كان سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية حليف تيار "المستقبل" قد سبق الحريري وصالَح خصمه اللدود في تنازع زعامة الشارع المسيحي العماد عون ودعم ترشحه. وفشل جعجع قبل ذلك كمرشح للرئاسة في اجتياز تصويت الثقة في البرلمان.

قرار الحريري "الصعب" كما تحدث هو، من غير الوارد أن يكون وليد اللحظة أو طلقة طائشة. ثمة توافقات كبيرة واتفاقات أكبر تتجاوز حدود لبنان إلى الإقليمي والدولي مهدت وأدت إلى إنضاج التحول على نار هادئة أكثر مما يجب أخذت نحو عامين ونصف في إنضاج طبخة الرئاسة.

لكن في المقابل فإن الحريري نفسه تقول تسريبات سابقة سيتولى رئاسة الحكومة وفقا لتفاصيل "صفقة" التسوية المستحيلة والممكنة أخيراً.

قال الحريري بحضور نواب وقيادات من تيار المستقبل ورجال مال وإعلاميين "أعلن اليوم أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية". وأضاف أن "هذا قرار نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام والدولة والناس لكنه مرة جديدة، قرار يستند إلى اتفاق (مع عون) بأن نحافظ معا على النظام".

موضحا ان ترشيح عون جاء بعد استنفاد كل الخيارات الاخرى.

وقال "بقي خيار واحد العماد ميشال عون، هكذا بوضوح وصراحة، خصوصا منذ ان تبنى حلفاؤنا في القوات اللبنانية ترشيحه. لكن الاهم اننا والعماد ميشال عون وصلنا في حوارنا اخيرا الى مكان مشترك اسمه الدولة والنظام".

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن الحريري قوله: "اتفقنا مع عون على أن لبنان وطن لجميع أبنائه، وهو عربي الهوية، كما وصلنا إلى اتفاق لإطلاق عجلة الدولة، وفرص العمل والخدمات الأساسية، وعلى تحييد الدولة اللبنانية بالكامل عن الأزمة السورية".