ألمانيا تطلب ردودا أمريكية على مراقبة هاتف ميركل

استدعت ألمانيا يوم الخميس السفير الأمريكي - في واقعة نادرة يصعب تذكر مثيل لها - بخصوص الشكوك المثارة بأن واشنطن راقبت هاتف المستشارة انجيلا ميركل في أسوأ خلاف بين الحليفين الوثيقين منذ عشر سنوات. وقالت ميركل التي كانت تحضر قمة للزعماء الأوروبيين في بروكسل إن الحادث بدد ثقة ألمانيا في الولايات المتحدة. وقالت "الأمر لا يتعلق بي فحسب وإنما بكل مواطن ألماني." وأضافت "التجسس بين الأصدقاء غير مقبول على الإطلاق." ولم ينكر البيت الأبيض المراقبة قائلا إن ذلك لن يحدث في المستقبل. وتحدث الرئيس باراك أوباما مع ميركل لطمأنتها بأنها لا تخضع في الوقت الحالي للمراقبة. وأشار وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلة إلى أن واشنطن ربما خدعت برلين فيما يتعلق بنطاق برنامج التجسس السري الذي كشفه في وقت سابق هذا العام المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن الهارب الآن. وقال الوزير الألماني "في الصيف تلقينا تفسيرات وتطمينات." وقال "ومسألة هل يمكننا تصديق هذه التفسيرات والتطمينات يجب تمحيصها مرة أخرى." وأقدم فسترفيلة على خطوة غير مألوفة بأن جعل جزءا من تصريحه باللغة الإنجليزية كي تكون الرسالة الموجهة لواشنطن "واضحة تماما". وأشار بعض المسؤولين إلى أن الخلاف قد يعطل مفاوضات الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة بشأن اتفاقية للتجارة الحرة لكن آخرين قللوا من شأن ذلك الاحتمال. ومراقبة الدولة قضية شديدة الحساسية في بلد مسكون بذكريات عن تنصت جهاز الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية حيث نشأت ميركل. وأصاب الخبر كثيرا من الألمان بصدمة لاسيما أنه جاء بعد أربعة أشهر من زيارة أوباما لميركل في برلين في ذكرى مرور 50 عاما على كلمة جون كنيدي الشهيرة. وأشاد أوباما آنذاك بألمانيا كواحدة من أقرب شركاء واشنطن. وقال بعض الألمان إنهم يعتبرون هذا التنصت خيانة للبلد الذي تحمل النصيب الأكبر في الدفاع عن ألمانيا الغربية الديمقراطية من الشيوعية المدعومة من السوفيت إبان الحرب الباردة. جاء الكشف عن التجسس من خلال مجلة دير شبيجل الألمانية الأسبوعية التي حصلت وفقا لما ذكره مسؤولون على وثيقة لوكالة الأمن القومي الأمريكية عليها رقم الهاتف المحمول الخاص بميركل وعرضت على مكتبها الذي فحصها من خلال المخابرات الألمانية. وخلص المسؤولون إلى أن الوثيقة صحيحة الأمر الذي دفع ميركل لمواجهة أوباما بخصوصها في مكالمة تليفونية يوم الأربعاء. ولم يكن الرد مطمئنا للألمان. وكل ما قاله البيت الأبيض إن الولايات المتحدة "لا تراقب اتصالات المستشارة ولن تفعل ذلك." لكنه لم ينكر أنه ربما جرى التجسس على المستشارة في الماضي. وقال متحدث باسم البيت الأبيض "لن نعلق علنا على كل نشاط مزعوم للمخابرات." وقالت ميركل "نحتاج إلى أن نثق في حلفائنا وشركائنا وهذه الثقة يجب أن يعاد بناؤها مرة أخرى." وقال رونالد بوفالا رئيس مكتب ميركل إن ألمانيا ستطلب التوصل إلى "اتفاق لحظر التجسس" يحدد قواعد التعاون بين أجهزة المخابرات. ومن المقرر أن تبدأ المحادثات في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال وزير الدفاع الألماني توماس دي مايتسيره للتلفزيون الألماني إن الأمريكيين لا يزالون أفضل أصدقاء لألمانيا لكنه وصف مراقبة التليفون بأنها "لا تمر". والحادث اختبار لسفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا جون بي.ايمرسون الذي وصل إلى برلين قبل شهرين. وذكرت تقارير إعلامية ألمانية إن مصادر أمنية ألمانية تعتقد أن السفارة لعبت دورا في مراقبة هاتف ميركل. ولم يتسن الاتصال بأحد في السفارة للتعليق. ولم يكن في وسع وزارة الخارجية الألمانية أن تذكر لرويترز آخر مرة استدعي فيها السفير الأمريكي للتشاور مع وزير الخارجية الألماني وهو أقوى إجراء للتعبير عن عدم الرضا عن الأداء الدبلوماسي وهي خطوة تسبق مطالبة السفير بمغادرة البلاد مباشرة.