السعودية تعدم 47 شخصا بينهم نمر النمر

أعلنت وزارة الداخلية السعودية السبت 2 يناير/كانون الثاني تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 شخصا "أدينوا بتهم إرهابية" بينهم نمر النمر.

وأدين الـ47، وهم 45 سعوديا ومواطن مصري يدعى محمد فتحي عبدالعاطي السيد، وآخر تشادي، يدعى مصطفى محمد الطاهر أبكر، بـ"استهداف مقار الأجهزة الأمنية والعسكرية، والسعي لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة السعودية وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة" حد بيان الداخلية السعودية.

ووفق البيان، "صدقت الأحكام من قبل محكمة الاستئناف المختصة وكذلك من المحكمة العليا. كما صدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعا وصدق من مرجعه بحق الجناة المذكورين".

واستعرض بيان الداخلية السعودية عشرات العمليات الإرهابية للمنفذ فيهم حكم الإعدام، ومن بينهم نمر باقر النمر، الذي كانت المحكمة الجزائية قد أكدت، في مارس/آذار 2015، على حكم إعدامه، بعد إدانته بـ"إشعال الفتنة الطائفية" و"الخروج على ولي الأمر".

من جانبها دانت الخارجية الإيرانية السبت 2 يناير/كانون الثاني إعدام المعارض السعودي نمر باقر النمر، متوعدة حكومة الرياض بدفع ثمن باهظ لهذا الإجراء الذي أقدمت عليه.

وقال المتحدث باسم الخارجية، حسين جابر أنصاري، إن "السياسة اللامسؤولة للحكومة السعودية ستدفع بسببها ثمنا باهظا.

من جهته، استنكر آية الله خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني إعدام السعودية المعارض نمر باقر النمر، داعيا منظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ موقف إزاء ذلك.

وصرح خاتمي بأنه يتوقع من منظمة التعاون الإسلامي اتخاذ موقف واضح من عملية إعدام رجل الدين نمر باقر نمر، مشيرا إلى أنه سيطلب من الجهاز الدبلوماسي الإيراني اتخاذ موقف حازم بهذا الصدد.

ورجح خاتمي خروج احتجاجات ومظاهرات تنديدا بإعدام النمر الذي وصفه بالجريمة.

وفي نفس السياق، استنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان تنفيذ حكم الإعدام في رجل الدين السعودي النمر ووصفه بـ "الخطأ الفادح".

واعتبر نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان أن "إعدام الشيخ النمر إعدام للعقل والاعتدال والحوار".

في غضون ذلك، شجب الائتلاف العراقي الحاكم في العراق تنفيذ السعودية حكم الإعدام في الشيخ نمر النمر، وقال نائب في الائتلاف إن هذه الخطوة يراد منها إذكاء الفتنة الطائفية و"إشعال المنطقة".

وقال محمد الصيهود النائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون الحاكم إن "هذا الإجراء المتخذ من جانب الأسرة الحاكمة في السعودية يراد منه إشعال المنطقة من جديد وإذكاء نار الفتنة الطائفية وخلق أزمة جديدة إضافة للأزمات التي تشهدها المنطقة".

وكانت خارجية إيران قد حذرت سابقا من أن إعدام النمر "سيكلف السعودية الكثير"، وجاء ذلك على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبداللهيان.

من هو نمر باقر النمر؟

نمر باقر النمر شيخ سعودي معارض من مواليد 1959 في مدينة العوامية التابعة لمحافظة القطيف شرق المملكة، أثارت خطاباته التي هاجم فيها الأسرة الحاكمة في السعودية جدلا واسعا، اعتقل عدة مرات في 2006 و2008 و2009.

واعتقلت قوات الشرطة السعودية في الـ 8 من يوليو/تموز 2012 الشيخ نمر النمر، وهو رجل دين شيعي بارز، بتهمة إثارة الفتنة في المنطقة الشرقية في البلاد، بعد إصابته بالرصاص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

وكان العديد من المتظاهرين قد شاركوا في مسيرات شرق السعودية للمطالبة باطلاق سراح الشيخ نمر النمر.

درس النمر في مسقط رأسه العوامية، ثم هاجر بعد ذلك إلى إيران عام 1980 وبقي هناك ما يقارب 10 سنوات قبل أن يتوجه إلى سوريا.