اليمن.. مليارات وتعاون استخباري يفرضها القاعدة على شركات الاتصالات
الجبايات المالية والتعاون الاستخباري، أولويات التنظيم من شركات الاتصالات في المكلا، الذي يهدد بتدمير أبراجها في محافظتي شبوة وأبين، بالإضافة إلى حضرموت حال رفضها.
شرع تنظيم القاعدة في المكلا، بهدم أبراج الاتصالات الخاصة بشركة سبأفون، بعد رفضها دفع مليار ريال يطالب به كضرائب، ما أدى إلى انقطاع الخدمة وسط تهديدات بنسف الأبراج في محافظتي شبوة وأبين، ما يهدد بعزل "المدينة" عن محيطها اليمني والعالم.
وقالت مصادر محلية في مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، جنوب شرق اليمن، إن عناصر من القاعدة أقدموا على تدمير أبراج الاتصالات التابعة لشركة "سبأفون" بعد رفض فرعها دفع ضرائب مالية طالب بها التنظيم وصلت إلى "مليار ريال"، في الوقت الذي هدد بتدمير كافة الأبراج عن الشركات التي ترفض دفع المبالغ المقررة عليها كضرائب لتنظيم القاعدة.
وأوضحت مصادر مطلعة في شركة سبأفون، أن الشركة عرضت دفع تلك المبالغ على شكل تمويل لمشاريع محلية إلا أن التنظيم رفض ذلك وأصر على تسليمها المبالغ نقداً.
وأشارت المصادر إلى أن التنظيم اقتحم مبنى فرع الشركة بالمكلا، وكسر أبوابه وواجهته الزجاجية، واستخدم جرافات عملاقة في عمليات تدمير أبراج الاتصالات المنتشرة في مناطق ساحل حضرموت آخرها الأبراج المغطية لمدن الشحر والريدة وقصيعر وموقع شركة توتال النفطية ما أدى إلى انقطاع الخدمة بشكل تام عن جميع مدن ومديريات ساحل حضرموت.
وبحسب أحد أبناء المكلا، فإن شبكة "سبأفون" انقطعت بشكل كامل عن المدينة وغيل باوزير، مضيفاً أن التنظيم هدد بتدمير كافة أبراج الاتصالات في محافظتي، شبوة وأبين، اللتين يسيطر عليهما.
في الوقت الذي كانت خدمة الانترنت انقطعت عن أنحاء في المكلا، وفق ما أوردته وسائل إعلام.
وطالب التنظيم "إم تي إن" بدفع أكثر من مائتي مليون ريال كضرائب، إلا أن الشركة وعبر مديرها وعد بتدبيرها وطلب مهلة لتواصل مع المركز الرئيسي. وقالت المصادر، إن فرع الشركة تلقى رسالة من مركزها الرئيسي في جنوب افريقا أفادت برفض الدفع وتفضيل إدارتها إغلاق فروعها في حضرموت واليمن إن تطلب الأمر للحيلولة دون الإساءة لسمعتها العالمية بوصفها شركة داعمة للإرهاب.
وأوضحت المصادر، أن "إم تي إن" لم تخرج عن الخدمة ولم تدمر أي من أبراجها وألمحت إلى احتمال تسوية تمت بين الشركة والتنظيم فيما يخص المبالغ المالية. مضيفة أن التنظيم كان يطالب بتعاون استخباري بينه وبين الشركة، عبر تحديد مالكي أرقام معينة وتنقلاتهم.
وذكرت المصادر لوكالة "خبر"، أن التنظيم كان قد طالب شركات الاتصالات، في وقت سابق، بدفع مبالغ متفاوتة، وأن ردوداً مختلفة تلقاها عناصر القاعدة بعد ذلك، فيما رفضت شركة "سبأفون" دفع أي مبالغ، مضيفاً أن التنظيم انتقل بعد سيطرته على المؤسسات العامة الإيرادية إلى القطاع الخاص.
وأضافت، أن تنظيم القاعدة طلب من جميع شركات الاتصالات تقديم خدمات استخبارتية للتنظيم مثل تحديد مواقع اشخاص عبر ارقام هواتفهم وكشوف تحوي أسماء مالكي أرقام معينة، اضافة الى منح أرقام خاصة يستخدمها عناصر التنظيم للتواصل بينهم.
واكدت المصادر، ان تنظيم القاعدة حصل مبالغ مالية كبيرة من شركات الاتصال الحكومية (يمن موبايل، يمن نت، والهاتف الثابت) باستقطاعها مباشرة من حسابها في مكتب البريد الذي تورد فيه ضرائب تلك الشركات المحلية.
وفرض التنظيم سيطرته على المدينة في أبريل من العام الماضي بعد أسبوع على بدء السعودية وتحالفها عمليات عسكرية على اليمن.