التسوية اليمنية: "داعش" آخر الأوراق!

تصعيد عمليات "داعش" تزامنت مع اقتراب التوصل إلى حلٍّ قد يوقف الحرب وحالة التفاؤل لدى الأطراف بإعلان المسودة النهائية لمفاوضات "جنيف 2".

يحاول تنظيم "داعش" تصدر واجهة المشهد في الجنوب ماضياً في تنفيذ عملياته - التي كان آخرها اغتيال المحافظ المعين من قبل هادي جعفر سعد- بوتيرة توحي أن الهدف "تكريس التنظيم لاعباً أساسياً وعسكرياً، هو الأول إن لم يكن شبه وحيد على الساحة الجنوبية، خاصة في ظل تغييب القوى المناهضة، ورغم تواجد قوات التحالف التي تقودها السعودية والموالين لهادي.

بحاح: "الموقف جِدُّ عصيب"!

ومن اللافت أن محاولة تصدير التنظيم كلاعب أساس في المشهد الجنوبي جاءت بالتزامن مع اقتراب إعلان تحديد موعد انطلاق جولة المحادثات "جنيف 2" وحالة التفاؤل التي ظهرت لدى الأطراف بإعلان المسودة النهائية. وسط مطالبات للمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ بتحديد أي جهة معرقلة لمسار المفاوضات.

"داعش" بعد معركة تعز ومأرب..

وقد تؤمن هيمنة «القاعدة وداعش» في الجنوب، ورقةً جديدة يمكن الاستفادة منها في المفاوضات المقبلة، ولاسيما مع عجز «هادي» ومن خلفه التحالف السعودي عن إحراز أي تقدم في تعز، ومأرب. فبعد السيطرة على أهم مدن أبين (زنجبار، جعار، باتيس) بث التنظيم مشاهد إعدام بحق جنود أسرى، متعهداً باستمرار عملياته.

وفي سياق ما تشهده مدن الجنوب، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي أودى بحياة محافظ عدن المعين من قبل هادي، اللواء جعفر محمد سعد، و8 من مرافقيه، بسيارة ملغومة كانت مركونة عند مرور موكبه في منطقة جول دمور بالتواهي بعدن. وبرر التنظيم هجومه بأنه "تم قتل المرتد جعفر محمد سعد محافظ عدن و8 من زبانيته وحرسه".

أعقبه اغتيال ضابط في الجيش برتبة عقيد يدعى عنتر الباخشي، وأحد منتسبي لواء الرماة بمدينة إنماء عدن، برصاص مجهولين. بالإضافة إلى اغتيال قيادي فيما بات يعرف بـ"المقاومة الشعبية" التي أعلنت ولاءها لهادي في المنصورة.

وأمس السبت (4 ديسمبر) اغتيل القاضي محسن علوان، رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة في محكمة استئناف محافظة عدن، وابنه وأحد مرافقيه وإصابة آخرين. عندما أطلق مجهولون النار بكثافة على سيارته أمام أحد المراكز التجارية بالمنصورة.

كما اغتال مسلحون مجهولون، عقيداً في الاستخبارات العسكرية في مديرية المعلا بالمدينة. وقال مصدر أمني لوكالة خبر، إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على العقيد عقيل الخضر، أحد منتسبي الاستخبارات العسكرية بمديرية المعلا. وسقط العقيد الخضر قتيلاً على الفور، فيما لاذ المسلحون بالفرار.

وكان المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ قد زار عدن والتقى هادي قبيل مغادرته، مساء السبت، إلى العاصمة العمانية مسقط حيث من المقرر أن يلتقي وفدا أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام. وقالت مصادر "خبر" إن ولد الشيخ تباحث مع هادي مستجدات المرحلة التمهيدية للمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية لحل الأزمة.

"تسلم وتسليم" تحت مرأى التحالف

وجاءت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش" على مدن أبين تزامناً مع صدور قرارات هادي الحكومية التي أثارت غضب نائبه ورئيس حكومته خالد بحاح، معيدةً إلى الواجهة الصراع بين الرجلين في ظل تقارير صحفية تتحدث عن إدراك هادي للخطر الذي يمثله وأن الحديث عن أي حل سياسي سيعني انتهاء حياته السياسية".

وقالت مصادر وكالة "خبر" - حينها - إن عدداً من المسئولين المحليين غادروا مدينة زنجبار قبيل سيطرة «التنظيم» عليها «في ما يشبه تسليمها من دون مواجهات، رغم أن هناك تعزيزات كانت قد قدمت إمارتي عدن وحضرموت».

وتعيد العملية إلى الذاكرة سيطرة التنظيم في أبريل الماضي على أجزاء واسعة من حضرموت وغيرها من دون مقاومة، أو في أحسن الأقوال كانت تجري مناوشات بسيطة.

العودة للطيران..

وفيما نجحت قوات الجيش واللجان، خلال اليومين الماضيين، من كسر تقدم قوات الغزو في مأرب، والجوف وفي جبهات تعز، عاد تحالف العدوان بقيادة السعودية مرة أخرى للجوء إلى خيار الطيران وتكثيف الغارات الجوية على مختلف المناطق وبشكل خاص مأرب وتعز.

وقالت مصادر "خبر"، إن قوات الجيش واللجان الشعبية، حققت السبت (أمس) تقدماً في 3 مناطق بمأرب واستعادت السيطرة على 3 مواقع بالجوف كان موالون لهاشم الأحمر يتمركزون فيها.

واستشهد وأصيب 20 مواطناً بينهم نساء وأطفال، الأحد 6 ديسمبر/ كانون الأول 2015، في غارات جوية استهدفت منازل مواطنين بصرواح التابعة لمأرب. وقال مصدر قبلي لوكالة خبر، إن الشيخ أحمد العوبلي، وتسعة آخرين بينهم نساء وأطفال استشهدوا وأصيب 10 آخرون في غارات جوية استهدفت منزله ومنزل العامري، ودمرتهما بشكل كلي.

في الوقت نفسه، تواصلت المواجهات بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة، ومقاتلين موالين للرياض من جهة أخرى، في الحقيل والأشقري. وقال مصدر عسكري: إن الطرفين تبادلا القصف المدفعي المكثف في منطقة الحقيل.