تشدد روسي وتراجع أمريكي وتقدم للجيش السوري في أحياء حلب

وزارة الخارجية الروسية أعلنت الأحد (02 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري ناقشا، في محادثة هاتفية أجريت يوم السبت، تطبيع الوضع في مدينة حلب السورية. في وقت تراجعت واشنطن عن تهديداتها بتعليق التعاون مع موسكو على وقع أنباء حول مزيد من التقدم للجيش السوري في حلب.

في اتصال جديد جرى السبت بين لافروف وكيري قالت موسكو إن الجانبين نلقشا "تطبيع الأوضاع في حلب".

ويوم السبت حذرت روسيا من أي "عدوان" أمريكي على الجيش السوري ودمشق، مهددة بأن هذا من شأنه أن يتسبب بحدوث "تغييرات مزلزلة" في المنطقة بأكملها. وأرسلت روسيا المزيد من الطائرات الحربية إلى سوريا مؤكدة أن عمليتها ودعم الجيش السوري سوف تستمر.

وكان كيري ولافروف تحادثا في اتصال هاتفي يوم الجمعة، وفق دبلوماسي روسي كبير قال إن موسكو مستعدة لدراسة المزيد من السبل لتطبيع الموقف في حلب.

ووفقا للمصدر ذاته، فقد انتقد لافروف فشل واشنطن في التمييز بين جماعات المعارضة المعتدلة وبين من تصفهم روسيا بالإرهابيين، وهو ما سمح لقوات بقيادة جبهة النصرة سابقا بانتهاك الهدنة التي ساعد البلدان في إعلانها يوم التاسع من سبتمبر/ أيلول.

وأوضحت الولايات المتحدة إنها لن تنفذ على الأقل حاليا تهديدا أعلنته الأربعاء بتعليق الدبلوماسية إذا لم تتخذ روسيا خطوات فورية لإنهاء العنف في إشارة إلى عملية واسعة ينفذها الجيش السوري في حلب ويحقق تقدما بدعم من الطيران الروسي.

في غضون ذلك، حققت قوات الجيش السوري تقدما على حساب الفصائل المسلحة و المعارضة في شمال مدينة حلب بدعم من الطائرات الروسية التي شنت عشرات الغارات ليلا على مناطق الاشتباك بين الطرفين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن يوم الأحد لوكالة فرانس برس "حققت قوات النظام تقدما في شمال مدينة حلب، بعد تقدمها من منطقة الشقيف إلى تخوم حي الهلك" الذي تسيطر عليه الفصائل والمحاذي لحي بستان القصر، من جهة الشمال.

وأفاد بأن هذا التقدم جاء إثر شن "طائرات روسية ليلا عشرات الغارات الجوية على مناطق الاشتباك" في شمال ووسط مدينة حلب.

وبحسب المرصد، تدور اشتباكات عنيفة يوم الأحد بين الطرفين على الأطراف الشمالية لحي الهلك، وعلى جبهتي حي سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط المدينة. وتواصل قوات النظام وفق عبد الرحمن، سياسة "قضم" الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل، موضحا أن هدفها في المرحلة المقبلة "السيطرة على حيي بستان الباشا والصاخور بهدف تضييق مناطق سيطرة الفصائل".

وقال مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية إن الغارات الجوية تركزت ليلا على مناطق الاشتباك وتحديدا في أحياء سليمان الحلبي وبستان الباشا والصاخور.

وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري يوم الأحد دعوة المسلحين إلى إلقاء السلاح والخروج بأمان من أحياء حلب الشرقية.

ووفقا لوكالة سانا قالت القيادة العامة للجيش في بيان "ندعو جميع المسلحين إلى مغادرة الأحياء الشرقية لمدينة حلب وترك السكان المدنيين يعيشون حياتهم الطبيعية".

وأضافت القيادة العامة للجيش إن "قيادتي الجيشين السوري والروسي يضمنان للمسلحين الخروج الآمن وتقديم المساعدات اللازمة".