الناتو بصدد قطع "القطيعة" مع روسيا

اكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبيرغ الخميس ان الحلف يدرس امكانية عقد اجتماع رسمي مع روسيا لاعادة احياء هيئة للحوار توقفت منذ حزيران/يونيو 2014 بعد الازمة في اوكرانيا.

وقال ستولتنبيرغ "اننا نبحث في امكانية عقد اجتماع لمجلس الحلف الاطلسي-روسيا"، مؤكدا بذلك معلومة اوردتها وكالة فرانس برس ومفادها ان سفراء الدول الاعضاء ال28 في الحلف يعتزمون عقد اجتماع كهذا اواخر شباط/فبراير او مطلع اذار/مارس.

واضاف "لم يتخذ اي قرار نهائي، لكننا سنجري مناقشات ايضا مع الوفد الروسي في الحلف الاطلسي وسنقرر بعد ذلك موعد عقد هذا الاجتماع".

وحرص ستولتنبيرغ على التذكير بأن الحلفاء "لم يعلقوا مطلقا" مجلس الحلف الاطلسي-روسيا، ولم يغلقوا قنوات الحوار السياسي، حتى لو انهم اوقفوا اي تعاون عملي مع موسكو بعد ضم القرم في اذار/مارس 2014.

وقد ادى ضم شبه جزيرة القرم، ثم بدء الهجوم الذي شنه في شرق اوكرانيا المتمردون الانفصاليون الموالون لروسيا والمدعومون من روسيا، كما يقول الغربيون، الى برودة العلاقات بين الحلف الاطلسي وروسيا، كما لم يحصل منذ انتهاء الحرب الباردة.

واوضح ستولتنبيرغ ان من شأن هذا النوع من الحوار ان يتيح تجنب سوء التفاهم ووقوع حوادث، فيما تكثف النشاط العسكري الروسي، سواء أكان ذلك على الخاصرة الشرقية للحلف الاطلسي، فوق دول البلطيق، ام على الخاصرة الغربية في سوريا. وذكر بالحادث الذي وقع في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي واسقطت تركيا خلاله طائرة عسكرية روسية اتهمتها بانتهاك مجالها الجوي.

ويسعى وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير منذ سنة الى استئناف الحوار مع موسكو في اطار مجلس الحلف الاطلسي-روسيا، لكنه يصطدم بمعارضة اكثرية اعضاء الحلف الاطلسي.

وفي كانون الاول/ديسمبر، وعلى خلفية تقارب مع موسكو من اجل تسوية الازمة السورية، ايد وزير الخارجية الاميركي فكرته، واقنعا بها جميع الحلفاء في اوروبا الغربية، وحملا بلدان اوروبا الشرقية التي تتخذ موقفا متشددا من روسيا في الازمة الاوكرانية، على تليين موقفها.

وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس الاسبوع الماضي، "نعرف اننا بدأنا سنوات وبالتالي عقودا من التوترات مع روسيا ... يجب ان نتوصل الى صيغة تعايش للحؤول دون تفاقم الامور".