ضجة لم تبرد في تويتر: وزير الثقافة السعودي سرق قصيدة أمير الشعراء

ضجة ثارت ولم تهدأ بعد في مواقع التواصل الإجتماعي ووصلت لوسائل الإعلام، وزير سعودي يسطو على قصيدة لأمير الشعراء مرة واحدة. جميع المحاولات للتخريج فشلت في التماس مخرج واحد.

سقط وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، في فخ السرقة الأدبية، إذ أنشد أبياتا شعرية لأمير الشعراء أحمد شوقي، مدح فيها أمير مكة خالد الفيصل، ونسبها لنفسه، وذلك خلال ندوة حوار شباب عكاظ التي التقى فيها أمير مكة بالأدباء والمفكرين ضمن فعاليات “سوق عكاظ” في دورته العاشرة.

إنها "فضيحة" بمقاس صاحب المعالي وزير الثقافة السعودي، و"كارثة" حلت بالثقافة في المملكة، علق ناشطون ومغردون.

الوسم الذائع في تويتر ‫#‏عادل_الطريفي_يسطو_على_قصيدة_شوقي‬، انتظم تحته نقاشات واسعة.

وهناك قال السعودي البارز عبدالله الغذامي "لاشك أنها ورطة. وكل المخارج منها تفضي لمزيد من التورط. هي طامة حلت على ثقافتنا".

وانتشر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يظهر وزير الإعلام السعودي عادل الطريفي وهو يلقي أبياتا من الشعر أمام أمير منطقة مكة خالد الفيصل، وقال مغردون إنها "مسروقة" من قصيدة لأحمد شوقي.

ويظهر هذا الفيديو، الذي صور في احتفالية سوق عكاظ، تشابها كبيرا بين أبيات الوزير السعودي، وبين قصيدة كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي يصف فيها آثار أسوان.

وجاء نص الأبيات التي سرقها الطريفي كالتالي:

أيها المنتحي بمكة دارا .. فضّ ختم الزمان والشعر فضّا

قف بتلك الربوع ربع عكاظٍ .. ممسكا ببعضها من المجد بعضَا

ربّ نقشٍ كأنما نفض الصانع .. منهما اليدين بالأمس نفضا

شاب من حوله الزمان وشابت .. وشباب النفوس ما زال غضّا

أما أمير الشعراء فيقول في قصيدته:

أيها المنتحي بأسوان دارا .. كالثريا تريد أن تنقضا

اخلع النعل واخفض الطرف واخشع .. لا تحاول من آية الدهر غضا

قف بتلك القصور في اليم غرقى .. ممسكا بعضها من الذعر بعضا

شاب من حولها الزمان وشابت .. وشباب الفنون ما زال غضا

وقد ألقى أمير الشعراء هذه القصيدة ردًا على الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت، الذي زار مصر عام 1910 وهاجم الإسلام وأساء للقاهرة، فانتهز شوقي زيارة روزفلت لمعابد فيلة وأنشد الأبيات سالفة الذكر، ليعطي روزفلت درسًا في احترام مصر صاحبة التاريخ الممتد لآلاف السنوات.

الأمر لم يمر مرور الكرام على نشطاء مواقع التواصل فقد دشنوا “هاشتاج” بعنوان “عادل الطريفي يسطو على قصيدة شوقي”، وفتحوا في تدويناتهم النار على الوزير الذي يفترض أن عمله هو الحفاظ على الحقوق الأدبية من السرقة، بينما هو يسرق مجهود غيره وينسبه إلى نفسه.

وقال عادل الكلباني، إمام الحرم السابق: “ليه مستغربين.. هو وزير إعلام”، وسخر الإعلامي مساعد الكثيري، من الوزير قائلًا: “شوقي هو اللي سارقها منه”، أما تركي شهلوب، فأكد أن أقل قرار يجب اتخاذه نحو هذه الواقعة هو إقالة وزير الثقافة والإعلام من منصبه.

وعلق ركان العيدي: “أعلى هرم المؤسسة المعنية بحماية المؤلفات والملكية الفكرية لم يقل استعارة، مجاراة، محاكاة، بل قال أعددتها”، وتبعه صالح الغامدي: “كنت أحدث نفسي أنه من المستحيل أن يسرق الثقافة من يزعم أنه بها زعيم، ولكني فوجئت بالحقيقة الصادمة”.

واعتبر خالد السلومي، أن ما قام به وزير الإعلام والثقافة هو استخفاف واستغفال كبير من الوزير بأمير مكة، وتساءل عبدالله العمري: “هل يعد ما قام به الوزير إسقاطًا لإمارة الشعر التي تقلدها أحمد شوقي بجدارة”، وأنشد محمد العريني: “إذا كان رب البيت بالدف ضاربا .. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص”.

فيما قال أحمد مختار، عبر الهاشتاج: “مش كفاية الأرض – في إشارة إلى جزيرتي تيران وصنافير- إزاي أكبر مسؤوول عن الحقوق الأدبية يسرق من أكبر الشعراء المعاصرين”، وأدان عدد من النشطاء المصريين الواقعة مطالبين بالتحقيق مع وزير الثقافة السعودي.

وقد اتهم ناشطون وكتاب سعوديون الوزير عادل زيد الطريفي بـ"السطو" على قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي، فيما طالب عدد منهم بالتحقيق ف مع الوزير .