كولن يقول إنه واثق من وقوف إردوغان وراء محاولة الانقلاب في تركيا

برلين (رويترز) - قال رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه السلطات التركية بالتخطيط لمحاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو تموز لصحيفة ألمانية إنه واثق من وقوف الرئيس رجب طيب إردوغان وراء المحاولة الفاشلة.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة دي تسايت الأسبوعية أن محاولة الانقلاب العسكري تخون مبادئ الحكومة التركية والحركة العالمية التي يتزعمها وتحمل اسم "خدمة". وأشار إلى تصريحات إردوغان التي قال فيها إن محاولة الانقلاب في 15 يوليو تموز "هبة من الله" لأنها ستسمح بتطهير الجيش.

وردا على سؤال عما إذا كان يشير إلى أن إردوغان يقف وراء محاولة الانقلاب قال كولن "إلى الآن كنت فقط أظن أن هذا احتمال قائم. الآن أعتقد أنه أمر مؤكد."

وقال كولن إن ضابطا تركيا ذكر مؤخرا أن رئيس هيئة الأركان ورئيس المخابرات اجتمعا بمقر قيادة الجيش ليلة الانقلاب مضيفا "كانا يعلمان بكل ما سيحدث فيما بعد."

ولم يتضح بالكامل حتى الآن كيف تطورت الأحداث في ليلة الانقلاب لكن إردوغان اشتكى مرارا مما وصفه بأنه إخفاق مخابراتي قائلا إنه لم يعلم بأمر محاولة الانقلاب إلا من صهره.

وقال مسؤولون أتراك إن مرشدا أبلغ المخابرات الوطنية التركية بمعلومات عن الانقلاب. وخطف مدبرو الانقلاب قائد القوات المسلحة وعددا من كبار القادة.

وقال كولن إن الانقلاب أتاح لإردوغان الفرصة لعزل آلاف من المحسوبين على المعارضة في الوزارات والجيش والشرطة والقضاء بالإضافة للقبض على محامين ورجال أعمال وصحفيين وزوجات مؤيدين لكولن مضيفا أن من المؤكد أن كل هذا كان مخططا له مسبقا.وفي الحملة التي أعقبت الانقلاب أقيل نحو 100 ألف شخص أو أوقفوا عن العمل في الشرطة والقطاع الحكومي والجيش والقضاء. وألقي القبض على 40 ألفا آخرين.

كان مسؤولون في أنقرة قالوا إن المخابرات التركية كانت تراقب أتباع كولن قبل محاولة الانقلاب بفترة كبيرة وحددت الكثير من الشخصيات مسبقا.

ونأى كولن بنفسه عن إردوغان قائلا إنه لم يقابله إلا بضع مرات قبل أن يصبح رئيسا للوزراء.

وأضاف لدي تسايت "لم أكن أنا أو أصدقائي من المقربين لإردوغان على الرغم من المزاعم بهذا."

وقال كولن إن حركة (خدمة) دعمت إردوغان ذات يوم لأنه عند تأسيسه حزب العدالة والتنمية وعد بإرساء الديمقراطية وتحسين أوضاع حقوق الإنسان وكذلك الحد من دور الجيش في الحياة السياسية. وأضاف أن إردوغان لم يف بوعوده بعد انتخابات عام 2011.

وتريد تركيا من الولايات المتحدة تسليمها كولن لمحاكمته بتهمة التخطيط لمحاولة الإطاحة بالحكومة. وينفي كولن أي صلة له بمحاولة الانقلاب.