سوريا.. المجلس الوطني "المعارض" يعلن رفضه المشاركة في "جنيف2"

أكد رئيس المجلس الوطني السوري "المعارض" أن المجلس لن يشارك بمؤتمر "جنيف 2" الهادف الى إيجاد حل سياسي للازمة السورية، مهددا بالانسحاب من "الائتلاف الوطني" في حال قرر الأخير المشاركة. وقال رئيس المجلس جورج صبر في مقابلة تلفزيونية له مع قناة روسيا اليوم:"هذا القرار لا رجعة فيه بالتأكيد، لأنه اتخذ بعد اجتماعات مطولة (...) والمعطيات التي اتخذ على ضوئها هي الظروف المحيطة بسورية والسوريين داخل البلاد وفي المحيط الاقليمي والدولي". واضاف صبرا "ان المجازر الجماعية ذات النكهة الطائفية التي يقوم بها النظام تستمر داخل البلاد بمساعدة ميليشيا حزب الله والميليشيا التي ارسلها له نوري المالكي والمسماة بألوية ابو الفضل العباس مع خبراء القتل الايرانيين". واشار الى ان "العالم كله اصبح شاهدا عل المذبحة التي جرت مؤخرا في قرية صغيرة وهي الذيابية وذهب ضحيتها 120 ضحية". وازاء موقف المجتمع الدولي من رفض المجلس المشاركة في "جنيف 2" نوه صبرا قائلا بأن "ما يهمنا هو موقفنا امام شعبنا، ولدينا شروط كبيرة للذهاب الى جنيف 2، اذ ليس من المعقول انه بعد عامين ونصف العام من اعمال القتل اليومية للسوريين تتم دعوة المجتمع الدولي الى شكل من اشكال المصالحة مع النظام. وقال : فاي فائدة من المؤتمر للسوريين اذا لم تكن هناك امكانية لنقل البلاد من حالة الاستبداد القائمة، من نظام الموت الى نظام ديمقراطي تعددي، قام الشعب السوري بثورة من اجل ذلك؟". واعتبر المعارض السوري ان "حالة الصمت الكبيرة من قبل المجتمع الدولي سمحت للنظام وطغمته بتنفيذ المجازر تلو المجازر. وكان صبرا قد أعلن في وقت سابق ان "المجلس، وهو أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني، أعلن قراره الصارم من قبل أعلى هيئة قيادية فيه انه لن يذهب إلى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية، هذا يعنى انه(المجلس) لن يبقى في الائتلاف إذا قرر الائتلاف أن يذهب إلى جنيف". وأوضح صبرا أن الأمانة العامة للمجلس قررت عدم مشاركة المجلس نظرا لكون "المناخ الموجود على الارض في سورية وفي الوضع الاقليمي والدولي لا يعطي أي انطباعات ان مؤتمر جنيف يمكن أن يقدم للسوريين شيئا"، مضيفا "لن نذهب الى مؤتمر لا يكون السوريون في قلب الأهداف، نحن لن نشارك في مؤتمر يهدف الى تغطية عجز السياسات الدولية". وقال رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض أحمد الجربا الأسبوع الماضي ان مشاركة الائتلاف في مؤتمر جنيف مشروط بأن يتضمن التفاوض تسليم نظام الرئيس السوري بشار الأسد للسلطة، وتوافر ضمانات عربية وإسلامية لنجاح المؤتمر. وأكد الجربا على أهمية تلك الضمانات من عدد من البلدان خاصة "السعودية وقطر والأردن وتركيا". اسوأ بضاعة .. من جهته، انتقد أمين سر "هيئة التنسيق الوطنية السورية" في المهجر ماجد حبو موقف "المجلس الوطني" ورئيسه صبرا قائلا لقناتنا من ستوكهولم: "يؤسفني، ويحز في نفسي، ان المعارضة السورية تنهش بعضها، ولكن المجلس الوطني هو اسوأ بضاعة سورية معارضة فاقدة الصلاحية، وهو يقتصر على الاخوان المسلمين ومخلفات اعلان دمشق". وأكد حبو ان "هذا ليس رأيِ فقط ، وانما رأي المجتمع الدولي والسوري والاقليمي الذي هو من نزع الصلاحية منه واعطاها للائتلاف". ولفت الى ان "احدى النقاط التي دار حولها اجتماع المجلس الوطني هو مسألة الانسحاب من الائتلاف، وصوت ضد ذلك 8 اشخاص، وقرار البقاء فيه ملزم مع ان جورج صبرا كان احد الذين دعوا الى الانسحاب منه". وأوضح المعارض السوري قائلا ان "المجلس الوطني مايزال يمثل مخلفات الدور القطري في الحدث السوري ويمثل احد اوجه الصراع بين القطريين والسعوديين" في الأزمة السورية. وردا على اتهام جورج صبرا النظام بارتكاب المجازر قال حبو ان كافة اطرف النزاع تتحمل المسؤولية، مشيرا الى ان النقطة الاساسية في موقف المجلس تتمثل برؤيته للحل في سورية عبر التدخل العسكري، وهذا الخيار "استنفد نفسه، كما ان التباكي على المجازر لا يفيد، اذ ان الجميع في سورية مارس الجرائم والمجازر، والمطلوب الآن وقفة موضوعية مع الذات من أجل الخروج من هذا الوضع المأساوي. المصدر : روسيا اليوم