تقرير- محافظ عدن المعين من هادي دشن عمله بعلم الانفصال وملاحقة "الشماليين"

حملة اعتقالات وفرز بحسب الهوية الشخصية تعرض لها أبناء المحافظات الشمالية بعدن، التي ظهر فيها المحافظ المعين مؤخراً عيدروس الزبيدي، وبجواره علم دولة الانفصال، وتشكيل جبهة موحدة لتحرير الجنوب من المستعمرين الجدد مع انتشار لمسلحي القاعدة وداعش وتغييب شبه كلي للحراك الجنوبي، وانعدام المشتقات النفطية ومادة الغاز المنزلي، مؤشرات لأبرز ما تعانيه المحافظة.

بدأت الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2015، ما تسمى "المقاومة الشعبية" التابعة لعبد ربه منصور هادي، بشن حملة اعتقالات واسعة لأبناء المحافظات الشمالية موجهة لهم اتهامات وتهديدات رافقها نهب محلاتهم التجارية .

وقال مصدر أمني لوكالة خبر، إن لجان هادي قامت بمنع أبناء المحافظات الشمالية من دخول مديرية كريتر واتهمتهم بأنهم خلايا نائمة وجواسيس يعملون لصالح جماعة أنصار الله "الحوثيين"، وأن عليهم المغادرة.

وقامت لجان هادي بالتحقيق مع العشرات من أبناء المحافظات الشمالية، في الوقت الذي أقدمت عناصر أخرى من اللجان على نهب المحلات التجارية لآخرين من الشمال، وأخذ بضاعة الباعة الجائلين ببعض مديريات محافظة عدن. وشكلت نقاطاً أمنية في مداخل المديريات، وقامت بفرز المواطنين بحسب الهوية ومن كان من أبناء الشمال يتم إيقافه.

وأوضح مصدر محلي، أن لجان هادي طالبت من وصفتهم بـ"الخلايا النائمة والجواسيس" من أبناء المحافظات الشمالية بالمغادرة وعدم التواجد بعدن، مشيراً أن العشرات منهم متواجدون في عدن منذ اكثر من 10 الى 15 عاماً.

وأتت حملة الاعتقالات عقب تعيين محافظ جديد لعدن بعد مقتل المحافظ السابق اللواء جعفر سعد وثمانية من مرافقيه بعملية ارهابية تبناها داعش، الاحد الماضي.

وفي اول ظهور لمحافظ عدن الجديد عيدروس الزبيدي تداولت وسائل اعلامية صورة له وبجانبه علم الانفصال، وهو ما اعتبره سياسيون رسالة من هادي ومعاونيه لفك الارتباط عن الشمال.

ويشكو سكان عدن انعدام المشتقات النفطية ومادة الغاز المنزلي. وقال مواطن بعدن لوكالة خبر، ان سعر اسطوانة الغاز المنزلي وصل في السوق السوداء الى 10 آلاف ريال، وان بعض الاسر التي لا تملك المال لجأت الى استخدام الحطب عوضاً عن الغاز.

واضاف، ان المسؤولين عن السوق السوداء هي لجان هادي التي اصبحت المنفردة بتوفير المشتقات النفطية ومادة الغاز المنزلي تحت مرأى ومسمع السلطة المحلية المعينة ايضاً من عبد ربه منصور هادي.

وفي الجانب الآخر من مدينة عدن، اصبحت التنظيمات الارهابية صاحبة القول والفعل الاول دون اي اعتراض ومن يعترض يكون مصيره القتل والاختطاف.

عمليات ارهابية وتفجير آثار واغتيالات بصورة شبه يومية تقض مضاجع ابناء عدن الذين يتساءلون عن مصيرهم في المستقبل القريب.

إلى ذلك أبدت عناصر في الحراك الجنوبي تذمرها من الاوضاع التي اصبحت تعيشها مدينة عدن. وقال قيادي في الحراك الجنوبي لوكالة خبر، إن قوات التحالف المتواجدة في عدن حراستها معززة بالعشرات من ابنائنا ولم تحرك ساكناً تجاه الوضع الامني في المدينة.

واوضح المصدر (رفض الكشف عن اسمه خوفاً على حياته) ان مئات الجنود من الامارات والسعودية والبحرين وغيرها من دول التحالف يعرفون اماكن تواجد عناصر ومعسكرات وقيادات التنظيمات الارهابية، ولم يقوموا بأي عمل لمحاربتهم واعتقالهم.

واتهم المصدر قوات التحالف بانها سهلت حصول العناصر الارهابية على مختلف الاسلحة، مشيراً ان الاسلحة التي بحوزت القاعدة وداعش غالبيتها من تلك التي احضرتها قوات التحالف ابان المواجهات مع قوات الجيش واللجان الشعبية في الاشهر الماضية بعدن.

وأضاف المصدر، ان عدن اصبحت فقط ملكاً للجان هادي من جهة وعناصر داعش والقاعدة من جهة اخرى، واصبح الحراك الجنوبي مجرد اسم لا اكثر.

في سياق ذي صلة أعلن بالعاصمة صنعاء الاربعاء 9 ديسمبر عن تشكيل جبهة موحدة لطرد المستعمرين الجدد ومرتزقتهم. وقال أمين عام حزب جبهة التحرير، صالح صائل، لوكالة خبر، إن "8 مكونات جنوبية بينها حزب جبهة التحرير، والجبهة الوطنية، والتنظيم الشعبي للقوى الثورية، اتفقت على تشكيل (الجبهة الموحدة لتحرير الجنوب) لمحاربة وطرد المستعمرين الجدد ومرتزقتهم".