وكالة "خبر" تنفرد بنشر مسودة "رؤية" الحراك التهامي السلمي لإقليم تهامة

حصلت وكالة "خبر" للأنباء، على الرؤية التي خرج بها الحراك التهامي السلمي، الخاصة بإقليم تهامة ، والتي تأتي محاولة، من الحراك التهامي لتمثيل تطلعات أبناء في رسم مستقبل أفضل لهم وللإقليم التهامي . وفيما يلي تنشر وكالة "خبر" نص الرؤية – بحسب ما وردت من المصدر. مقدمه : تأتي هذه الرؤية لتمثل تطلعات أبناء تهامة في رسم مستقبل أفضل لهم وللإقليم التهامي الذي عاش ولأكثر من ثمانين عاما من التمزق والتفرقة الممنهجة له , وذلك في ظل إعادة بناء اليمن , كما تأتي هذه الرؤية ولتعبر عن حقيقة طموحهم في رسم شكل الاقليم التهامي وإعادة توحيد الكيان التهامي والمحافظة عليه من التمزق وذلك لما يشكله هذا الاقليم من أهمية استراتيجية لليمن الجديد خاصة وأن الاتجاه العام يتجه نحو إعادة صياغة الوحدة كدولة اتحادية ( فيدرالية ) . وبغض النظر عن الشكل القانوني الذي ستتخذه هذه الدولة فيدرالية او كونفدرالية.. الخ ، فمنذ مطلع القرن الماضي وبعد خروج الأتراك كان لأبناء تهامة مطلبهم بالحكم المدني الخاص بالإقليم التهامي الذي يحافظ على الهوية التهامية , والذي تشارك فيه التجار وأرباب المهن ورؤساء البلديات وعقال المهن والمناصب وشيوخ القبائل ، حيث وضع هؤلاء الوجهاء من مختلف مناطق تهامة أمام أنفسهم أكثر من خيار لتحقيق ذلك . وكانت خياراتهم المدنية المطالبة بالاستقلال حين الاستفتاء حول تقرير المصير رفضا للحكم المذهبي القائم على الغلبة والجباية والقهر، وقد رفضوا الإمامة وقاوموها كما رفضوا إعطاء الولاء للإدارة الادريسية المدعومة من الايطاليين ومن بعدهم الانجليز، ولم يقبلوا بالاستعمار البريطاني ولا بالاجتياح السعودي ، وشهدت مناطق عدة في تهامة مثل بيت الفقيه والعبسية والرماة والكرد والصليل والزرانيق والقحرى والجرابح والجحبا فصولا من المقاومة ضد التوحيد بالقوة وإلغاء المشاركة والمواطنة المتساوية ، فتهامة مرتبطة بالعالم من خلال البحر ومرتبطة بالجبل عبر وديانها الكثيرة (أودية السراة وموزع والشقاق وزبيد ورماع ،وادي ضمي ،ورسيان ،وعرفان ،ونخلة ،وسهام ،وسردد، ومور ،ووادي ورحبان حرض وحيران )وغيرها من الاودية . ولا تطلب تهامة غير حقها الطبيعي كأحد بوابات اليمن على العالم ، فهي مصب سلسلة جبال السراة ومستودع أمن اليمن الغذائي ، إنها العروة الوثقى التي جسدت المزج بين العروبة والاسلام وهمزة الوصل بين قارتي آسيا وافريقيا ، ومكونها التهامي جزء من مكونها اليمني والعربي . وقد قاومت تهامة الإمامة بالأمس ، وكانت ولا زالت تقاوم اليوم الورثة القدامى والجدد ، وها هي اليوم تزرع بنضالها السلمي مطالبها المشروعة وفي تربتها اليمنية الخصبة . إن تهامة لا تستجدي ، بل ترفد نضال الثورة الشعبية السلمية بالإسهام الجاد في انتزاع كامل حقوق المواطنة في بناء حياتها واحترام خصوصيتها كإقليم يمني يربط آسيا بأفريقيا ، وتكون جزأ أساسيا في إعادة صياغة اليمن بكل مكوناته التي تسهم في تحقيق بناء الدولة اليمنية الحديثة لكل ابناء الشعب اليمني ، والإنسان التهامي جزء من نسيج اليمن العربي الممتد من الخليج إلى المحيط . إن قوة الاحتجاج التهامي تنبع من خصوصيته التهامية السلمية وطبيعته المنفتحة والمتسامحة والمتعايشة ، وتعد هويتها رافدا مهما للمكون اليمني والعربي والإسلامي ، فهي الجزء الأكثر حيوية وتمدنا ومدنية في اليمن ، ويتمثل مطلب أبناء تهامة في انتزاع حقوق المواطنة المتساوية مع إخوتهم في الوطن ، الحقوق التي تربط الحق بالواجب ، وتتيح الفرصة لأبناء تهامة في استعادة حقوقهم المنهوبة وفي المشاركة الحقيقية في الحكم وفي صنع القرار وفي الحضور الكامل في كل أجهزة الدولة المختلفة بما فيها الجيش والأمن وفي اختيار من يمثلهم بكامل الحرية في الانتخابات المحلية والنيابية والرئاسية وفي صنع إرادتهم المحلية وفق رؤيتهم وتقديرهم . كل ذلك يجب انتزاعه بالنضال السلمي بمختلف صوره وأشكاله، والاحتجاجات المدنية التي توصلهم إلى وجود إقليم تهامة الممتد من باب المندب حتى حدود المملكة العربية السعودية بكل مكوناته من سهل وجبل وبحر وبتركيبته السكانية المتجانسة وتراثه الإنساني وحضارته العظيمة . لهذا ركزت هذه الورقة على إبراز رؤية أبناء تهامة حول إقليم تهامة وشكله ومكوناته والأسباب والأسانيد التي يستند إليها الحق في إطلاق رؤية إقليم تهامة ، ليتاح لهذه المنطقة المغبونة والمنهوبة الحفاظ على وحدتها الجغرافية والثقافية والاجتماعية ( إقليم تهامة ) يكون لأبنائها حق سن تشريعات وقوانين " اقليمية " تعالج قضايا الزراعة والاصطياد وتعرفة الماء والكهرباء والحفاظ على تراث المنطقة الفكري الصوفي والإبداعي .... إلخ الأسس التي تقوم عليها الرؤية: 1- إن اليمن يعيش حاليا مرحلة انتقالية ، يعاد فيها بناء اليمن من جديد انتصارا لتطلعات الشعب اليمني إلى يمن موحد وقوي . 2- إن تهامة مكون أساسي من مكونات الجمهورية اليمنية ، وإن العمل على تمزيق إقليمها بين محافظات أو بقية الأقاليم المجاورة كما هو حاصل الآن أو كما تم اقتراحه في بعض الرؤى المقدمة لخارطة الأقاليم إنما يجسد معاناة الشعب التهامي الذي عانى كثيرا من الاضطهاد والقهر والتهميش وعاش أبناؤه كأقليات في المحافظات الأخرى التي ألحقت بها ، وإن القول بإمكانية إلحاق بعض المناطق التهامية بالأقاليم المجاورة كلها أو بعضها يستدعي إعادة صياغة الحوار بين أبناء تهامة وتلك المناطق حول ضرورة الاعتراف ابتداءً بتهامية تلك المناطق وثرواتها ليكفل لأبناء الأقلية التهامية العيش دون اضطهاد أو تهميش ولتمكينهم من حقهم في تولي الوظائف بكافة مسمياتها المدنية والأمنية والعسكرية وبكافة مستوياتها التنفيذية والعليا ، وكذا وضع آلية تدخل مركزية لحماية تلك الأقليات في حالة تعرضهم لأية انتهاكات ... إلخ . ونعتقد بأن هذا غير وارد في المرحلة الحالية لعدم تطرق الحوار الوطني لتلك المفردات ، الأمر الذي يستدعي المناداة بالإقليم التهامي كاملا . 3- معاناة تهامة أرضا وإنسانا من الكثير من الانتهاكات والتهميش والاقصاء ونهب أراضيها فأمام أعينهم تآكل دورهم الاجتماعي ، وسقط تأثيرهم السياسي ، وتلاشى حضورهم الثقافي ، وذهب تاريخهم في النسيان ، لقد افتقدوا أهميتهم الاقتصادية بسيطرة عتاولة الفساد والنهب في رأس السلطة على بر تهامة وبحرها وجبلها وديانها وحوازها وخبوتها ، انقرض كل شيئ ، ولم يبق من شيئ سوى أجساد متعبة وجيوب خاوية ووجود ممسوس بالقهر والخذلان والتخلف والجهل والتهميش ومحاصر بقوى تنهب بلا رقيب ولا حسيب . 4- إن أمن اليمن برمتها من أمن تهامة ، ومما لا شك فيه أن الدول الراعية للمبادرة الخليجية إنما رعت ذلك بسبب أهمية استقرار البحر الاحمر والعمل دون نشوء أي بؤر للقرصنة فيه ، بعد أن عانى الاقتصاد العالمي من تأثيرات سلبيه جراء أعمال القرصنة في القرن الافريقي بسبب ما هو حاصل في الصومال وباعتبار أن أي انهيار لليمن سيؤدي وبكل تأكيد إلى نشوء بؤر قرصنة في البحر الاحمر، مما سيزيد من أعباء الاقتصاد العالمي ، لذلك رعت تلك الدول الحفاظ على وحدة اليمن والعمل على إنهاء مشاكلها السياسية عبر إعادة بناء اليمن من قبل أبنائها بالحوار الوطني . من غير ذلك وباعتبار أن البحر الاحمر جزء من تهامة يصبح من غير الممكن القول بوجود أي أمن لليمن إلا بأمن تهامة كإقليم موحد ، خاصة وأن اليمن دولة بحرية ، ولا تحمى إلا من البحر . لذلك من الضروري بمكان الحفاظ على وحدة الأقاليم البحرية والتي منها تهامة . الرؤية: تهامة كانت ولا تزال وستظل حاضنة بشرية ثقافية اجتماعية اقتصادية تجارية كإقليم منسجم ثقافيا واجتماعيا ينعم بالأمن والعدل والتسامح والتعايش والرفاهية والتنمية المستدامة(بما تحمله من تنمية بشرية وسياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية وحماية للبيئة الطبيعية والإنسانية والحفاظ على مواردها ومكتسباتها) الإقليم التهامي: إذا كان الإقليم هو تلك المساحة الجغرافية التي يسكنها مجموعة بشرية متجانسة من السكان في ظل بيئة واحدة وتأثير جغرافي سياسة ملبية للسكان فيها ، فإن إقليم تهامة اليمن هو الإقليم الغربي لشبه الجزيرة العربية والذي يكون مع بقية المناطق الجمهورية اليمنية . وهو الإقليم الأكثر تجانسا سكانيا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا ، ويحمل موروثا ثقافيا واحدا ، وله تضاريس واحدة ونشاط اقتصادي متكامل وخصائص جغرافية متنوعة بين سهل وجبل وبحر. فتهامة اليمن هي الامتداد الجغرافي من باب المندب جنوبا وحتى الحدود مع المملكة السعودية شمالا ، وبما يشمله من امتدادات في المناطق المجاورة لتهامة والتي ألحقت بها بعض المديريات التهامية . (أما الإقليم السياسي فينطلق من ضرورة إعادة توحيد مناطق إقليم تهامة التي سبق تمزيقها وتوزيعها على كافة المناطقة المحاددة لتهامة كتعز وإب وذمار وريمه والمحويت وحجة وصعدة , ليشمل الإقليم التهامي كافة المناطق التهامية من محافظة الحديدة وتعز وإب وذمار وريمة والمحويت وحجة وصعدة) . إن المطالبة بضرورة الحفاظ على وحدة إقليم تهامة الجغرافي هو نتاج لجبر بعض الأضرار الناتجة عن السياسات – الممنهجة - التي اتخذت من قبل أنظمة الحكم السابقة ، التي حكمت اليمن خلال القرن الماضي ولضمان عدم استمرار تلك السياسات . وكما سبق القول فإن ولعل أهم تلك الأسباب ترجع إلى ما يلي : السبب الاول : ان المطالبة بإقليم تهامة إنما يستند إلى ما سبق من ممارسات قانونية لحق تقرير المصير الذي تمثل في(استفتاءات 1921م)إبان الاحتلال البريطاني لبعض مناطق تهامة كالحديدة . السبب الثاني : امتدت ممارسة أبناء تهامة لحقوقهم في الحفاظ على الوحدة الجغرافية لإقليم تهامة حتى وصل بهم الأمر إلى إعلان جمهورية تهامة والتقدم بطلب الاعتراف بالجمهورية إلى عصبة الأمم المتحدة الذي لا زال ملفه موجودا حتى الآن في الامم المتحدة(وثيقة تهامة لعصبة الامم المتحدة)وهي الوثيقة التاريخية والمعروفة بوثيقة القائد التاريخي أحمد فتيني جنيد إلى الأمم المتحدة يوم كانت عصبة الأمم في العام 1934م ، وما زالت هذه القضية منظورة في الأمم المتحدة يوم كانت عصبة الأمم وما زالت أزماتها تتفاقم وإلى يومنا هذا . السبب الثالث : اتفاق الحكم الذاتي وثيقة 1967م عقب انتفاضة "القوقر"، والتي تزامنت مع نكسة 1967م وترتب في ضوئها عقد اتفاقية مع النظام يومها ، تقضي بمنح أبناء تهامة حكما ذاتيا ، وبعدها تم تجريم هذه الانتفاضة ، وقمعت وبقسوة ، وترتب عليها نزع ملكية الأرض وتقسيم الأراضي التهامية على عدد من المحافظات وتشظي أراضيها وسواحلها وموانئها ، حيث تم تقسيمها على المحافظات المجاورة ، وتم توزيع ميناء ميدي لمحافظة حجة والمخاء وموزع وباب المندب لمحافظة تعز, وحرض وعبس وميدي لمحافظة حجة ، ومساحات شاسعة من المناطق التهامية اجتزأت لمحافظة أخرى . السبب الرابع : إقرار إقليم تهامة وفق وثيقة العهد والاتفاق الموقعة في 18يناير 1994، التي نصت في بندها الخاص بالتدابير المتعلقة باللامركزية على أن يقوم الحكم المحلي على قاعدة تقسيم إداري جديد للجمهورية اليمنية ، يتجاوز التكوينات والوحدات الإدارية القائمة ، ويعاد فيه دمج البلاد دمجاً كاملا ، تختفي فيه كافة مظاهر التشطير ، تقسم الجمهورية من 4 إلى 7 وحدات إدارية تسمى مخاليف. وقد أكدت مسودات مداولات لجنة الحوار الوطني اتفاق اللجنة وأطراف الحوار على إقرار إقليم تهامة موحد الجغرافية كواحد من تلك المخاليف .