أمريكا: عشرات النواب "يحاربون" صفقة جديدة مع السعودية لقتل اليمنيين

بعد أكثر من اسبوع على تسرب مقتطفات من رسالة 60 نائبا في الكونغرس الأمريكي إلى الرئيس باراك أوباما، تذكر -بأثر رجعي- شبكة CNN الأمريكية أن "أعضاء بالكونغرس الأمريكي يُحاربون لتأجيل صفقة بيع أسلحة تساوي 1.5 مليار دولار للسعودية".

يُحارب أكثر من 60 مشرعاً أمريكياً في الكونغرس الأمريكي لتأجيل صفقة بيع الأسلحة والمعدات العسكرية للمملكة العربية السعودية المخطط لها من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والتي تساوي 1.5 مليار دولار، معللين ذلك باتهام التحالف الذي تقوده السعودية، بالتسبب في ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في اليمن.

دعم أمريكي لـ "حرب غاشمة"

ورفعت الأمم المتحدة أعداد الضحايا إلى أكثر من عشرة آلاف قتيل في اليمن منذ مارس/ آذار 2015 وبدء التدخل العسكري والضربات الجوية ضد اليمن. وحملت التحالف بقيادة السعودية والضربات الجوية التي يشنها المسئولية عن سقوط العدد الأكبر من الضحايا وغالبيتهم من المدنيين في اليمن. كما طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي مستقل بشكل فوري.

إقرأ أيضاً: تداع سعودي إلى وستمنستر لإعاقة "تحول زلزالي" في السياسة البريطانية تجاه اليمن

قال سكوت بول، وهو مستشار سياسي بارز في منظمة أوكسفام في أمريكا: "يجب على المجتمع الدولي أن يدعم اتفاق سلام دائم في اليمن.. لكن بيع أسلحة كبيرة للسعودية يشير إلى عكس ذلك - وهو أن الولايات المتحدة بدلاً من دعم السلام، دعمت السعودية في حرب غاشمة، تسببت في خلق واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم".

رسالة 60 نائبا من الحزبين

تذكر شبكة CNN: "دعا 64 عضوا من الحزبين بمجلس النواب، بقيادة النائب عن ولاية كاليفورنيا، تيد ليو، البيت الأبيض بالتراجع عن طلب موافقة الكونغرس على الصفقة حتى يتمكن الكونغرس من مناقشة الدعم العسكري الأمريكي للسعوديين بشكل كامل. ومن بين النواب الذين وقعوا على تلك الرسالة التي تم إرسالها إلى الرئيس أوباما، عدد من أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب ولجنة مجلس النواب للشؤون الخارجية".

ووفقا لتقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية في نهاية أغسطس/ آب 2016، يرجو 60 نائبا بالكونغرس الأمريكي أن يؤجل الرئيس الأمريكي صفقة بيع أسلحة تزيد قيمتها الإجمالية على مليار دولار إلى السعودية. وذكرت المجلة التي أوردت مقتطفات من مسودة رسالة النواب إلى الرئيس باراك أوباما أنهم عبروا عن قلقهم إزاء تزايد ضحايا الضربات الجوية التي يوجهها التحالف بقيادة السعودية في صفوف المدنيين باليمن.

وكما نشرت CNN، كتب النواب في الرسالة: "هذه الحملة العسكرية كان لها تأثير مثير جدا للقلق على المدنيين.. ووفقا لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، قُتل 3704 مدنيا، من بينهم 1121 طفلا خلال الصراع، واضطر 2.8 مليون يمني للنزوح داخليا بسبب القتال، إلى جانب أن 83 في المائة من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة."

وأضاف النواب في الرسالة: "يجب أن يُعطى أي قرار لبيع المزيد من الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية وقتا كافيا للمناقشة الشاملة من قبل الكونغرس.. نحن قلقون، ورغم ذلك، يُمكن لتوقيت الإعلان عن هذه الصفقة خلال عطلة الكونجرس في أغسطس/ آب يُمكن أن يُفسر بأن الكونجرس لن يكون لديه سوى القليل من الوقت للنظر في صفقة الأسلحة عندما يعود من عطلته ضمن إطار الثلاثين يوما التي حددها القانون."

ولدى الكونغرس مهلة 30 يوما لمناقشة الصفقة التي وافقت عليها وزارة الخارجية الأمريكية في التاسع من أغسطس/ آب الماضي، ما يعني أن المشرعين قد لا يستطيعون تأخير عملية البيع.

نائبان جمهوري وديمقراطي

وكان السناتور الجمهوري راند بول أعلن أنه سيعمل على وقف صفقة الأسلحة الأخيرة إلى السعودية والتي تشمل بيع 130 دبابة أبرامز، 20 عربة مدرعة، ومعدات عسكرية أخرى.

وأضاف السناتور بول: "سأعمل مع ائتلاف الحزبين الجمهوري والديمقراطي لاستكشاف فرض التصويت على حجب هذه الصفقة".

وتابع بول في تصريحات للمجلة الأمريكية فورين بوليسي: "المملكة العربية السعودية هي حليف لا يمكن الاعتماد عليها بسبب سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.. يجب علينا عدم التسرع في بيعها الأسلحة المتطورة وتعزيز سباق التسلح في الشرق الأوسط".

من جانبه أعرب السناتور كريس ميرفي، وهو ديمقراطي من ولاية كونيتيكت في بيان، أيضاً عن قلقه إزاء صفقة البيع، مشيراً إلى ارتفاع معدل الإصابات المدنية في اليمن، في حين قلصت الرياض دورها في الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش.

وقال السناتور الأمريكي الديمقراطي، كريس ميرفي، في حديثه لشبكة CNN الانجليزية منتصف أغسطس/ آب 2016، إن إدارة أوباما تلعب دوراً في حملة القصف السعودية في اليمن. مشيراً أن مشاركة الولايات المتحدة في الصراع "غير المرخص من الكونغرس" في اليمن، يثير المشاعر المعادية ضد الولايات المتحدة، داعياً إدارة أوباما إلى وقف ذلك.

وقال ميرفي، إن المدنيين يتعرضون للقتل ليس فقط من قبل الآلاف من الغارات، لكن داعش والقاعدة ينموان في حرب أهلية، وهو تهديد محتمل للولايات المتحدة. داعياً الولايات المتحدة لإعادة النظر في هذه الحملة.

وقال السناتور ميرفي، إن الكونغرس لديه السلطة لمنع هذا البيع. لافتاً، في الوقت ذاته، أنه يجري مفاوضات مع نواب آخرين لوقف هذا الصفقة في المجلس. ولكن هناك احتمالات ضئيلة.. وذلك ،جزئياً، بسبب السياسة.

وأضاف: "نظراً لسقوط ضحايا من المدنيين، في ظل المزيد من الدعم الأمريكي لهذه الحرب، هناك بصمة أمريكية على كل روح مدنية فقدت في اليمن".

"معركة صعبة"

ومع ذلك، تقول "فورين بوليسي"، إن وقف الصفقة ستكون معركة صعبة. لأن المستفيد الرئيس من الصفقة هو الجنرال ديناميكس لاند سيستمز - وفقاً لبيان صادر عن وكالة التعاون الأمني الدفاعي - وهو مقاول دفاع هائل ويتمتع بنفوذ كبير في الكابيتول هيل، مما يجعل من الصعب على السناتور بول، البحث عن حلفاء في مجلسي النواب والشيوخ لمنع صفقة البيع بشكل دائم.