جلسة عاصفة واتهامات متبادلة في مجلس الأمن

نيويورك (الأمم المتحدة) - أكدت سامنثا باور السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن الدعوة لعقد جلسة مجلس الأمن حول الشرق الأوسط أمس الأحد، جاءت بسبب "شن روسيا ونظام الأسد"، كما ذكرت، عملية هجومية شاملة جوية وبرية ضد شرق حلب والسكان المدنيين البالغ عددهم 375 ألف شخص".

وقالت "روسيا تملك بالطبع القدرة على إنهاء هذه المعاناة، وقد عملت الولايات المتحدة مع روسيا لمدة ثمانية أشهر على وضع تدبير يشمل تجديد الالتزام بوقف الأعمال العدائية. والأسبوع الماضي، عقدت الولايات المتحدة اجتماعين وزاريين لمجموعة الدعم الدولية لسوريا يهدفان إلى وقف العنف والعودة إلى وقف الأعمال العدائية. فعلنا ذلك، ليس لأننا نعتقد أن روسيا تعمل بحسن نية في سوريا، فنحن نعلم مثل الجميع أن روسيا تقول مرارا شيئا وتفعل شيئا آخر، ولكننا فعلنا ذلك لعلمنا أن السلام غير ممكن في سوريا إذا أصرت روسيا على خوض هذه الحرب."

وأضافت باور أن الولايات المتحدة تؤمن بضرورة فعل كل ما يمكنها لإيجاد سبيل لوقف القتال والتحرك على مسار الانتقال السياسي، وشددت على أن الولايات المتحدة ستبحث عن أية طريقة ممكنة لاستعادة اتفاق وقف الأعمال العدائية.

فيتالي تشوركين السفير الروسي لدى الأمم المتحدة قال إن واشنطن وعواصم غربية أخرى اتخذت قرارا عام 2011 بمواصلة التدخل في الشرق الأوسط وأفريقيا والذي بدأ بالتدخل في العراق عام 2003.

وقال تشوركين إن تلك العواصم دعمت الكثير من الجماعات الإرهابية في سوريا ومدتها بالأسلحة.

وأضاف تشوركين: "بالنسبة للأوضاع الإنسانية في حلب، كان يمكن أن تعود إلى طبيعتها في أغسطس آب، ولكن لم يسمح بذلك لأن المجموعات المسلحة حالت دون ذلك، وأرادت ضرب الممرات الإنسانية. أيضا بالنسبة لاتفاق أيلول سبتمبر، ماذا حدث بعده؟ الحكومة كانت تشرف على مراقبة الحدود وسمحت بإقامة ممر إنساني، ولكن تعرضت للاستفزاز من المجموعات المسلحة. وفي شرق حلب، قامت مجموعات مسلحة باحتلال المنطقة، ومن بينهم أفراد من جبهة النصرة ولكن هناك آلاف آخرون يساندونهم، لديهم سيارات مصفحة ودبابات وقذائف صاروخية محمولة على الكتف وأنواع مختلفة من الأسلحة المصنوعة محليا. لديهم أسلحة ثقيلة، طبعا لم يأتوا بهذه الأسلحة من فراغ، وإنما أتت الأسلحة من داعميهم الغربيين الكرماء."

السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري تحدث أمام مجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن الحكومة ستعيد مدينة حلب كاملة، وقال إن لسوريا عاصمتين هما دمشق وحلب.

"من جديد ينعقد هذا المجلس بناء على طلب عدد من أعضائه، في محاولة منهم لنجدة المجموعات الإرهابية المسلحة التي تصنفها هذه الدول زيفا بالمعارضة المسلحة المعتدلة، وذلك كلما ظهرت مؤشرات على اندحارها تحت وطأة عمليات الجيش السوري وحلفائه المستمرة."

وأكد الجعفري أن الحكومة السورية هي الأحرص على وقف نزيف الدم السوري وإنهاء معاناة السوريين التي طال أمدها. وذكر أن الحكومة وحلفاءها التزموا بالاتفاق الذي أعلنته الولايات المتحدة وروسيا في أوائل الشهر الحالي لوقف الأعمال العدائية، وقال إن أكثر من عشرين مجموعة إرهابية أعلنت رفضها فورا لهذا الاتفاق واستهدفت مواقع تابعة للجيش السوري.

وقال الجعفري إن التزام الحكومة السورية بمحاربة الإرهاب يسير بالتوازي مع الالتزام بالتوصل إلى حل سياسي يتم عبر حوار سوري سوري، يقرر من خلاله السوريون مستقبل بلادهم دون تدخل خارجي.

وأكد رفض الشعب السوري للحلول المفروضة من الخارج.