صور: الطيران السعودي يقصف جامع ومرقد "النبي شعيب"

يواصل طيران التحالف السعودي تدمير المساجد والمعالم والإرث الإنساني والحضاري والموروث في اليمن بلا توقف منذ مارس/ آذار العام الماضي، وليس أخيراً استهداف مسجد النبي شعيب الأثري الواقع في قمته الشاهقة بمديرية بني مطر التابعة لمحافظة صنعاء.

مسئول محلي أكد لوكالة "خبر"، أن طيران العدوان استهدف، بشكل متعمد، مسجد جبل النبي شعيب، ما أدى إلى تدميره بشكل شبه كلي، وتضرر مقامه وضريحه التاريخي القريب منه.

وأوضح، أن القصف تسبب - أيضاً - في تدمير "البركة القديمة" وملحقاتها وطمس ما تبقى من النقوش الأثرية المنحوتة على سقف المسجد وجدرانه التي تحكي تاريخه على مر العصور.

ولفت، إلى أن سكان المنطقة ومهتمين أفادوا أن المسجد بُني عام 200 هجرية، وتم تجديد سقفه إبان حكم الملكة أروى بنت أحمد الصليحي لليمن، ويعد أحد أقدم المساجد التاريخية في اليمن.

جامع ومرقد النبي شعيب
جامع ومرقد النبي شعيب

وزارة الاوقاف والإرشاد اليمنية من جانبها دانت في بيان لها ـ حصلت وكالة خبر على نسخة منه ـ قصف مسجد النبي شعيب بصنعاء، اليوم الأربعاء 24 أغسطس/ آب 2016.

وقالت: "مازال العدوان السعودي مستمراً في استهداف المساجد دون مراعاة للمقدسات، والتراث الإنساني. فقد شن طيران العدوان غارة على مسجد النبي شعيب يومنا هذا مما أدى الى تدميره".

وأضاف: "في حين بلغ عدد المساجد المدمرة من قبل العدوان (655) في ظل صمت مخزٍ للمجتمع العالمي".

وأشار البيان أنه ومن "خلال كل هذه الجرائم، فإن وزارة الأوقاف والإرشاد تدين استمرار العدوان بقصف بيوت الرحمن وتناشد المجتمع الدولي وكل المؤسسات والهيئات الإسلامية ومنظمات التراث الإنساني، إلى تجريم هذه الاعتداءات، ومحاكمة العدوان جراء إقدامه على استهداف كل هذه المآثر الدينية".

- جبل النبي شعيب:

جبل النبي شعيب (ع) في اليمن، يبعد الجبل عن مدينة صنعاء 17 كم، هو أعلى جبل في الشرق الأوسط، حيث يصل ارتفاعه إلى 3670 م، ولا يوجد في الشرق الأوسط ما يضاهيه بهذا الارتفاع، وهو عادة يناطح السحاب، ومغطى بالغيوم، وغالباً ما تكون قمته محجوبة عن الأنظار.

يقع أعلى قمته مسجد النبي شعيب التاريخي وقبر ومقام للنبي شعيب (ع) وهو عبارة عن غرفة صغيرة، تضم الضريح الأثري ويقصده عدد كبير من الزوار والسياح العرب والأجانب لزيارة الجبل العالي والمقام والضريح الموجودين فيه.

جبل النبي شعيب
جبل النبي شعيب

وكانت "خبر" للأنباء نشرت، في وقت سابق، تقريرين يؤرخان ويرصدان يوميات الاستهداف الممنهج لطائرات التحالف السعودي للمساجد والمعالم التاريخية والأثرية اليمنية في مختلف محافظات البلاد منذ بدء الحرب السعودية قبل عام و7 أشهر.

وتعرضت العشرات من مواقع التراث الإنساني والمعالم التاريخية والثقافية والمدن المعمرة والحصون والقلاع وبيوت متحفية في اليمن للتدمير الكلي أو الجزئي؛ بسبب الضربات الصاروخية والجوية للتحالف السعودي، المنتظمة على مدى أكثر من عام ونصف، ومن بينها مدينة صنعاء التاريخية المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي، ومدينتا كوكبان وشبام كوكبان، وسد مأرب التاريخي، وعرش الملكة بلقيس، ومعبد الشمس... وغيرها.