"الرد" اليمني في خطابي صالح والحوثي: "ساعة الصفر والنفير العام" أمام السعودية

تنبئ السياقات السياسية والميدانية في اليمن، التي أتى في إطارها خطابا الرئيس الأسبق الزعيم علي عبدالله صالح، وزعيم حركة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، بأنّ المناخ أضحى جاهزاً لـ"بدء النفير العام والثأر"، رداً على المجازر السعودية.

تعالت الدعوات لبدء النفير العام، الرسمي والشعبي وإعلان بدء الثأر، غداة المجزرة التي وصفت بـ"الأفظع" بحق تجمع عزاء "آل الرويشان" في صنعاء، وتوجيه الأنظار ناحية الحدود مع المملكة. تلك الدعوات أطلقها الرئيس الأسبق في خطابه المتلفز صبيحة الأحد 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 بدعوته أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية لبدء الثأر والتوجه إلى جبهات الحدود في جيزان ونجران وعسير.

وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها اليمنيون، جراء قرار نقل البنك المركزي والتعقيد بمستوى يعسر معه الخروج بتوقّعات جازمة، فيما يتصل بشأن المفاوضات وتحركات مبعوث الأمم المتحدة مؤخراً، إلا أنّ الواقع الشعبي والموقف السياسيّ يشيان بأن صنعاء عزمت بدء معركتها الكبرى.

وتشير الحيثيات إلى أنّ جملة عوامل تعاضدت لتجعل من جبهات مع وراء الحدود مع السعودية، قبلةً لمرحلة جديدة من المواجهات، في صدارتها دعوة الرئيس صالح المجلس السياسي الأعلى (صاحب السلطة في صنعاء) إلى تحمل مسؤولياته وتأمين نقل المقاتلين إلى الجبهات في الحدود.

عزّز تلقّف الدعوة الزعيمين صالح والحوثي، حالة السخط الشعبي (تحديداً) تجاه استمرار المجازر السعودية وحالة الصمت الدولية والأممية، فيما تتواتر الأنباء عن تحركات يقودها ولد الشيخ تفضي إلى عودة العمل باتفاق العاشر من أبريل (ظهران الجنوب)، كخطوة تسبق الدخول في مفاوضات تشمل محاولة إيجاد حلول شاملة للأزمة في اليمن.

وقال الرئيس صالح: "آن الأوان وحانت ساعة الصفر أن أدعو كافة أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، وعلى وجه الخصوص القوات المسلحة والأمن الذين شملتهم هيكلة الفار عبد ربه منصور هادي، إلى جبهات القتال، إلى الحدود للأخذ بالثأر لضحايانا".

وأضاف: "أدعو كل أبناء الوطن إلى التلاحم والتعاضد، شباباً وشيباناً ورجالاً ونساءً، لمواجهة هذا العدوان السافر المتغطرس الرجعي الكهنوتي بكل قوة، والتوجه إلى جبهات القتال بأسلحتكم وعتادكم، وعلى وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ووزارة الداخلية وضع الترتيبات اللازمة لاستقبال المقاتلين، استقبالهم في جبهات الحدود في نجران وجيزان وعسير".

كما دعا إلى مواجهة ما أطلق عليه "العدوان الداخلي" من مؤيدي الحرب السعودية في الداخل اليمني، حال عدم استجابتهم لقرار العفو العام المعلن مؤخراً من قبل المجلس السياسي.

وهاجم، بشدة، مبرري الجريمة، والتلميحات عن كون المجزرة ناجمة عن تفجير في قاعة العزاء، وخاطبهم بـ"يا خونة.. يا عملاء.. يا سفهاء، وأجبرتوني على أن أخرج عن الأدب واللياقة إلى أن أقول لكم يا سفهاء، وبالذات أنت يا سفيه يا أسفه السفهاء، أنت تقول شنطة ملغومة".

يمنيون يتظاهرون خارج مكاتب الأمم المتحدة بصنعاء ضد الغارات السعودية على قاعة العزاء في صنعاء، اليمن 9 أكتوبر 2016. خالد عبد الله / رويترز
يمنيون يتظاهرون خارج مكاتب الأمم المتحدة بصنعاء ضد الغارات السعودية على قاعة العزاء في صنعاء، اليمن 9 أكتوبر 2016. خالد عبد الله / رويترز

من جانبه أعلن زعيم أنصار الله، عن امتلاك الأدلة الفنية القاطعة التي تثبت تورط السعودية بارتكاب المجزرة، وقال في خطاب له مساء الأحد، إن العدوان ألقى أربع قنابل على تجمع عزاء "آل الرويشان" في جريمة قال إنها الأفظع في اليمن الذي يتعرض لعدوان غاشم منذ أكثر من عام ونصف.

وقال، إن "الجريمة وصلت في بشاعتها إلى درجة التحرج الذي أصاب الأمريكي بالدرجة الأولى، ومحاولة الإنكار والتهرب من المسؤولية سابقة خطيرة". لافتاً، إلى أن العدو الأمريكي يحاول ألا تلتصق به جريمة الصالة الكبرى الأكثر وحشية وأن يبعدها عن نفسه.

وأضاف: "هذه الجريمة ليست غربية على هذا النظام المتوحش، قرن الشيطان، لأن العدوان يعتبر استهداف المدنيين في الطرقات والأعراس والعزاء والأسواق أهدافاً دسمة، فالمطلوب بالنسبة لهم قتل أكبر عدد من الناس".

ودعا الحوثي، الشعب اليمني إلى "النفير العام والتحرك الجاد والمسؤول في وجه العدوان الأمريكي السعودي بالشكل المطلوب إلى جميع جبهات القتال لأخذ الثأر من قتلة النساء والأطفال".

صالح والحوثي ذكّرا في خطابيهما بالمجازر التي ارتكبت في مختلف مناطق اليمن، ومنها صعدة والحديدة والمخا وتعز وسنبان (..).

وقال الحوثي: "علينا أن ننفر على كل المستويات، علينا أن نأخذ بثأرنا لنكون رجالاً وأحراراً.. فإذا تخلفنا لن يسامحنا التاريخ، ولن تسامحنا الأجيال، وإذا كنا عند مستوى التحدي فسنكون فخراً للأجيال، ونحوز الشرف أمام الله، وأمام أجيالنا، وأمام أنفسنا وأسرنا وأهالينا".

وتابع: "الذين عادوا من الجبهات عليهم العودة إلى جبهاتهم، ما الذي يبقيهم في البيوت، هل يبقون ليقصفهم الطيران في بيوتهم.. انهضوا، تحركوا لتكونوا شرفاء وأحراراً، وإلا فلعنة التاريخ كبيرة أمام هذه الجرائم الفظيعة".

وأضاف: "رجال الرجال الأحرار الأباة هم اليوم في الميدان وكل الشرفاء والأحرار الذين يحسون بمسؤوليتهم الإنسانية أو الدينية الكل لهم موقف.. كل أولويات الأحرار انصبت في مواجهة هذا العدوان والإجرام.. أما البعض بقدر فراغ قيمهم والنقص في انسانيتهم فلايزال دورهم هو الدور الهامشي”.

وأكد: "يكفينا لو عدنا إلى فطرتنا وما وصل إليه الحال، أن نتحرك بجدية، وما الذي ينتظره البعض المتقاعسون والذين يتحركون ببطء أو الذين يكتفون بالدور الهامشي.. ما الذي ينتظرون؟".

وخاطب زعيم أنصار الله قبائل خولان الذين استهدف العدوان عزاء أحد أبنائهم بالقول: "أتوجه إلى الأحرار الشرفاء في خولان الطيال والمناسبة مناسبتهم، لن أحدد لكم ما تفعلون، لكن بحكم ما أعرفه عنكم من شهامة ورجولة.. كونوا عند مستوى ما تفرضه مسؤوليتكم الدينية أمام الله ومسؤليتكم الوطنية والقبلية".

واتهم السعودية بالحرب الاقتصادية وتعطيل الإيرادات، سواء عبر الحصار أو نقل البنك المركزي أو قصف القوارب التي تنقل البضائع وضرب الموانئ. وأشار إلى أن تأخر المرتبات سيكون لعنة على المتسببين "هادي والإماراتي والسعودي".. وأكد أن الذي عطل الإيرادات هم عملاء الإيرادات في مأرب وغيرها، لا تصل اسطوانة الغاز إلا بأخذ قيمتها إلى جيوبهم وحرمان الخزينة العامة منها.

وقال: "من الذي نقل البنك المركزي، من الذي استهدف حتى اللنشات التي تنقل البضائع، واستهدف الأسواق والمصانع والمنشآت سوى هذا العدوان السعودي بإشراف أمريكي".

وأشاد بتفاعل الفقراء مع حملة دعم البنك المركزي، وهو يقدم بذلك رسالة للتاجر الذي يمتلك المليارات ويبخل بإيداع بعض من أمواله في البنك لدعم الاقتصاد الذي هو مستفيد منه أكثر من الفقير.

منوهاً، في السياق، إلى أن مخاطر الانهيار الاقتصادي على التجار كبيرة جدا، وعليهم مسؤولية كبيرة في أن يودعوا أموالهم في البنوك، وعلى الجهات المعنية أن تهتم في متابعة دعم البنك المركزي ليستطيع أن يقدم ما يستطيع تقديمه لدفع المرتبات.