عدن: سر صغير وفضيحة كبيرة وراء معارك المنصورة!

معارك طاحنة تشهدها عدن، جنوب اليمن، منذ أيام، تزامنت مع إعلان "البدء بالمرحلة من الخطة الأمنية"، قبل أن يقفز، مساء الاثنين 14مارس/ آذار، إلى الواجهة إعلان لافت يتضمن اتفاقاً يقضي بتسليم جولة "كالتكس" وخط التسعين بالمنصورة، لقوات من "المقاومة" التي ينخرط ضمنها مسلحو الحراك الجنوبي.

وخلافاً لما أعلنته السلطات الأمنية، المدعومة إماراتياً في المدينة، عن فرض السيطرة على المنصورة، قالت لوكالة "خبر" ثلاثة مصادر محلية بينهم مسؤول، إن شيئاً من ذلك لم يحصل، وإنما هناك تواجد لمجاميع يقودها مدير شرطة المحافظة، تتواجد في أطرافها.

في يناير/ كانون الماضي، كشفت مصادر أمنية رفيعة في عدن لـ"خبر" للأنباء، عن خطة إماراتية بإشراف أمريكي لتأمين المدينة، تستمر مائة يوم وتقضي بتأمين "كل مربع على حدة"، بعد تفاقم الانفلات الأمني في ظلّ سيطرة ميدانية لعناصر التنظيمات المتشددة، على أجزاء واسعة منها دون رادع حقيقي.

- خاص- مدرعات إماراتية أسقطت مقاتلة إماراتية في عدن

ومساء الاثنين، ساد الهدوء أرجاء المدينة، وسط اشتباكات متقطعة دارت في محيط المجلس المحلي بالمنصورة. وقال أحد الأهالي في اتصال لمحرر الوكالة، إنه لليوم الثاني توالياً، فإن الخط البحري وكذا ميناء الحاويات مغلق تماماً. وسط معلومات عن انتقال أهم القيادات المتشددة من عدن إلى المكلا، مركز محافظة حضرموت.

- الفرنسية: أسلحة وموارد التحالف السعودي، وحكومة هادي، مسئولة عن صعود الإرهابيين في اليمن (ترجمة)

وخلاف ما أعلنه بيان صادر عن قيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ المعين من قبل عبدربه منصور هادي، عيدروس الزبيدي، حول استمرار العمليات في عدن، حتى القضاء على الإرهاب، قال مصدر ميداني، إن ما حدث منذ مساء السبت الماضي، كان هدفه إخراج 20 شخصاً تم القبض عليهم وأدلوا باعترافات ومعلومات حول عمليات اغتيال وقعت في عدن.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته لوكالة "خبر"، إن العشرين شخصاً تم احتجازهم في مبنى المجلس المحلي بالمنصورة، وهم يتبعون أحد القيادات السلفية المؤيدة لـ"هادي والسعودية"، وأن الهجوم "المباغت"، الذي بدأ السبت الماضي، كان بهدف إطلاقهم.

- السعودية تضرب في تعز.. الإمارات ترد في عدن!

وبحسب المصدر ذاته، فإنه تم إقناع قيادة التحالف بضرورة البدء بعملية أمنية، بهدف القضاء على الإرهابيين، حتى لا تتكشف خيوط الشخصيات التي تقف خلف عمليات الاغتيالات والهجمات الدموية في عدن، وتدخل الطيران المقاتل الذي نفذ غاراته على مدى يومين في أنحاء متفرقة من المنصورة وكريتر، بالإضافة إلى طريق جعولة، وقصف تجمعات في "بير أحمد". وكان ناشطون تحدثوا عن إطلاق سراح عشرين جندياً احتجزوا في عدن، إلا أن المصدر نفى ذلك وقال "من المرجح أنه تم نقلهم".

وعلى صلة، اعتبر قيادي في الحراك، أن الفضيحة هي "إعلان تحرير جولة كالتكس بعد أشهر من إعلان تحرير المدينة".. مشيراً، إلى أن كل ذلك جاء بالتزامن مع أحداث الجمعة المروعة بتعز. معتبراً، أنها محاولة لترويج "أكذوبة محاربة الإرهاب".

وبيّن، أن القصف جاء بعد أن قامت مجاميع سلفية بنقل معدات وآليات عسكرية باتجاه أبين، بغرض فتح جبهة جديدة بين أبين والبيضاء.

وأضاف، أن هناك "حالة من الفرز على أشده في كل عدن بين مختلف القوى والتيارات، تتفق جميعها في خدمة المحتلين الجدد"- وفق تعبيره.

- الطيران يقصف في قلب مدينة عدن.. والاشتباكات تتوسع

في السياق ذاته، قال مصدر عسكري في وزارة الدفاع اليمنية لوكالة "خبر"، إن حملة تجنيد واسعة تشهدها المحافظات جنوبية وشرقية، تشرف عليها قيادات تابعة لما كان يعرف بالفرقة الأولى مدرع، بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، الموالي للسعودية.

مؤكداً وجود معسكرات ومراكز أنشئت في عديد مناطق بشبوة وأبين وحضرموت، بغرض تجنيد الآلاف من أعضاء التيارات الدينية المتشددة من الإخوان والسلفيين وغيرها. وذكر المصدر، أن السعودية تريد تقليص دور الإمارات في اليمن وخاصة عدن.

وبحسب المصدر، فإن السعودية تحاول أن تفرض اجندتها في الشمال والجنوب عبر هذه العناصر.
مشيراً أن الإمارات تكتمت عن قتلى سقطوا بين قواتها بأيادي القاعدة وداعش في عدن، ولم تعلن عن ذلك.