قتال داعش والنصرة ينتقل من سوريا إلى اليمن
تفاقمت حالة الصراع بين الفصائل المسلحة، جنوب اليمن، لتتوج باندلاع معارك ليلية عنيفة في المنصورة امتدت إلى خور مكسر، في مشهد يكرس نقل تجربة جولات الصراع بين "داعش، والنصرة" في سوريا إلى عدن.
قالت مصادر أمنية ومحلية في عدن، إن اشتباكات اندلعت بين فصائل مسلحة، في أحياء المنصورة وبعض أجزاء من خور مكسر، منذ ليل الثلاثاء 9 فبراير/ شباط 2016، وسط تدخل لطيران الأباتشي التابع للتحالف الذي تقوده السعودية.
وذكر مسؤول أمني لوكالة "خبر"، أن معارك عنيفة اندلعت بين موالين لما يعرف بالحراك، وآخرين من فصائل المتشددين، في حي المنصورة، وامتدت إلى خور مكسر بعدن، خلفت قتلى وجرحى، وأضراراً واسعة لحقت بمنازل المواطنين.
وأفاد المسؤول، الذي اشترط عدم ذكره اسمه، بأن العشرات سقطوا قتلى من الطرفين، ونُقل بعضهم على متن طائرات، مشيراً أن المعارك احتدمت في حي المنصورة، الذي شهد عشرات من عمليات الاغتيالات خلال الأسابيع الماضية.
وقال المسوؤل، إن طائرات أباتشي قصفت مناطق في أطراف المنصورة، وألحقت أضراراً بالغة بمنازل المواطنين، لكنه لم يعرف أي إحصاءات بشأن القتلى والمصابين.
وقال مصدر محلي لوكالة "خبر"، إن المعارك اندلعت بين مجاميع من الحراك المسلح وأخرى من متشددين القاعدة وداعش، وكلهم يعملون لأطراف خارجية على ارتباط بما يجري في عدن من تواجد لقوات ما يعرف بـ"التحالف السعودي".
ودخلت قوات التحالف والمجاميع الموالية لهادي إلى عدن في يوليو الماضي بعد انسحاب قوات الجيش واللجان الشعبية، وهو ما أتاح فرصة لتمدد وانتشار عناصر إرهابية فرضت سيطرتها على أجزاء واسعة من المحافظات الجنوبية.
وتحدثت مصادر مقربة من السلطات القائمة في عدن، ممثلة بعبدربه منصور هادي وخالد بحاح، والمدعومة من قبل "التحالف"، أن توجيهات صدرت بالقيام بعملية أمنية في تلك المناطق، وأن المواجهات اندلعت عقب ذلك، دون أن تشير إلى مزيد من التفاصيل.
ومنذ أسابيع، أطلقت الإمارات خطة أمنية لتأمين عدن، بإشراف أمريكي تمتد لـ 100 يوم، وفق ما قاله مسؤول أمني لوكالة "خبر" في وقت سابق.
يشار إلى أن سفير روسيا في صنعاء، اتهم ـ الاثنين ـ الجماعات المتطرفة من القاعدة وداعش في المدن الساحلية الرئيسة في عدن والمكلا، بمحاولة الاستفادة من تجربة المهربين السوريين للتصدير غير القانوني للنفط والمنتجات النفطية.
وأشار، فلاديمير ديدوشتين، إلى أن "الحرب في اليمن خلقت أرضية خصبة لنمو نشاط الجماعات الإرهابية من مختلف المشارب والألوان". مضيفاً: "ووفقاً لتقارير واردة، فإن الجماعات المتطرفة التي انتشرت على مساحات شاسعة من المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد لا تتعاون مع مسلحين من سوريا فقط، بل إنهم يحاولون، أيضاً، استخدام تجربة المهربين السوريين بطريقة غير مشروعة في تصدير النفط والمنتجات النفطية من اليمن".