الكاتب العراقي جمال مسلم: يمانيون.. ومنهم الحكمة والسيف

لم تكن الولايات المتحدة الامريكية بحاجة إلى مبرر شرعي؛ لكي تتدخل عسكرياً في العدوان العسكري والوحشي على الشعب العربي اليمني بكل مكوناته واطيافه..

فأمريكا التي تحاضر في الشرف في عديد المحافل الدولية والمحلية، هي بذاتها من يدعم مهنة الدعلرة في أماكن أخرى من العالم... واليوم، وقد مرَ أكثرُ من عام على العدوان العربي الغاشم بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وجمع آخر من المتسولين، الذين يحسبون دول الخليج مركزا لاطعام المتشردين وطالبي شحنات الرز وحليب الاطفال وما إلى ذلك...

اشترك هذا الجمع في الاعتداء على دولة اليمن العربي الشقيقة، دون مبرر واضح لهذا العدوان أو دافع قانوني يسمح لهم بهذا العمل العسكري الشائن، تلك الجيوش والطائرات التي ادارت خلفيتها المكتنزة من ناحية الكيان الغاصب في ارضنا المحتلة وأوغلت في دماء الشعب العربي اليمني.. هي جيوش بائسة وجبانة.. فقد فشلت وبعد مرور اكثر من عام على عدوانها في هزيمة ما اعتبرته عدوا لها، سواء كان من حركة انصار الله، أو من ابناء الجيش اليمني السابق.. وقد استخفت بموضوعة اليمن في أول ايام عدوانها؛ لانها لم تقرأ تاريخ اليمن وعادات وتقاليد هذا الشعب، ولم تحملها على محمل الجد...

ومن هنا فقد بانت هزيمة هذه الدول المتحالفة واضحة لدى الجميع وماعاد المنافقون الذين يتغنون بامجاد دول الاعتداء.. يصغون إلى البيانات العسكرية الصادرة عن هذا التحالف؛ لانها مليئة بالاكاذيب ومجافية لحقيقة ما يجري في ارض المعركة تماما، وعلى العكس من ذلك فقد بدت الصورة اوضح مما سبق على الحدود الجنوبية للملكة آل سعود، فقد تلقوا دروسا كبيرة في الشجاعة وفن القتال على يد ابناء القبائل اليمنية العربية الاصيلة، حتى انهزم جندهم شر هزيمة في اكثر من موقعة عسكرية ولا تحتاج الشمس إلى دليل، ولما طالت الحرب وتجاوزت حدود الزمن المحدد لها وعانت من اهمال المجتمع الدولي المرتشي علانية دون خجل او وجل..

لجأ المعتدون إلى اعمال عسكرية واقتصادية اخرى هي أكثر خسة من سابقاتها، فقد فُجِرت القاعات المدنية وضربت المستشفيات والمدارس والبنى التحتية، ودمرت المدن والقرى وهجر سكانها... ولكن نصرا عسكريا واحدا على الارض لم يظهر على الشاشات وقنوات الاخبار وقد طال انتظاره... فما كان من حل لانقاذ الموقف المتوسل لانقاذ ما تبقى من ماء وجه دول التحالف إلا دخول امريكا على الخط مباشرة.. فلفقت لنا قصة لا احد يملك دليلا على صحتها او بطلانها.. وهي قصة ضرب المدمرة العسكرية الامريكية بصاروخ اطلق من قبل الجيش اليمني او حركة انصار الله باتجاهها في مياه البحر الاحمر.. وهذا المبرر الواهن سمح للولايات المتحدة الامريكية بشن عدوانها السافر على الاراضي اليمنية وضرب مجموعة من الاهداف بحجة الضربات الوقائية والدفاعية!!! امام انظار العالم بأجمعه وسكوت ملايين العرب، من الذين دخل النفاق قلوبهم ورضوا بالذلة والعار لباسا لهم..

وان امريكا هذه كانت قد دخلت العدوان قبل هذه الضربة بكثير، حين سلحت وزودت هذا التحالف المهين بالمعلومات والامدادات العسكرية.. واصبح واضحا ان من حق اليمن الدفاع عن نفسه بشتى الوسائل المتاحة له.... ولكن هذا التجمع الابليسي لم يستطع الحصول على شفرة وكلمة سر قوة ابناء اليمن، لكي يحللوها ويتعاملوا معها.. فمن اليمن انطلقت الحكمة وعُرّفت الشجاعة.. فمثل هذا الشعب النبيل والاصيل لايهزم ولا ينكسر.. وفي التاريخ شواهد لاتعد ولاتحصى.. واسألوا صنعاء عن كل المحتلين في سالف العصر والزمان، وسوف تعلمون اين أنتم وفي اي وحل تغطون... ولابد من ساعة مباركة ستتوقف فيها هذه الحرب الهوجاء، وحينها سيكتب التاريخ صفحاته الذهبية عن اليمن وبطولات اليمن وأهل اليمن، وستبقى دول العدوان في خانة التحالف الغربي اللئيم والمتصهين، وستذكرها اجيال وتلعنها بلعائن الله ورسوله إلى يوم الدين..

*كاتب عراقي
ـ مدونة الكاتب ـ الأحد 16-10-2016