شهادات امريكية: واشنطن ضالعة في مجزرة صالة العزاء في اليمن

يسرد تقرير نشره موقع "AlterNet" الأمريكي، شهادات متواترة لعدد من الخبراء العسكريين والمسؤولين الأمريكيين، تؤكد ضلوع الولايات المتحدة، في الهجوم الدامي الذي استهدف قاعة العزاء في العاصمة اليمنية نهار الـ8 من أكتوبر الجاري.

ونقل الموقع عن أحد مهندسي الطائرات المقاتلة الحديثة والمسؤول السابق في وزراة الدفاع الامريكية، بيير سبري، بتاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أن الأدلة تشير إلى أن الولايات المتحدة، على وجه التحديد، ساعدت التحالف بقيادة السعودية في الهجوم الدامي على قاعة العزاء في اليمن، والتي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى.

وأوضح، بأنه "إذا كانت المقاتلة السعودية انطلقت من القاعدة السعودية الرئيسة بالقرب من الرياض - قاعدة الأمير سلطان الجوية - بالتأكيد سيتم تزويدها بالوقود من قبل سلاح الجو الأمريكي".

ويستبعد المسؤول الأمريكي استخدام الرياض، لقاعدة خالد الجوية القريبة بما فيه الكفاية من اليمن، والتي لن تكون الطائرات التي تقلع منها بحاجة للوقود في الجو.. معللاً ذلك في "أن عدداً كبيراً من المقاتلين اليمنيين يتمركزون هناك هذه الأيام، كما أنهم استهدفوا تلك القاعدة بصواريخ سكود بنجاح، سابقاً".

ويشير إلى توقعاته أنه "ربما تجتاح القوات اليمنية قاعدة خالد بسهولة على أرض الواقع، وذلك بسبب الأداء السيئ للوحدات البرية السعودية".

وفي مقابلة مع صحيفة هافينغتون بوست، قدر الخبير سبري، أنه إذا انطلقت المقاتلة F-15 السعودية من قاعدة على الحدود مع اليمن، فإنها ستصل خلال 5 إلى 15 دقيقة إلى أقرب منطقة يسيطر عليها الحوثيون. لكن، إذا كانت الطائرات ستستهدف مدناً في جنوب غرب اليمن، سيكون لديهم 5 دقائق فقط للوصول هناك.

في السياق، يوافق الرقيب في الجيش الأمريكي سابقاً، الميجور مايكل آدمز - وهو من قدامى المحاربين في القوات الخاصة، وقاد العديد من معارك الانتشار القتالية السرية - "على أن السعوديين لن يخاطروا بترك مقاتلات غالية على الحدود، لأن القوات اليمنية والحوثيين بالتأكيد سيهاجمونها".

وفي سياق حديثه للموقع الأمريكي، يكشف الرقيب آدمز، أن "القوات اليمنية هاجمت بالفعل الأراضي السعودية، ويمكنها إما مهاجمتها باستخدام قاذفات الصواريخ أو القصف المدفعي أو عن طريق هجمات - الكر والفر - على أي قاعدة جوية وتدمير الطائرات فيها".

ويضيف: "لذلك سيكون من السخف تماماً، من وجهة النظر الاستراتيجية العسكرية، أن يترك السعوديون الطائرات في أي مكان بالقرب من الحدود مع اليمن".

ولدى إجابته عن سؤال حول مدى صعوبة تأمين حتى ولو موقع واحد؟ أوضح آدامز، أنه "لا شيء آمن ضد أي نوع من هجمات الكر والفر "الانتحارية"، كما أن القوات اليمنية والحوثيين أثبتوا، الآن، أن لديهم القدرة على شن هجمات بعيدة المدى. لقد أطلقوا، خلال الأسبوع الماضي، هجمات صاروخية بعيدة المدى في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الهجمات التي يزعم أنها أطلقت على سفن تابعة للبحرية الأمريكية".

وأضاف، "أنه يتم تدريب المقاتلين اليمنيين بشكل جيد ويستطيعون، أيضاً، شن عمليات خاصة متطورة بدرجة معقولة، ولذا فإن أي قاعدة جوية تملك مساحة كبيرة، من الصعب بناء دفاعات منيعة تماماً حول مهبط الطائرات".

ولكن، لماذا لاتستطيع السعودية، واحدة من أغنى البلدان في المنطقة، تأمين قاعدة جوية ضد واحدة من أفقر البلدان، اليمن؟ يسأل موقع "AlterNet": يقول الرقيب آدامز: "إن القتال ليس فقط بالمال، ولكن بالقدرات. يمكنك أن تكون أغنى دولة في العالم، ولكنك تتلقى ضربات وركلاً على مؤخرتك، بسبب التكتيكات التي تستخدم ضدك، وهو ما ينطبق على السعوديين. مثال واضح آخر، هو الولايات المتحدة وفيتنام. الشيء نفسه في أفغانستان مع الولايات المتحدة".

ويورد الموقع اعترافات على لسان، المتحدث باسم القوات الجوية الأمريكية شين هوف، بأن الولايات المتحدة "زودت التحالف بالوقود في عطلة نهاية الأسبوع بما في ذلك بعد يوم من التفجير على قاعة العزاء، ولكن نفى أن القوات الجوية الأمريكية زودت بالوقود أي طائرة في يوم التفجير".

وعندما سُئل لماذا الولايات المتحدة، التي تزود دائماً طائرات التحالف بالوقود، زودته في نهاية ذلك الأسبوع وليس في يوم التفجير، أجاب هوف، "أنا لا أعرف الجواب على هذا السؤال".

ورداً على سؤال إذا كانت الطائرة التي قصفت قاعة عزاء صنعاء انطلقت من قاعدة جوية على الحدود مع اليمن، قال هوف: "يجب أن أحيلكم إلى قوات الدفاع السعودية على هذا السؤال".

وتعليقاً على ذلك يقول موقع "AlterNet"، إن "دور الولايات المتحدة في التفجير قد يذهب حتى إلى ما بعد التزود بالوقود: لقد ظهرت صورة لبقايا قنابل تم العثور عليها في موقع التفجير، تشير أن القنابل التي أسقطت على قاعة عزاء صنعاء، من نوع مارك 82 الأمريكية".

وكشف الموقع، أيضاً، أن الولايات المتحدة أعلنت، قبل أسابيع قليلة من التفجير، عن إبرام عقد لإنتاج هذه الأنواع من القنابل للمملكة العربية السعودية. حتى كين روث، المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش، في وقت سابق "غرد" بالصورة (لبقايا قنبلة من نوع مارك 82 الأمريكية) التي يحتمل أن تدين واشنطن.

* المصدر:

By: Ken Klippenstein, Paul Gottinger / AlterNet