لماذا يمكن لدوغلاس كوستا أن يصبح الأفضل في العالم؟

تضاعفت قيمة دوغلاس كوستا منذ قدومه إلى بايرن ميونيخ، والسبب إمكانياته الكبيرة وبيب غوارديولا، حسب ما يقول اللاعب نفسه. أما مدربه فيعتبره الأفضل في العالم. وما قدمه مع منتخب البرازيل جعله يحجز مكانه أساسيا بجانب نيمار.

بعدما تأكد خبر انتقال دوغلاس كوستا إلى بايرن ميونيخ في الصيف الماضي قادما من شاختار دونيتسك الأوكراني، توقع مريسيا لوسيسكو، مدرب شاختار أن كوستا "لن يلعب مباراة واحدة" مع بايرن، حسب ما كتب في مجلة "شبورت بيلد" الصحفي الألماني المخضرم رايموند هينكو، المختص في شؤون نادي بايرن ميونيخ.

لوسيسكو هو من درب كوستا طيلة السنوات الخمس، التي قضاها اللاعب البرازيلي في صفوف شاختار دونيتسك. غير أن الأيام أظهرت سريعا أن لوسيسكو كان مخطأ على طول الخط، وأن كوستا متألق بكل المقاييس.

إلى غاية اللحظة لم يسجل كوستا (25 عاما) إلا هدفين في 12 مباراة خاضاها بالقميص البافاري، إلا أن دوره في صناعة الأهداف لا يعوض. كما أنه وبشهادة الدولي توماس مولر "يخدم زملاءه بكرات حاسمة عديدة"، ويكفي أنه صنع 12 هدفا، آخرها في مباراة بايرن أمام شالكه، السبت الماضي، ضمن منافسات المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الألماني، حين أعاد لمولر نفسه نشوة التهديف.

وقد انتهت المباراة بفوز بايرن على شالكه (3-1)، فابتعد حامل اللقب في صدارة الترتيب العام بفارق ثماني نقاط كاملة عن أقوى مطارديه، بروسيا دورتموند.

وعلى المستوى الدولي، كان لكوستا الفضل الكبير في تجنيب البرازيل ما هو أسوء في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، حين قاد منتخب بلاده إل الفوز على بيرو بثلاثية نظيفة في 18 من الشهر الجاري، سجل منها الهدف الأول وصنع الهدفين الآخرين.

وقبل ذلك بنحو أربعة أيام ساهم كوستا بقوة في التعادل مع الأرجنتين (1-1). ولم يكن أساسيا، بل أدخله المدرب كارلوس دونغا إلى الملعب كبديل، فقام النجم الشاب بتحريك الجبهة الهجومية لفريقه ليجيء هدف التعادل حاملا توقيع لوكاس ليما في الدقيقة (52)، بعد أن كان المنتخب الأرجنتيني متقدما بهدف لافيستي في الدقيقة 34.

وبعد مباراة الأرجنتين، كان من الضروري على دونغا مكافأته بإدخاله أساسيا أمام بيرو، فلم يخيب كوستا ظن المدرب وافتتح التسجيل في الدقيقة 22 من تمريرة رائعة من ويليان. ثم قام كوستا بدور الممر باتجاه ريناتو أوغوستو الذي أضاف الهدف الثاني (57)، ثم باتجاه الظهير الأيسر فيليبي لويس (77)، صاحب الهدف الثالث.

وبعد ختام منافسات تلك الجولة من تصفيات مجموعة أميركا الجنوبية، احتل المنتخب البرازيلي المركز الثالث خلف إكوادور وأورغواي. وأثنى المدرب دونغا على كوستا بقوة، ملمحا أن الأخير سيحصل إلى جانب نيمار على مقعد أساسي بصفوف فريق السامبا.

دفع بايرن الصيف الماضي 30 مليون يورو مقابل الحصول على خدمات اللاعب، وبعد ذلك بأسابيع ارتفعت قيمته في بورصة اللاعبين إلى 35 مليون يورو. وحين وجه سؤال للمدير الرياضي بنادي بايرن ماتياس زامر عن قيمة كوستا؛ رد دون تردد "50 مليون يورو". أمَّا كارل هاينز رومينغه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ، فقد أدخل كوستا في خانة "غير معروضين للبيع". ولحسن حظ بايرن أنه تعاقد مع اللاعب إلى غاية 2020، وحينها لن يكون كوستا قد بلغ عامه الثلاثين.

وبحسب كوستا نفسه، فإن ما تعلمه في ميونيخ، وعلى يد مدربه بيب غوارديولا "لا يقدر بثمن". ومن مركز الجناح يتحول كوستا في صمت إلى صانع ألعاب. وقد وجه الصحفي رايموند هينكو سؤالا إلى غوارديولا عن أسباب نجاح كوستا ليس فقط في الأطراف، وإنما في الوسط أيضا؟ رغم أن هناك أيضا توماس مولر روبرت ليفاندوفسكي أو ماريو غوتسه؟ رد غوارديولا قائلاً: "له عين على وسط الملعب"، قبل أن يتابع "كوستا يهاجم المدافعين قبل أن يهاجمونه، وهذا ما يعجبني."

وسبق لغوارديولا أن أدخل كوستا كجناح أيسر وأيمن. ويرجح العديد من المراقبين أن المدرب الإسباني يريد أن يصنع منه إلى جانب آريين روبن ثنائيا خارقا، سيمنح "لروبن مساحة أكبر نحو الأطراف، حيث تزداد خطورته"، يقول غوارديولا. ويعتبر غوارديولا لاعبه كوستا "الأفضل في العالم"، دون أن يضعه في خط المقارنة مع نيمار أو ميسي أو سواريز، على الأقل ظاهريا. أما باطنيا فيدرك غوارديولا أن كوستا سيفرض نفسه على الجميع إن اكتمل نضوجه.