تقارير: وداعاً عصر النفط

واصلت تقارير إعلامية عالمية، خلال الأيام الماضية، اهتمامها بتداعيات انخفاض أسعار النفط، ووضع أكثر من عنوان تصدرت صفحات الصحف ومحطات التلفزة ووكالات الأنباء وخبراء اقتصاديين، تتحدث في مجملها عن انتهاء "عصر النفط"، بل إنه سيصبح أرخص من الماء.

وسجلت أسعار النفط انهياراً هو الأكبر خلال 12 عاماً عندما هوت دون 30 دولاراً، وهو ما حدا الصحافة الأوروبية إلى التكهن بأن سعر اللتر البنزين سيصبح أرخص من قنينة الماء، بسبب ضعف الطلب ووفرة الإنتاج.

وتنقل صحيفة التايمز البريطانية عن شركة (RAC) المختصة بالسيارات والتأمين عليها قولها، إن أسعار الوقود قد تنخفض إلى نحو 86 بنساً للّتر الواحد، وهو أكبر انخفاض منذ سبع سنوات على الأقل.

وينوه تقـرير نشره التلفزيون الأوروبي، إلى أنه من الصعب جداً التنبؤ متى سيتوقف انهيار النفط، إن لم تراوح الأسعار الصفر. وأن العاملين الرئيسيين لتتبع ذلك هما: قدرات التخزين التي بدأت في النفاد والتي تعمل على أن تعاني جميع الأسواق من تخمة المنتوج. وثانياً، الإعلان عن ارتفاع الانتاج الإيراني. هذان العاملان بإمكانهما المساهمة في انهيار الأسعار“، قال الخبير الاقتصادي جاستن اوركهارت ستيوارت.

في السياق، يرى غيرمان غريف، رئيس مصرف "سبيربنك"، أكبر المصارف الروسية، أن عصر النفط اقترب من نهايته، وحان الوقت للاقتصاد العالمي في الحد من اعتماده على التقلبات في أسواق الخام.

وقال المصرفي الروسي خلال مناقشة في منتدى "غيدار" الاقتصادي السنوي المنعقد في موسكو الجمعة 15 يناير/كانون الثاني: "إن العصر الحجري انتهى ليس لنفاد الحجارة، والشيء نفسه يمكننا قوله حول عصر النفط".

وتوقع غريف استمرار عصر النفط لفترة من الزمن قدرها بنحو 10 سنوات، وذلك حتى انتشار البنية التحتية الضرورية لسيارات الكهرباء بشكل كامل. وبرأي الخبير المصرفي، فإن المستقبل البراق هو لقطاع تكنولوجيا المعلومات، منوهاً إلى أهمية الاستثمار في قطاعات العلوم والصناعة.

وفي تقرير سابق لها قالت شركة "وود ماكنزي" لاستشارات الطاقة، إن انهيار أسعار النفط أجبـر 86 شركة عملاقة على تعطيل مشاريع نفط وغاز تقدر قيمتها بحوالى 380 مليار دولار.

وأضافت الشركة، أن تأجيل تلك المشاريع يعني بقاء حوالى 27 مليار برميل نفط في باطن الأرض. وأشارت الشركة إلى أن أسعار النفط هبطت بنحو 70% إلى 30 دولاراً للبرميل مقارنة بأسعاره في يونيو عام 2014 التي كانت 108 دولارات للبرميل، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وقال المحلل بالشركة أنجوس رودجر، إن "أثر تدني أسعار النفط على خطط الشركات كان قاسياً".

وذكر تقرير الشركة، أن شركات النفط اضطرت إلى البحث عن طرق النجاة بدلاً من التنقيب عن النفط.